السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الانزلاق الغضروفي مرض المصريين.. معالج شعبي: علاج الغضروف بالخشبة أسهل من نزلات البرد.. البهنساوي: الإتيكيت الحركي وتناول الغذاء الصحي أفضل الطرق لعلاجه

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعانى السواد الأعظم من الشعب المصري من مرض الانزلاق الغضروفي على اختلاف أنواعه، والذي أصبح المنغص الأساسي لاستقرارهم الصحي نظرًا للآلام الشديدة التي يسببها مما يعمل على إعاقة الشخص عن القيام بأداء مهامه بالشكل الفعال، ما دفع الكثيرون من الناس للجوء إلى المعالج الشعبي.
"علاج أمراض الغضروف والعمود الفقري أسهل من علاج نزلة برد" بهذه الجملة افتتح المعالج بالطب الشعبي، حمدي عبدالمقصود بدر، حديثه لـ"البوابة نيوز"، ليثير العديد من علامات التعجب والدهشة.
حمدي عبدالمقصود بدر، المعالج الشعبي، يعيش في قرية دمشلي، التابعة لمركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، يحكي لنا أسرار تلك "الخشبة" التي يحملها في يده، لا يزيد طولها على 25 سنتمتيرًا لكنها تحمل أسرارًا، في كيفية الإمساك بها وتمريرها بجوار فقرات الظهر، لدرجة أن من يأتي متألمًا من ظهره يقوم بعد 10 دقائق من تمرير هذه الخشبة فوق ظهره شبه ناسيًا للألم.
ويقول حمدي: "إن الخشبة التي يعالج بها مرضى فقرات الظهر والغضروف، سبب في العلاج، لكن الشافي هو الله".
وعن طريقة العلاج بها يضيف حمدي: "منذ عشر سنوات ماضية شعرت بألم في ظهري وذهبت كعادة أي مريض إلى الطبيب المختص وأبلغني بأنه مصاب بـ"الغضروف"ونصحني بإجراء جراحة على الفور، وقتها شعرت بالحزن الشديد، لكن قدرة الله كانت تفوق أي توقع، حيث قام أحد إخوتى بتدليك ظهرى بطريقة معينة لأكثر من مرة حينئذ بدأت أشعر بالارتياح تدريجيًا، وبمجرد شعورى باختفاء الألم، قررت وبنية خالصة لوجه الله علاج من يعانون هذا المرض بأجر رمزى يتصدق به على الفقراء والأرامل والمطلقات المحتاجين".

وبسؤال أهالي القرية عما إذا كانت هناك حالات تشفى حقًا بهذه الطريقة البدائية في العلاج، أكد لنا أكثر من شخص أن هناك كثيرين يقدمون إلى هذا الرجل محملين على الأعناق، وعند إجراء أول جلسة لهم "بالخشبة "يعودون من حيث أتوا ويمشون على أرجلهم، بعد ثلاث جلسات أو أكثر على اختلاف الحالات.
ويقول د. وليد البهنساوي أستاذ العلاج الطبيعي بجامعة الإسكندرية إن اللجوء إلى العلاج بالخشبة نوع من الدجل والشعوذة لأنها بمرور الوقت تعمل على ضمور العضلات، موضحًا أن الانزلاق الغضروفي يعني تراجعًا أو تمزقًا في أحد الوسائد المطاطية (الأقراص) بين العظام الفردية (الفقرات) التي تكون العمود الفقري.
ويضيف البهنساوي أن أعراض الانزلاق الغضروفي تختلف حسب موقع الفتق وأنواع الأنسجة الناعمة التي تتأثر بالانزلاق، وتتراوح ما بين ألم قليل أو عدم وجود آلام إذا أصيبت أنسجة القرص بجروح فقط، وقد يتسبب في آلام مبرحة بالرقبة أو أسفل الظهر وهي آلام تشع وتنتقل إلى الأعضاء الطرفية في المناطق التي تغذيها الجذور العصبية المتأثرة بالانزلاق.
وأكد البهنساوي أنه عادة لا يتم تشخيص انزلاق الأقراص على الفور حيث إن معظم المرضى يشعرون بآلام غير محددة في الفخذين والركبتين أو القدمين، وقد تتضمن الأعراض الأخرى ضعفا عضليا أو حدوث شلل، أما إذا كان الانزلاق الغضروفي في منطقة أسفل الظهر فإن المريض قد يشعر أيضًا بأعراض عرق النساء بسبب تهيج أحد جذور الأعصاب من العصب الوركي؛ وعلى عكس الألم النابض أو الألم الذي يأتي ويذهب نتيجة تشنج العضلات فإن آلام الانزلاق الغضروفي تكون عادة مستمرة خاصة في موضع محدد من الجسم.
ويوضح البهنساوي من الممكن أن يحدث انزلاق غضروفي دون أي ألم أو أعراض ظاهرة اعتمادا على موقعه، الأمر الذي يوحي بأن جزءا كبيرا من الناس يمكن أن يكون لديهم انزلاق غضروفي في منطقة العنق دون أن تكون لديهم أعراض ظاهرة، وعادة تكون الأعراض على جانب واحد من الجسم، لكن إذا كان الانزلاق كبير الحجم ويضغط على الحبل الشوكي أو الأعصاب في منطقة أسفل الظهر فإنه يؤدي إلى مضاعفات خطيرة كتلف الأعصاب أو الشلل الدائم، الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء وكذلك العجز الجنسي.


