الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

من نورا جنزير لتعذيب الأيتام والولادة في الشارع.. "فيس بوك" يكشف المستور

من نورا جنزير لتعذيب
من نورا جنزير لتعذيب الأيتام والولادة في الشارع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحول موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من مجرد موقع للدردشة إلى وسيلة مراقبة فعالة لما يدور في دهاليز وخلف كواليس المجتمع.. وأصبح مصدر ضغط رهيب على صانعي القرار الذين لا يملكون على ما يبدو سوى السير خلف ما ينشره نشطاء الإنترنت من باب فضح الفساد وتقديم وقائع موثقة صوت وصورة للمسئولين انتظارًا لرد فعلهم.
ولعل أحدث هذه الحوادث انتشار فيديو لسيدة حامل وضعت جنينها في الشارع بعد ما قيل عن رفض إحدى المستشفيات استقبالها رغم أنها في حالة ولادة وبطبيعة الحال لم يكن هناك أي شيء سيتغير لولا تدخل "فيس بوك" الذي وضع المسئولين في اختبار صعب.. وفي الواقع هذه الحادثة الأولى التي يعود الفضل في كشفها وتقديمها للمسئولين إلى حامي حمى الحقوق "فيس بوك" بل سبقتها وقائع كثيرة نعرض بعضها في التقرير التالي:


ولادة في الشارع
سادت حالة من الغضب الشديد بين أهالي البحيرة، السبت 18 أكتوبر، بعد تداول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لسيدة منقبة تلد مولدها في الطرقات أمام قسم مستشفى كفر الدوار بالبحيرة.
وأوضح الفيديو استغاثة أقارب تلك السيدة واتهامهم إدارة المستشفى بالإهمال الشديد لمنعها من الولادة داخلها على حد قولهم.
وكعادة أي مسئول مصري يتقن فنون التهرب من المسئولية.. نفى الدكتور جابر السروجي، مدير قسم الولادة بمستشفى كفر الدوار، ما تردد عن رفض استقبال المستشفى لإحدى حالات الولادة، ما اضطرها إلى الولادة في الشارع.
وقال السروجي في مداخلة هاتفية لبرنامج "العاشرة مساءً"، الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي، على فضائية "دريم2": "من الممكن أن تكون الولادة تمت قبل أن تلحق بالمستشفى أمام الباب، وهذه الواقعة تتكرر كثيرًا والمستشفى غير مسئول عنها". وأوضح السروجي، أن الولادة حالة طوارئ، ولا يحق للمستشفى رفضها أو تحويلها لأى مستشفى آخر إلا في حالات ضئيلة جدا، متسائلًا عن السبب الذي يدفعهم لرفض استقبال السيدة في الوقت الذي يستقبلون فيه 50 حالة ولادة يوميا.
يذكر أن حالة من الغضب سادت بين أهالي محافظة البحيرة، بعد انتشار مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يوضح اضطرار سيدة أن تلد في الشارع، أمام مستشفى كفر الدوار العام، بعد رفض استقبالها بالمستشفى.



تعذيب الأيتام
ومنذ فترة انتشر مقطع فيديو يظهر فيه المشرف على جمعية "مكة المكرمة" لرعاية الأيتام بالجيزة وهو يقوم بضرب وسب عدد من الأطفال النزلاء بالدار قد أثار موجة غضب عارمة بعد انتشاره على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
وألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على صاحب الدار الواقعة بحي الهرم في محافظة الجيزة.. وقد عمدت السلطات إلى نقل الأطفال إلى دار رعاية أخرى وحل مجلس إدارة الجمعية التي تدير الدار وتعيين مجلس إدارة مؤقت.
ويظهر الفيديو مدير الدار وهو يضرب بعض الأطفال بالعصا على أيديهم وأجسادهم ويركلهم بقدمه ويسبهم، لمخالفتهم أوامره وفتحهم التلفاز والثلاجة بدون إذنه.
وتبين أن زوجة صاحب الدار، هي من قامت بتصوير الفيديو منذ عام ورفعته على موقع يوتيوب انتقاما من زوجها، على حد وصفها.
وقالت في تصريحات صحفية: "أنا صاحبة الدار وزوجي يديرها وسلوكه غير منضبط واعتاد التعدي على الأطفال، لذلك قررت تصويره وبث الفيديو على الإنترنت ليفتضح أمره."
وتحت ضغط انتشار هذا الفيديو أغلقت السلطات المصرية هذا الدار بعد ثبوت واقعة تعذيب بدني ولفظي تعرض لها عدد من الأطفال داخل الدار وفقا لتحقيقات النيابة العامة.


