الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

صرخة أوجهها لرئيس مصر : خذ لي بثأري وشعب مصر ممن يلطخون بعار خيانة الوطن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليست المرة الأولى التى أكتب فيها عما تفعله قناة صدى البلد من تشويه لعقول المشاهدين داخل منازلهم وهم الفئة الأوسع والأشد تأثرًا وتأثيرًا.
واضح جدًا لأى مهتم بالشأن السياسي والوطني ولأي محلل سياسي، الدور الخطير المزدوج الذي تلعبه هذه القناة..
أقولها وبوضوح شديد.. وأوجه حديثى الى السيد رئيس الجمهورية المشير السيسي.. وأطلقها صرخة مريرة قوية كمواطنة من أبناء مصر التى أنهكتها الطعنات من كل صوب:
إن هذه القناة تلعب دورًا خطيرًا واضحًا أمام كل متأمل ومحلل لما يحدث ويتمثل فى:
*إنها قناة معروف من هو صاحبها.. وهو رجل أعمال كان من المقربين جدًا لنظام مبارك.. وهو رجل ممن استفادوا كثيرًا وحصل على ما لم يكن ممكنًا أن يحصل عليه أبدًا لولا قربه من مبارك شخصيًا.. والذى نقله من رجل أعمال يتحسس طريقه الى ملياردير فى فترة زمنية قصيرة.. وبالتالى فإنه أمر إنساني طبيعي أن يكون لديه كل الولاء لمبارك ونظامه.. وهذا ليس موضوع النقاش هنا.. ولكن الموضوع هو ما ينتج عن هذا الولاء من محاولات لتبييض وجه نظام مبارك، وحتى هذه النقطة كان يمكن التغاضى عنها لو أن هذه حدودها.. لكن الأمر يتخطى هذا بكثير، الأمر معنى بما تطرحه هذا القناة من خلال برامجها، وما تطرحه يحمل كمًا من الخطورة فى أقصى درجات شدتها، ويحمل أيضًا كمًا من التناقضات، والتناقضات واضحة.. فهى قناة تظهر نفسها كمؤيدة للرئيس والنظام الحالى وتحاول أن تؤصل هذا المفهوم لدى الناس.. وهو أمر وإن بدا فى ظاهره حميدًا، إلا إنه ليس هكذا.. فمردوده سلبي وخطير.. فالناس التى نزلت وأيدت وفوضت الرئيس ومنحته ثقتها المطلقة، إنما اختارته وفوضته لأنها رأت فيه النقيض لنظام مبارك الذى ترك مصر مرتعًا للفاسدين.. نقيضًا لمن لم يفكر طيلة 30 عامًا فى الانطلاق بمصر الى الأمام على الأقل اقتصاديًا وبالتالى اجتماعيًا، وترك كل شيء ينهار على مدار سنوات طوال حتى وصلنا الى درجة بشعة من الخراب فى كل شيء.. لذلك عندما وجد الناس أن هناك المنقذ لبلدهم اختاروه ووثقوا فيه ووضعوا أيديهم فى يديه للانطلاق بمصر الى مصر جديدة آملين فى غد مختلف.. هذه الناس عندما ترى أن هناك قناة صاحبها من فسدة نظام مبارك و(تدعى) أنها صوت إعلامى مؤيد للقيادة الجديدة سوف تصيبهم الحيرة فى البداية، ثم يدخلهم الشك ثم يصلون الى فقدان الثقة.. وهنا تكون الخطورة والخسارة فادحة.. ونكون قد عدنا بمصر الى المربع صفر.
*ثم نأت للأمر الآخر والمتناقض مع ما سبق:
هذه القناة تحاول بشتى الوسائل تأصيل فكرة أن ثورة الخامس والعشرين من يناير هى مؤامرة وخيانة لهدم الدولة.. والأخطر التأكيد باستماتة على أن كل من شاركوا فيها خونة وعملاء و"قابضين" مقابل أدوارهم فى إنجاح مخطط تدمير الدولة المصرية.
