الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الجيش في حماية الشعب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم استمرار الضغوط الخارجية على الجيش المصري محاولة لتنفيذ سيناريوهات الفوضى، بعد أن خسروا أكبر عميل كان على استعداد لتنفيذ كل المخططات التآمرية؛ لا تزال هناك أصوات في الداخل، ممن يدّعون الثورية، يهمسون بالهتاف الإخواني: “,”يسقط حكم العسكر“,”، وقد ظهر هذا الهمس في مواقف بعضهم من ثورة 30 يونيو حينما وصفوها بالانقلاب العسكري الناعم، ومن بعض الحوادث التي تلتها كالحرس الجمهوري.
لا تزال بعض التيارات اليسارية المتطرفة تهمس بهذا الهتاف، وإلى جانبها مجموعات المرتزقة الذين تسللوا إلى انتفاضة 25 يناير ليسلموا البلاد إلى حكم الإخوان.
ولم ينكر قادة تلك المجموعات أنهم تلقوا تدريبات في الخارج على صناعة العنف، وتكشف طبيعة علاقتهم بالنظام الإخواني الخائن، والمواقف الحادة التي اتخذوها ضد المجلس العسكري السابق، حقيقة صلتهم بأجهزة الاستخبارات الغربية التي مولتهم، وقد اتضحت تلك الصلة بموقفهم الصامت، وأحيانًا الساخر من حملة تمرد في بداية عملها، ثم تراجع حناجرهم عن المشاركة في الهتاف ضد حكم مرسي في يوم 30 يونيو، اللهم إلا على استحياء.
نذكر جميعًا حديث الأصابع الخارجية الذي كرره مرسي الخائن في أكثر من مناسبة، وظني أن هذه المجموعات من المرتزقة هي التي تلعب دور تلك الأصابع، ولولا الزخم الشعبي المحتضن للقوات المسلحة لما استحيوا من أن تعلو أصواتهم بهتاف “,”يسقط حكم العسكر“,”، وأعتقد أنهم ينتظرون اللحظة المناسبة ليعيدوا الكرَّة مرَّة أخرى، لا سيما أن مموليهم لا يزالون يمارسون ضغوطهم على الجيش المصري، تارة بمطالبته بالإفراج عن مرسي العياط وقادة جماعة الخونة، وتارة بتحذيرهم من التدخل في الحياة السياسية، حتى بعد أن سلمها بالكامل إلى رئيس مؤقت وحكومة انتقالية.
وحتى لا يكرر الجيش المصري وقائده البطل، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، خطأ المجلس العسكري السابق في مواجهة تهديدات الأمريكان والإخوان معًا، قبيل إعلان فوز مرسي العياط بالانتخابات الرئاسية، والذي تمثل بعدم الاحتماء بالشعب المصري، وذلك بمكاشفته ومصارحته بحقيقة المؤامرة الإخوانية الأمريكية، والخيانة العظمى التي ارتكبها جميع أعضاء هذا التنظيم الإرهابي.. حتى لا يتكرر هذا الخطأ؛ فعلى الفريق السيسي، الذي أثبت بجدارة أن بطولته لا تقل بأي حال من الأحوال عن بطولة أجداده العظماء “,”مينا وأحمس“,”، أن يرتمي في أحضان شعبه محتميًا بحبه وبوعيه الفطري، وقبله إحساسه بصدق وإخلاص وطنية جيشه، وذلك بأن يعلن على الملأ كل أدلة خيانة هذا التنظيم بالصوت والصورة، إن أمكن، وتفاصيل المؤامرات التي حاكها مع عناصر المخابرات الأمريكية وبعض العناصر الأوروبية، على أن تتم عملية المكاشفة عبر عقد مؤتمرات صحفية رسمية بعد انتهاء التحقيق في كل قضية، علاوة على إذاعة تفاصيل المحاكمات علنًا وعلى الهواء مباشرة.
ولأننا في حالة حرب حقيقية ضد فلول الإخوان الإرهابيين وأتباعهم من العصابات الإجرامية في سيناء من ناحية، وضد مجموعات المرتزقة من المتشحين برداء الثورة المدنية والضغوط الخارجية التي لا تتوقف من ناحية أخرى؛ فلا بد من الإسراع بتقديم أدلة الإدانة إلى الشعب المصري، خاصة في قضية اغتيال 16 من جنودنا على الحدود بسيناء، وقضية اختطاف ثلاث ضباط وأمين شرطة، علاوة على قضية طلب التدخل العسكري الأجنبي ضد الجيش والشعب، وجميعها جرائم خيانة عظمى.
ولتأمين الجبهة الداخلية ينبغي أيضًا أن يتم فضح كل الأسماء والمجموعات التي تلقت تمويلاً أجنبيًّا من أجل صناعة العنف، وصياغة حملات تشويه الجيش المصري.
ورأيي أن مراجعة حسابات أشخاص بعينهم لدى البنوك، ومعرفة مصادر ما بها من مبالغ مالية سيكون بمثابة الخيط الأول للكشف عن عناصر الطابور الخامس بين صفوف الثوار، فبعضهم كان يتلقى تمويلات على حسابه الشخصي لا على حساب مؤسسة أو جمعية، كما أن معظمهم كانوا من زبائن الشكك في مقاهي وسط البلد قبل 25 يناير 2011، بل إن بعضهم لا يزال اسمه مسجلاً بالديون التي لم يدفعها في دفاتر “,”الشكك“,” بالمقاهي.
إن فضح عناصر الطابور الخامس، الذين تسللوا إلى المجموعات الثورية، وبعضهم أساتذة علوم سياسية، ضرورة للحفاظ على مستقبل الأمن القومي؛ لأنهم سيلعبون حتمًا دور أصدقاء أمريكا في المستقبل، وارثين بعض المهام القذرة، التي كان ولا يزال يلعبها أساتذة لهم، منهم من استتر خلف مراكز للدراسات والبحوث الاجتماعية، ومنهم من توارى خلف ستار حقوق الإنسان.
صحيح أن المواطن المصري لم يفقد ثقته في القوات المسلحة رغم تعدد الأطراف التي كانت تحاصر عقله بمقولات التشكيك، لكنه ومع ذلك يحتاج لأن يرى ويسمع أدلة إدانة جميع الخونة والمتآمرين ضد مصلحته؛ ليس للحفاظ على تلك الثقة من جانبه، لكن لأنه الوحيد القادر على حماية جيشه من الابتزاز الرخيص الذي تمارسه جماعة الإخوان وأعوانها من المرتزقة في الداخل، وهو أيضًا القادر على دعمه في معركة مواجهة الضغوط الهائلة التي يمارسها الخارج.