الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد ظهور توربيني جديد بالإسماعيلية.. "البوابة نيوز" ترصد مسلسل الاعتداء الجنسي على الأطفال داخل مؤسسة لإيواء الأيتام.. وكيل وزارة التضامن تتهرب من المسئولية أمام النيابة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما تتحول الأم الحانية إلى ذئب مفترس، تغيب كل معاني الإنسانية ويصبح قانون الغابة هو السائد ويتحول الحامي إلى حرامي والحارس إلى أكبر لص.. لتظهر في النهاية المأساة التي لا يمكن أن يغفرها المجتمع لمن وثق فيهم ووضعهم في موضع المسئولية عن حماية من لم يعد لهم من يحميهم.. ومن شاء القدر أن يكونوا بغير ظهر ولا سند في هذه الحياة لتسيل دماء الإنسانية على عتبات دار ايواء المستقبل بالإسماعيلية، مع صرخات الأطفال الذين يتناوب الذئاب البشرية اغتصابهم تحت سمع وبصر المسئولين عن الدار وتحت إشراف مديرية التضامن الاجتماعي.

البوابة نيوز كانت هناك لتري على الطبيعة ما يجري في هذه الدار.
بمجرد دخولك دار الإيوائية تشعر بانقباض القلب لما تشاهده من حالات الإهمال الصارخ التي تدب في كل أرجاء الدار بداية من دورات المياه غير الآدمية، مرورًا بالغرف والمطبخ وانبعاث رائحة كريهة منه، وتلوث الأطعمة، وقذارة حجرات المعيشة، الخاصة بالأطفال، وإلقاء ملابسهم على الأرض وفى طرقات الدار.
البوابة نيوز قامت بزيارة المؤسسة الإيوائية والتي تتكون من 3 مبانٍ.
المبنى الأول ويشمل "مبنى الوسط" ويضم الأطفال من 12 إلى 15 عامًا والمبنى الثاني "مبنى الرعاية اللاحقة" ويضم من سن 15 إلى 20 عامًا"، والمبنى الثالث "مبنى الأطفال صغار السن" ويضم الأطفال الأقل من 12 عامًا.
ورصد فريق النيابة العامة أن الأبواب مفتوحة على مصراعيها وتغيب متعمد لمسئولي الأمن الذين قرروا التنصل من المسئولية ليصبح بإمكان أي شخص الدخول والخروج في أي وقت إضافة إلى تغيب لفترات تزيد على أطفال المؤسسة 15 يومًا دون أي رقابة أو متابعة من مسئولي الدار، وبالحديث مع بعض الأطفال أكدوا وجود حالات تعذيب للأطفال وربطهم على النافورة الخارجية للمؤسسة وضربهم بالخراطيم.

إضافة إلى عدم وجود مشرفين بالدار والمعينين بالمبنى الإداري للأطفال بجانب تغيب محمد إبراهيم محمد مدير الدار نفسه.
بدأت معالم القصة عندما تقدمت مدرسة محو أمية تعمل بالدار وتدعى داليا مجدي بشكوى إلى المحامي العام مساء أمس الإثنين تفيد وقوع حالات اعتداء جنسي بشعة على أطفال الدار على يد المشرفين.

وكانت داليا تعمل هناك منذ عامين واكتشفت أثناء عملها وقوع حالات اعتداء جنسي بين الأطفال من قبل المتهم "وحيد على كامل الفولي" 20 عامًا وهو الأكبر سنًا من بين نزلاء الدار في مدينة المستقبل وهو يقوم بدور المشرف على الأطفال بتكليف من المدير.

وقالت الشاكية في بلاغها الذي تقدمت به أمام المستشار هشام حمدي المحامي العام الأول لنيابات الإسماعيلية إنها تأكدت من وقوع حالات اعتداء جنسي من قبل المتهم السابق ذكره والذي يعتبر شقيقا أكبر لهؤلاء الأطفال الأيتام.

وأضافت خلال بلاغها أنها علمت أثناء عملها بالدار منذ عام ونصف العام  تقريبًا أن هناك حالات اعتداء جنسي على الأطفال تتم داخل الدار من قبل أحد النزلاء، وأن هناك شهودا من المشرفين والأطفال النزلاء وأنها تقدمت بشكوى إلى مدير الدار إلا أنه لم يحرك ساكنًا، وتقدمت بشكوى إلى مديرية التضامن الاجتماعي بالإسماعيلية التي أرسلت لجنة من شخصين بالمديرية.