وعن نفسي كتبت من قبل أندد بهذا الدور المشبوه للقناة، وأرفض هذا التشويه لثورة نبيلة قام بها شعب كان رافضًا لنظام فاسد، كما كتبت: إننى أتفق أن هناك مجموعة من منعدمى الضمير الذين قدموا انفسهم لأمريكا ليكونوا منفذين لخطتها الصهيونية لتمزيق مصر ، وانهم بالفعل سافروا هنا وهناك ، وقبضوا من هنا وهناك، وانهم بالفعل خونة وعملاء اصحاب نفوس رخيصة..
لكن السؤال: هل هذا يعنى ان كل من شارك فى ثورة يناير خائن وعميل وقابض؟!!.. كم عدد من سافروا وقبضوا وخانوا مقارنة بالملايين من الشعب الذين خرجوا فى ميادين جميع محافظات مصر وليس فقط ميدان التحرير؟.. استطيع هنا ان اذكر اسماء كل اصحاب النفوس الرخيصة الذين باعوا وطنهم مقابل المال وسعيا الى الانتقال من حالة فقر مدقع واوساط اجتماعية متواضعة جدا كانوا جميعهم يعانون منه واتون منها.. استطيع هنا وضع قائمة بالاسماء اسما تلو الاخر.. لكن هل استطيع او يستطيع احد ان يضع قائمة بأسماء الملايين من الشعب الذين خرجوا فقط حبا فى مصر ومن اجل انقاذ مصر الغالية العظيمة من نظام فاسد؟!
كتبت وقلت نعم لقد إخترق الثورة من استطاعوا ان يخدعونا حتى نحن من نمارس السياسة منذ سنوات طوال، ومن نكتب فيها ومن نحللها ونقوم بتدريسها.. خدعونا فى البداية بأن نواياهم ودوافعهم وطنية خالصة حتى مرت الايام وبدأت الاقنعة تنكشف والتفاصيل تقرأ.
ورغم سواد الحظ الذى اوصلنا الى ان تسرق جماعة الاخوان الارهابية الثورة فى لحظة، وان تحكم مصر فى وقت يعد هو الكارثة الكبرى في مجمل تاريخ مصر.. الا هذه الكارثة كان لها الفضل في ان الارض طفحت بما فى داخلها من عفن وقاذورات، وانكشف العملاء من الطابور الخامس ممن قبضوا الدولارات الملوثة بالخيانة والذين لا يقلون فى خطورتهم عن خطورة الجماعة الارهابية.
كتبت هذا ومعه كتبت اقول: (اخرس) لكل من يحاول ان يعمم صفة الخيانة على شعب مصر كله ، وعلى كل من شارك فى الثورة ودفع ثمنا لإنجاحها وليس العكس.
كتبت متحدية هذه الاكاذيب الوقحة التى تريد تلطيخ شعب مصر بأجمعه بوصمة الخيانة .. وانا واحدة من صناعها ومن ملايين شاركوا فيها دون غرض الا الامل فى استعادة مصر من جديد.
*ثم جاء يوم وذهب رئيس مصر ليقف متحدثا من داخل قاعة الأمم المتحدة امام كل قادة بلدان العالم وكل ملايين المتابعين للحدث فى العالم.
ويقوم بتحية شعب مصر الذى صنع ثورتيه فى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو.. ويصف بوضوح الخامس والعشرين من يناير بالثورة الشعبية ضد الفساد وسلطة الفرد والمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.. وثورة الثلاثين من يونيو ضد سلطة الإقصاء والفاشية الدينية وقدم لهما ولشعب مصر التحية ، وجعل القاعة تقف لهما احتراما.
