عرف معمر القذافي بالخروج
عن المألوف وإثارة الجدل فهو رجل القومية العربية وهو أيضًا الذي دعم انفصال جنوب السودان
وطالب بدولة مستقلة للأكراد على حدود العراق وسوريا وتركيا. عرف عنه الرومانسية وتقديس
الإنسان إلى أبعد حد وعرفت عنه أيضا الغلظة والديكتاتورية، اتهم بالإرهاب وكان ينادي
بإقامة الخلافة الإسلامية ودعم الإخوان الذين قتلوه.
وفي نفس الوقت اتهم بالزندقة وتحريف
النص القرآني.
لم ينكر أحد أنه كان حافظًا للقرآن الكريم وملتزم دينيًا وأخلاقيًا، كما لا ينكر أحد أيضًا حبه للمجون والنساء وقد بالغت وسائل الإعلام الدولية في حبه لممارسة الجنس بطريقة تتعارض مع المنطق البشري.
أكدت وسائل الإعلام حقيقية مقتله من قبل قوات
كوماندوز فرنسية في خليج سرت كما يؤكد المقربون له أن القذافي لا يزال حيًا يرزق في إحدى
الدول العربية.
فمن هو معمر القذافي ؟
ولد معمر محمد عبد السلام القذافي عام 1942 في مدينة سرت بوسط ليبيا لقبيلة
أولاد موسى والتي عرفت منذ تقلده حكم ليبيا بقبيلة القذاذفة وهو من القبائل المعروف
عنها البراعة في القتال وقد قامت السلطة العثمانية بطردها من جبل غريان بطرابلس ونزحت
إلى سرت وقاومت الحكم العثماني مع قبائل ورفلة وأولاد سليمان حتى سلمت تركيا ليبيا
للإيطاليين بموجب معاهدة اوشي لوزان عام 1912.
والتحق القذافي بكلية الآداب ودرس التاريخ
ثم التحق بالكلية العسكرية التي تخرج منها في أغسطس عام 1968.
استلهم القذافي ثورة
عبد الناصر في مصر وشكل حركة الضباط الوحدويين في ليبيا وقاد ثورة بيضاء ضد حكم الملك إدريس السنوسي عام .1969
عند تسلمه زمام السلطة أمر على الفور بإغلاق القواعد العسكرية الأمريكية
والبريطانية، بما في ذلك قاعدة هويلوس الجوية.
صرح القذافي للمسئولين الغربيين بأن
شركاتهم ستقفل وسيطردون من الاستثمار بحقول النفط في ليبيا ما لم يشاركوا بالمزيد من
العائدات.
امتثلت شركات النفط للطلب، وزادت حصة ليبيا من 50 إلى 79 في المئة. في ديسمبر
عام 1969، أحبطت المخابرات المصرية انقلابًا مخططًا له ضد القذافي من كبار أعضاء قيادته.
شدد القذافي على ما اعتبره معركة بين القومية العربية والإمبريالية الغربية.
وقال إنه يعارض جهارًا الصهيونية وإسرائيل، وطرد الجالية اليهودية من ليبيا.
وعين المقربين
والأصدقاء في مواقع السلطة، وكان هؤلاء القريبين من القذافي يصنعون ثروات كبيرة من
عائدات النفط.
في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، أنشأ القذافي اللجان الثورية كقنوات
لرفع مستوى الوعي السياسي، وذلك بهدف المشاركة السياسية المباشرة من قبل الليبيين بدلًا
من النظام التقليدي القائم على ممثل الحزب.
وكانت تجربة استاتيكية اتسمت بالجمود. تصادم مع الغرب وأصبحت ليبيا دولة
معزولة عن العالم وشن الإعلام الدولي حربًا نفسية مخططة ضد القذافي، كان لها تأثير كبير
في سلوكياته.
وكشفت ثورة 17 فبراير اختراق الدولة الليبية من قبل أجهزة المخابرات الأجنبية،
فقد خانه المقربون منه وسقط جناحه الدبلوماسي جملة واحدة كما تمكنت قوات حلف الناتو
من القضاء على الجيش الليبي في وقت قياسي وتمكنت قوات الكوماندوز الفرنسية من رصده بسهولة
والقضاء عليه في مسقط رأسه مدينة سرت في 26 أكتوبر 2011، لتضع نهاية حكم القذافي لليبيا
والذي استمر لمدة 43 عامًا.