ومن جانبها قالت دكتورة كريمة حلمي وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالإسماعيلية، إن الشاكية تدعي افتراءات للمساس بسمعة المؤسسة من أجل مصالح شخصية وأكدت في تصريحها لـ"البوابة نيوز"، أنه لم يسبق لها تلقي أي شكوى من الدار عن حالات إهمال أو شذوذ جنسي بين النزلاء مشيرة إلى أنها تتابع بنفسها سير العمل بالدار وكل المؤسسات التابعة لمديرية التضامن بالإسماعيلية للوقوف على المشكلات وحلها وأوضحت وكيل وزارة التضامن أن النيابة العامة تحقق في البلاغ المقدم لها وأنها في انتظار قرار الطب الشرعي الذي سيكشف وجود وقائع اعتداء جنسي من عدمه.
وأنكر مدير الدار ويدعى محمد إبراهيم أمام اللجنة وأحضر أطفالًا أكدوا أنهم لم يتعرضوا لأى اعتداءات وتم منعها عقب تلك الشكوى من دخول الدار مرة أخرى، مضيفة أنها تقدمت بشكوى إلى محافظة الإسماعيلية التي قامت بإرسالها إلى مديرية التضامن الاجتماعي وكان مصيرها الإهمال.
وتشير إلى أنها رغم منعها من دخول الدار ولكن كانت على علم بكل ما يدور داخلها من خلال بعض الأطفال والمشرفين والذين أكدوا أنه مازالت هناك حالات اعتداء جنسي بين الأطفال لذلك قررت التوجه للنيابة العامة.
وأكدت في شهادتها أن أحد الأطفال اعترف لها بقيام أحد المشرفين بالاعتداء الجنسي عليه وأقرت أنها قامت باصطحاب الطفل إلى مفتش الصحة بوحدة الشيخ زايد والذي أكد تعرض الطفل لهتك عرض لكنه رفض إرفاقها صورة من التقرير الطبي والذي تم إرسال نسخة منه لمدير الدار ولمديرية التضامن الاجتماعي.
وبسؤال إحدى مشرفات الدار التي رفضت ذكر اسمها أكدت أنها تعلم بوجود حالات اعتداء جنسي بين الأطفال بالدار وذكرت أسماء الأطفال المجني عليهم والمتهمين بهذا الاعتداء، فيما ذكر أحد المجني عليهم أن المتهم "وحيد" قام بالاعتداء عليه أكثر من 10 مرات خلال 3 سنوات الماضية في أماكن مختلفة بالدار.
وتجرى حاليًا تحقيقات موسعة في الواقعة تحت إشراف المستشار هشام حمدي المحامي العام الأول لنيابات الإسماعيلية، حيث أمر المستشار هشام حمدي، على الفور بتشكيل فريق من نيابة المركز والتوجه بشكل مفاجئ إلى الدار.
كانت النيابة قد استمعت بشكل مبدئي إلى طفلين من الدار، تعرضا للاعتداء الجنسي، حيث أكدا الواقعة.
وبسؤال الأطفال المجنى عليهم بمحضر تحقيق البلاغ أكدوا قيام المتهم وعدد من أشقائهم كبار السن داخل الدار بالاعتداء الجنسي عليهم في أوقات مختلفة داخل العديد من الأماكن بالدار.
كما أكد أحد المجنى عليهم إن «المتهم اعتدى عليه أكثر من 10 مرات خلال الـ 3 سنوات الماضية في أماكن مختلفة».
وأضاف الشهود من أبناء الدار أنهم شاهدوا المتهم يقوم بالاعتداء الجنسي على أكثر من 9 أطفال، وأنهم تقدموا بشكوى إلى المدير الذي اتهمهم بالكذب.
بفحص غرفة نوم المتهم "وحيد على كامل الفولي"، عثر بداخلها على هاتفه المحمول الخاص، ويحمل صورا لعدد من أطفال الدار مجردين من ملابسهم، وطفل عار على سريره يمارس معه الرذيلة، وآخر يجلسه على رجليه في وضع خارج عن الآداب كما تم العثور على بعض مذكرات للمتهم مدون بداخلها مذكراته الشخصية ومدون بداخلها" انا بكره نفسي"، انا عملت غلط واتعاقبت النهارده".

وأمام وكيل النائب العام شادي راتب وسمير زعلول اعترف المتهم بأقوال الشهود والمجني عليهم اعترف بقيامه بالاعتداء الجنسي على عدد من الأطفال داخل الدار خلال الأعوام السابقة.
ومن المقرر، أن يتم استدعاء المسئولين عن المؤسسات الإيوائية بالمحافظة لسؤالهم حول الواقعة، خاصة بعدما تأكد أنها ليست الواقعة الأولى من خلال التحقيقات المبدئية.
كما استمعت النيابة العامة إلى شهادة 2 من نزلاء الدار18، و16 عامًا وأكدوا قيام المتهم بالاعتداء الجنسي على الأطفال داخل الدار وقدموا وقائع وأسماء الأطفال الذين تم الاعتداء عليهم.
وبالتحقيق مع الدكتورة كريمة حلمي وكيل وزارة التضامن بالإسماعيلية طالبت بالفصل بين الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء عن غيرهم من الأسوياء، وعرضهم على الطبيب الشرعي كما قالت أمام النيابة أن مدير المؤسسة ليس من حقه تعيين طفل من الدار مشرفًا على الأطفال وأن هذا يأتي مخالفًا لقانون الشئون الاجتماعية واتهمته بالتلاعب في التقارير الخاصة بالمؤسسة والتقارير المقدمة للمديرية عن عمد وكذلك تقرير مفتش الصحة الذي أكد حالات الاعتداء الجنسي.
فيما أقر "محمد إبراهيم" مدير دار الإيواء للأيتام بالإسماعيلية، أنه لم يحجب أي من المعلومات وأنه أبلغ المديرية بما حدث وأنكر ادعاءات وكيل وزارة التضامن وقال إن اعترافاتها أمام النيابة تعتبر تنصلا من المسئولية وتقديمه كبش فداء.
وقررت النيابة إخلاء سبيل الدكتورة كريمة حلمي مدير عام مديرية التضامن الاجتماعي مؤقتًا واستدعاء مسئولة رعاية الأسرة والطفولة بالمديرية للاستماع إلى أقوالها.

وعرض كل المجني عليهم على مصلحة الطب الشرعي للكشف عليهم لبيان ما تعرضوا لهم من انتهاء واعتداء جنسي.
وأمرت النيابة العامة حبس كل من وحيد الفولي، وعماد كمال مختار، وسعيد شريف، المتهمين بالاعتداء الجنسي على أطفال دار أيتام 4 أيام على ذمة التحقيقات. بعد أن وجه إليهم بعض الأطفال تهمة الاعتداء الجنسي عليهم، وطلبت تحريات إدارة البحث الجنائي حول الواقعة.