والغريب ان هذه القناة التى تحاول ان تبدو مؤيدة للرئيس والنظام الجديد، وانها صوت من اصواته (بكل مافى هذا من تشويه لصورة الرئيس والخصم من مكانته الكبيرة لدى الناس وحبهم له).. الغريب انها لم تصمت ولم تخرس عن الهجوم على ثورة يناير وكل من شارك فيها رغم ماذكره الرئيس !! .. لكنها ازدادت فى تكثيف برامجها والاتيان ب (السفهاء) ليدلوا بتوافه احاديثهم حول مايؤكد خيانة وعمالة كل من شارك فيها، ووصل الامر ان يأتى مذيع فيها ، وعقب تحية الرئيس لثورة يناير مباشرة بالمحامى فريد الديب ليقول كلاما هو العجب نفسه وهو المحامى القديم – حتى لو كان تاريخه معروف بأنه محامي للجواسيس - يقول متسائلا بنبرة تهكم – مع صوت مرتعش – معقبا على المذيع فى هجومه المستفيض ضد ثورة يناير.. (يعنى ماكانش المفروض ان الناس المسؤولين الكبار ان يطلقوا حكمهم ويقولوا انها ثورة، كان المفروض ان يتركوا هذا لحكم القضاء....)!! ولا ادرى عن اى حكم واى قضاء يتحدث الديب؟ ولأي مسئولين كبار يشير؟!.. ولماذا لم يتحل بالشجاعة ويقولها واضحة انه يعنى الرئيس وما قاله فى الامم المتحدة؟!.. وماعلاقة ماقاله الرئيس فى الامم المتحدة حول ثورة يناير بالقضاء واحكامه؟!!
الا يعلم هذا الديب ان ماذكره الرئيس فى الامم المتحدة هو شأن سياسي بحت لاعلاقة للقضاء ولا احكامه به؟!!.. علامات التعجب واردة ، لكن ما قاله مفهوم دوافعه، فهو جزء من الدور المشبوه لهذه القناة وصاحبها ولهذا المذيع الذى واضح جدا انه عبد المأمور لصاحب القناة الملياردير ولملايينه التى يدفعها له والتى ماكان لمثله ان يقاومها!!..
ومنذ اسبوعين كتبت مقالا كان عنوانه (هل نحن شعب خائن وعميل؟!) وفيه تمنيت ان تكف القناة والمذيع عن هذه الجريمة التى يقترفونها فى حق شعب بمجمله ، خصوصا ان رئيس الدولة اعلنها واضحة وقام بتحية الثورة وشعبها امام العالم.
*لكن المذيع الهمام وأمره صاحب القناة ورغم حديث الرئيس، مازلا مستبسلين فى ان يجعلوا الشعب المصري فى مجمله خائنا وعميلا.
*ومواصلة للدور والهدف استضاف المذيع واحد من (سفهاء) هذا الزمان.. ليواصل نفس معزوفة القبح وليقولها واضحة وصريحة فى عبارة لا بد ان يحاسب عليها والا فلنضع جميعنا الطين والطرح فوق رؤوسنا.. ولا بد ان يحاسب معه هذا المذيع (الصحفي) الذى وبعد كل مافعل، اصبح عارا على مهنة الصحافة ويجب على النقابة ان تحاسبه.
فالرجل (الضيف) قالها واضحة (ان كل من نزل وشارك فى ثورة يناير خائن وجاسوس).. فأستلذ المذيع بالقول واعجبه واراد ان يشنف اذانه واذان صاحب القناة فأستوقف الرجل وضحكة عريضة تتفترش وجه طالبا من الرجل ان يعيد ماقاله، فأكد قائلا (نعم كل من نزل وكل من شارك خائن وجاسوس)!!.. وشهق المذيع بشهقة قبيحة عجيبة وافترشت الضحكة وجهه!.
*وانتظر اجابة عن سؤال قد تكرر:
هل اصبح الشعب المصري فى مجمله خائنا وجاسوسا؟!!.. وهل من محاسب لهذا الرجل ولمن سبقوه من ضيوف دفع لهم صاحب القناة الكثير لتأكيد هذا المفهوم العار عن شعب مصر؟.. هل من محاسب لهذا المذيع الصحفي؟.. هل من محاسب لهذا الرجل الاعمال الذى يعد من اوائل الفاسدين فى منظومة حكم مبارك؟
*السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي: لقد اعلنتها من داخل الامم المتحدة، واضحة وصريحة.. انها ثورة شعبية وقمت بتحيتها.. وهم يقولون انها خيانة ومخطط لهدم الدولة وان كل من نزل وشارك فيها هو خائن وجاسوس وعميل مقابل ماقبض من اموال.. فمن نصدق؟!
