الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الإطلالة الأخيرة لـ محمد عبد الوارث مع معشوقته خشبة المسرح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الإطلالة الأخيرة"، أنسب تعبير يصف مشاركة الفنان محمد عبد الوارث، مؤسس فرقة "هنهاجر" المسرحية، في آخر عروضه المسرحية، في فعاليات مهرجان كيميت للعروض القصيرة، بعرض الديودراما "مجرد نفايات"، وذلك في السادسة من مساء السبت المقبل، على خشبة مسرح أوبرا ملك في وسط البلد.

ظهور تمثيلي أخير لفنان شاب عشق المسرح طوال حياته، ليأخذ نصف يومه بشكل روتيني ومعتاد يوميًا، بين التمثيل والإخراج وحتى التأليف المسرحي، بدأ رحلته في بلاط معشوقته الخشبة، منذ طفولته، لتكون حبه الأول والأخير، مقدمًا عشرات العروض المسرحية، القصيرة والطويلة، والارتجالية، كممثل أولًا كمشاركته في عرض"الملك هو الملك"، والذي نافس بقوة في المهرجان القومي، حتى دخل عالم الإخراج، ووضع بصمته في عالم مهرجانات المدارس، ليستحوذ على المركز الأول في عدة مناسبات على مستوى الإدارات التعليمية وصولًا لأفضل عرض بالجمهورية بمسرحية "ميدان للبيع"، وحتى دخوله مسرح الجامعات، وتأسيسه لفريق فني في كليته دار العلوم، لينافس فيه كبار فرق الجامعة، مختتمًا مشواره دخل الحرم بعرضه "الماريونت".

ليستمر في رحلته في عالم المسرح المستقل، ويقرر تأسيس فرقته الخاصة، ليمولها بإبداعه، وينقل إلى أعضائها شغفه، فرقة "هنهاجر"، هكذا قرر أن يتخذ لها اسمًا ليعبر عن هجرته إلى كوكبه المسرحي المتفرد، معبرًا عن قضايا المجتمع والشارع في عروض فنية تهاجر بالجمهور لما هو أبعد من ستار الخشبة، لمع نجمه مع الفرقة في عدة عروض جذبت الانتباه، مثل "الكلمة.. الحسين ثائرًا"، بمشاركته في مهرجان آفاق مسرحية للفرق المستقلة، بجانب عرض "ساحر الحياة" و"الماريونت فك قيودك"، وغيرها.

فنان مستقل بكل ما للكملة من معنى، يعشق في صمت، بدون أن يسعى للمعان نجمه في عالم الميديا أو الشهرة مثلما يفعل غيره، لم يعرفه أحد إلا وتعلق بشخصيته، كمعلم وكممثل ومخرج ومؤلف، والأهم من ذلك كونه إنسانًا مبدعًا "بحق وحقيقي"، لن تكفي الكلمات لوصف براعة أعماله، ولا شغفه لما خلف الستار.
وهاهو الآن يستعد لتوديع حبيبته، ويهاجر من كوكبه المسرحي، ليغيب لمدة عام كامل، لينتقل من خدمة الفن إلى خدمة الوطن، لاستدعائه لتأدية الخدمة العسكرية بالجيش، ولكنه أبى إلا أن يكون وداعه غير تقليدي، مقررًا أن يترك ذكرى أخيرة له تجمعه مع "عشقه الوحيد"، عبر تمثيله وإخراجه للعرض المسرحي "مجرد نفايات"، والذي سيكون بمثانة آخر إطلالة له لمدة طويلة.

والعرض ديودراما مسرحية تحكي قصة حياة كاتب صحفي وروائي يضعه القدر في يد "أمن الدولة"، بتهمة قطع صورة الرئيس في الميدان، ليتعرض لأسوأ أنواع التعذيب والإهانة يكسر ما بقي داخله من معاني الكرامة، ما يجعل منه كافرًا عن كل ما كتب وقرأ عن معاني الحرية، ليرى بعد خروجه من السجن كل ماحوله من كتب ومبادئ "مجرد نفايات".
عرض يحمل في طياته لقطات إنسانية عميقة المعاني، وتظهر قدرات تمثيلية غير مسبوقة لـ "وارث"، تجعله أفضل خاتمة لمشواره الفني وذكرى ستدوم لأكثر من عام حتى عودته لخشبة المسرح بعد خدمته للوطن.