وأكد أن الانزلاق الغضروفي يمكن أن يحدث نتيجة لأداء الوظائف التي تتطلب الجلوس المستمر والقرفصاء أو حمل الأثقال، وقد يحدث نتيجة لانحناء مفاجئ لالتقاط قلم رصاص على سبيل المثال أو عند السقوط.
وهناك أيضا عنصر وراثي قوي نتيجة لوجود طفرات في بعض الجينات ينتج عنها انزلاق غضروفي خصوصًا في منطقة الفقارات البطنية.
ولتجنب المرض، ينصح د. البهنساوي بممارسة بعض التمارين الرياضية كالركض بأوضاع مختلفة.
الحفاظ على وضعية سليمة للجسم، إذ يقلل من الضغط على العمود الفقري والأقراص مثل الحفاظ على الظهر في وضع مستقيم خاصة عند الجلوس لفترات طويلة، ورفع الأشياء الثقيلة بشكل صحيح، والحفاظ على وزن صحي، إذ إن الوزن الزائد يضع المزيد من الضغط على العمود الفقري والأقراص، مما يجعلها أكثر عرضة للفتق.
ويلفت د. وليد لابد من أن يكون لدينا اتكيت حركي وتناول الغذاء الصحى بمعنى تناول معدل ثلاثة لترات مياه كل يوم، الحرص على تناول اللحوم البيضاء، والابتعاد عن تناول الأملاح، وتناول ملعة زيت زيتون يوميا مع 2كوب ماء بارد فهى تعمل على تزييت العضلات والفقرات، والنوم على مرتبة قطن أو لوح أبلكاش.

ويقول د. أحمد حسين رئيس الجهاز الحركي بكلية الطب جامعة القاهرة: الجهاز الحركي ليس جهازًا واحدًا وإنما يتكون من ثلاثة أجهزة هي "الجهاز العضلى والجهاز العظمي والجهاز العصبي وبالتالي فأى حركة عبارة عن إشارات عصبية للمخ ولنبدأ بالجهاز العظمي حيث يحتوى جسم الإنسان على 206 قطع من العظام مختلفة الأنواع والأحجام ماعدا الأسنان.
ويضيف حسين: "تشكل عظام جسم الإنسان نحو 15_19من وزن الجسم 16% بالنسبة للنساء و14% للمولود الجديد وتزداد العظام صلابة ووزنًا أثناء البلوغ وللعظام أربعة أشكال عظام طولية مثل عظام الفخذ والساق والساعد وعظام مفلطحة مثل عظم لوح الكتف وعظام الفقرات وهذه العظام المكونة لهيكل جسم الإنسان ترتبط ببعضها البعض عن طريق الأربطة لتحافظ على المفاصل وهنا يشير د.حسين إلى أن كل نهاية عظمتين يوجد مفصل ليسهل الحركة ويحافظ على سلامتها حيث يحتوى هذا المفصل على"الغشاء السنيوسي" والمفصل الذي يحتوى على هذا السائل يعمل ما يشبه الملحمة لحركة العظمتين مما يقلل الاحتكاك بينهم ويغذى المفصل والعضلات ويساعد على سهولة الحركة.
ويشير د.حسين إلى أن حركة العضلات تأتى نتيجة استقبالها إشارات من المخ عن طريق الأعصاب وتعطى الأمر بالمشى أو الهبوط.
أما بالنسبة للجهاز العضلي فيقول د.حسين يبلغ عدد العضلات المكونة لجسم الإنسان أكثر من 600 عضلة الكبيرة والصغيرة منها عبارة عن مجموعة خلايا بروتوبلازمية والألياف المرتبطة مع بعضها تكون على شكل مجاميع عضلية تترابط بواسطة النسيج العضلي وتتكون من جزء منتفخ يسمى بطن العضلة ومن طرفين يتصل كل طرف بوتر وكل نسيج عضلي يحاط بنسيج يسمى "الساركو ليما".
ويضيف د. حسين الأنسجة العضلية تتميز بخاصية التقلص والانبساط ومن خلال هذا العمل يتدفق الدم إلى الخلايا العضلية حاملًاالغذاء فتقوى وتنمو العضلات والأوتار العضلية التي تربط العضلات بالعظام لها خاصية ارتباط الأوردة الدموية التي تصل العضلة بالأعصاب وذلك لنقل الدم.