*السيد الرئيس: هل وبعد ان قمت بما لم تشهده قاعة الامم المتحدة طوال تاريخها ، وبعد ان جعلت قاعة الامم المتحدة ترتج تصفيقا وانت تحي هذا الشعب المصري العظيم وثورتيه النبيلتين ، هل ترضى ان يقال عن نفس الشعب انه خائن وجاسوس؟! وان تكون حاكما لشعب فى مجمله خائنا وجاسوسا وقابضا للاموال مقابل تدمير وطنه؟!
*السيد الرئيس: وبصفتى واحدة من مواطنى هذا الشعب المصري الوطني العظيم، هذا الشعب الذى خرج فى الخامس والعشرين من يناير ليس بغرض ان يهدم دولته كما يقول الكاذبون، ولكن لكي يستعيد دولته وبلده وعزتها وكرامتها ومكانتها العظيمة التى كانت عليها قبل ان يخربها الفاسدون.
بصفتى ابنة لمصر اطالبك يا رئيس مصر ان تقتص لي وان تأخذ لى حقي من هؤلاء المشوهين وطنيا، من عبدة المال والذين يفعلون اى شئ فى مقابله حتى لو كان هذا الشئ هو وصف شعب عظيم نبيل بالخيانة والجاسوسية.. وهذا الشعب انت الان رئيس له ولمصر التى يريدون هم ان يقضوا عليها تماما.
فقل لي بالله عليك ، ما هى قيمة بلد عندما يكون كل شعبها خائنا؟!.. وأي بلد هذه، حتى لو وقف رئيسها يحي شعبها فى اكبر المحافل الدولية.. طالما ان هذا الشعب خائن وجاسوس؟!
*السيد المشير عبدالفتاح السيسي رئيس مصر:
وانا واحدة من ابناء مصر، وواحدة ممن اختاروك واعطوك كل ثقتهم دون لحظة من تفكير.
اطالبك بصفتك رئيس لمصر، وبإعتبارك المسئول الان عن السلطة التشريعية فى ظل عدم وجود مجلس شعب يكون هو المسئول عن اصدار التشريعات فى حالة وجوده.. اطالبك بإصدار تشريع عاجل يجرم اى شخص يعتبر ثورة الخامس والعشرين من يناير مؤامرة وان من شاركوا فيها خونة وجواسيس وعملاء، وان يقدم الى المحاكمة وفقا للنص التشريعي، ليعاقب العقاب المناسب عن هذا الجرم الوطنى البشع.
وفى نفس السياق وبما ان – ورغم كل ما حدث – هناك أصوات (نعيق) لشخصيات وقوى سياسية واحزاب، يطالبون بعودة الشرعية، متناسين الملايين التى خرجت فى ثورة الثلاثين من يونيو تطالب بزوال حكم الجماعة الارهابية الفاشية.. اطالبك سيدي الرئيس بإصدار تشريعا يجرم كل من يطالب بهذه المطالبة السفيهة، اضافة الى تجريم كل من يلطخ شعب مصر بعار الخيانة.
ليكون فى هذا خلاص لنا من الدور الخطير الذي يلعبه الطابور الخامس الحقيقي الذى لايقل خطورة عن خطورة جماعة الاخوان الإرهابية.
*وعفوا سيدى الرئيس.. انا لن اكف عن هذه المطالبة طالما حييت.. فلن استطع المواصلة وتهمة الخيانة والعمالة والجاسوسية تلطخنى وتلطخ شعب مصر بأجمعه، ولا المواصلة واصوات السفهاء تعيق مسيرة بلدى الى الأمام وتدفعه دفعا الى الغرق من جديد.