نورا جنزير وشمس
وقبل عدة شهور انتشر فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لشاب يدعى "شحاتة" وملقب بـ"شمس" يقوم هو ومجموعة من أصدقاء السوء بنصب فخ لإحدى الفتيات التي لقبت فيما بعد بـ"فتاة المرج" وثارت ثورة عارمة بين رواد الإنترنت والناشطين الحقوقيين ما دعا الشرطة إلى التحقيق في الواقعة.
المثير في الأزمة أنه بعد وصول أجهزة الشرطة للجناة الأصليين في هذه الحادثة الإجرامية انتقل تركيز وسائل الإعلام على المعلومات التي قدمتها الداخلية حول أن ضحية فيديو التحرش هذه "راقصة وطلقة ومسجلة آداب أصلًا".. وهذه كانت لفتة خطيرة وكأن هذه الصفات تهدر أدميتها وحقها في التمتع بالأمن.
ولا يدري أحد ماذا تم بعد هذا حيث فوجئ المصريون جميعًا بخروج نورا جنزير، المعروفة إعلاميا بـ"فتاة المرج"، بقدرة قادر على جميع الفضائيات لتحلف بـ"دين أمها وأبوها" أنها "أصلًا كذا كذا وشمس ده الأنتيم بتاعها" وذلك طبعًا لإقناع الملايين بأن ما جاء في الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" "هزار وتهريج".
وقالت نورا إنها فور علمها بالواقعة، ذهبت مسرعة إلى قسم الشرطة، لاطلاع الضباط على الموضوع كاملا، مضيفة: "شباب المنطقة إخواتي ومفيش حاجة حصلت كله كان هزار.. وانا متربية مع شمس وكنت متزوجة ابن خاله".


بهنس.. قتيل البرد
كما تناول رواد موقع التواصل الاجتماعي صور الفنان التشكيلي والروائي والشاعر السوداني المعروف محمد حسين بهنس الذي افترش الأرض والتحف بالسماء متنقلا بين شوارع وأزقة وسط البلد بالقاهرة حتى انتهى به المآل إلى الموت بردا وجوعا، عندما عُثر على جثته على قارعة الطريق متجمدا محتضنا إحدى الأرصفة في أوج موجة البرد القارس التي ضربت القاهرة مؤخرا.
وأثار موت بهنس جدلا واسعا بين صفوف النخبة حول الجهة التي تقع عليها المسئولية فيما حدث للفنان السوداني ذو الأربعين خريفا تقريبا حيث ظل لقرابة العامين مشردا في شوارع القاهرة بلا مأوى أو عمل يعاني حالة اكتئاب حادة.
شخصيات عديدة من كتاب وشعراء ومثقفين سودانيين نعوا بهنس، ووصفوا رحليه بـ"الفجيعة".
وكان الفنان السوداني قد جاء إلى القاهرة قادما من الخرطوم منذ أكثر من عامين ليقيم معرضا تشكيليا للوحاته، ومعرضا آخر للصور التي التقطها في أماكن متفرقة وغالبيتها تعكس الثقافة والفلكلور الإفريقيين.
ويقول بعض معارفه إنه عاش لفترة في إحدى الشقق بوسط القاهرة إلى أن تدهورت أوضاعه المالية بعد فترة لم يجد فيها عملا ليحصل على قوت يومه، فأصابته حالة اكتئاب حاد دفعته للتجول في الشوارع والتسول في المقاهي بلا معين.
بعض كلماته الشعرية التي كتبها كانت تحكي قصة فجيعة ربما كان يعيشها بهنس ويعبر عنها عندما قال" أهديك الغربة.. هتاف الموتى وصمت التربة.. أهديك إحباطي حديث عابر في مركبة عامة".
وعرف عن بهنس تعدد المواهب إذ كان عازف الجيتار ومطربا يلحن أغانيه التي يؤديها وسط تجمعات من أصدقائه في المكتبات وفي ميدان التحرير.
وأقام بهنس معرضه التشكيلي الأول في الخرطوم عام 1999 ثم شارك في معارض تشكيلية أخرى في أديس أبابا ومدن أوربية منها باريس حيث تزوج فرنسية أنجبت له ابنا عام 2005 ثم طلقها وعاد إلى بلاده.. وعرف بهنس أيضا برواية "راحيل" التي حققت له شهرة كبيرة في داخل وخارج السودان.