وعن أمراض الجهاز الحركي يقول د. حسين هناك إصابات تصيب الجهاز الحركي وتكون نتيجة لتعرض الإنسان للحوادث المتكررة مما يؤثر على الغضاريف ويؤدي إلى فقدان الوظيفة التي يؤديها هذا الغضروف وأيضًا تمزق العضلات وينتج عن هذه الإصابات أمراض مثل الكساح وحدوث كدمات وفقدان الحركة ويشير د. حسين إلى أن الجهاز العصبي يحمي أجهزة الجسم الحساسة مثل المخ والأمعاء والأجهزة التناسلية.
ويضيف د. حسين هناك أمراض أخرى تصيب الحهاز الحركي تكون نتيجة خلل في الجينات مثل "الشوكة "و"النقرس "و"الروماتيزم "وتسبب هذه الأمراض آلاما شديدة.
وتكون نتيجة إلى حدوث خلل في وظائف الكلى والأملاح الزائدة وفى هذه الحالة ننصح المريض بتناول السوائل للإدرار البول.
ويشير د. حسين إلى السبب الرئيسي لحدوث مرض النقرس هو اضطراب في الهضم وزيادة حمض البول في الدم عن ثماني ملي جرام لكل مئة ملي لتر دم وهذا يكون بسبب الوارد من البروتينات التي تنتج عن هضمها تشكل حمض البول أو النقص في إخراج حمض البول من الجسم والنتيجة زيادة حمض البول في الدم بحيث يترسب الفائض في أنسجة المفاصل بصورة أشبه بالزجاج المجروش فيشعر الإنسان بآلام شديدة وهنا ينصح د. حسين بتقليل اللحوم الحمراء وتناول اللحوم البيضاء.
والمرض الثاني هو الروماتيزم وعنه يقول د. حسين هو مرض يصيب المفاصل "الغضاريف" المادة اللينة الكأسية للمفصل التي تسهل الحركة بحيث تصبح خشنة وتقل حيوتها والسبب ضعف التغذية لهذه الغضاريف حيث تعتبر التغذية العامل الأساسى في بناء الأنسجة وعظام الجسم ويقول د. حسين هذا المرض تبدأ الإصابة به بعد الثلاثين وتزداد مع تقدم السن حيث تقل عدد الخلايا التي تغذى الغضاريف وتنبري وهنا يشعر المصاب بصعوبة الحركة، (القيام والجلوس)، وصعوبة فرد الركبتين ويصيب هذا المرض فقرات الرقبة وكعب القدم.
ولتفادى الإصابة بهذه الأمراض وللتخفيف من ألمها ينصح د. حسين بضرورة العلاج الطبيعي للمحافظة على المفاصل وممارسة الرياضة خاصة السباحة وتقليل الوزن للأفراد البدانة والابتعاد عن الجلوس لفترات طويلة فهو يضعف الأربطة والعضلات والعمود الفقري وتناول الغذاء الصحي أي المتوازن مع تقليل النشويات وتناول السلطات.