الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

سفير أرمينيا بالقاهرة لـ"البوابة": نساند مصر في حربها ضد الإرهاب.. ونسعى لإجماع دولي على إدانة تركيا بجرائم الإبادة الجماعية للأرمن

سفير أرمينيا بالقاهرة
سفير أرمينيا بالقاهرة أرمين ملكونيان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد سفير أرمينيا بالقاهرة أرمين ملكونيان - أن العلاقات الأرمنية المصرية ممتازة وودية ومؤسسة على روابط تاريخية وتقليدية متينة بين الشعبين.. معربًا عن أمله في توسيع الحوار والتعاون السياسي بين مصر وأرمينيا في المرحلة القادمة.

وأعرب في حواره مع "البوابة نيوز " عن أسفه لحجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن إعادة الاستقرار في مصر وكذلك انضمام أرمينيا إلى الاتحاد الأورو آسيوى الاقتصادي مع روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان سيفتحا فرصًا جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي وتنشيط رجال الأعمال من البلدين للتعاون مع بعضهما.
ولفت إلى أنه سيتم الاحتفال في 24 أبريل المقبل، بالذكرى المئوية للإبادة الجماعية الأرمنية التي ارتكبتها تركيا.. وبالطبع فإن أرمينيا والشعب الأرمني يسعيان إلى الاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية ضد الأرمن في الإمبراطورية العثمانية عام 1915، وكذلك إدانة هذه الإبادة والقضاء على عواقبها. وذلك ليس مسألة إعادة العدالة أو الواجب الأخلاقى تجاه5.1 مليون أرمنى ضحايا فحسب، ولكنها مسألة الأمن، حيث سيكون الأمن في منطقتنا دائمًا معرضًا للخطر في حالة عدم ندم صريح من جانب تركيا واعترافها بالإبادة الجماعية.
وشدد على أن أن تركيا ليس شريكا موثوقا. وأنه من عادات السياسة الخارجية لتركيا هو الاستبعاد من الموافقات السابقة. ونتيجة لذلك أدت "سياسة صفر مشاكل مع الجيران" لأنقرة إلى صفر نتائج.
وحول صراع ارمينيا مع اذربيجان بشأن قضية ناجورنو كاراباخ، قال السفير الأرميني أنه من المستحيل حل قضية ناجورنو كاراباخ إلا بالوسائل السلمية. وأرمينيا ملتزمة بعملية السلام والمفاوضات تحت رعاية مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوربي المبنية على أساس مبادئ القانون الدولي مثل عدم استخدام القوة أو التهديد بها، ومساواة حق الشعوب، وحق تقرير المصير ووحدة الأراضي. ولكن للأسف، ترفض أذربيجان بعناد قبول حق شعب ناجورنو كاراباخ في تقرير مصيره، وتستمر في ممارسة الاستفزازات من تهديدات لحرب جديدة واستخدام القوة ضد ناجورنو كاراباخ وأرمينيا.
وفيما يلي نص الحوار:

ماذا عن العلاقات المصرية الارمينية ؟
يمكننا وصف العلاقات الأرمنية المصرية بأنها ممتازة وودية ومؤسسة على روابط تاريخية وتقليدية متينة بين الشعبين. ويوجد حوار سياسي فعال بين بلدينا في جو من التفاهم المتبادل التام والبناء. وكذلك ثمة تعاون نشيط ومثمر في إطار المنظمات الدولية. ونحن مستعدون لتوسيع هذا الحوار والتعاون السياسي في المرحلة القادمة.

ولكن ماذا عن التعاون الاقتصادي وحجم التبادل التجاري بين البلدين والمشروعات المشتركة ؟
بالنسبة للعلاقات الاقتصادية والتجارية مع الأسف، لم يتم حتى الآن استخدام القوة الداخلية الكامنة في ذلك المجال بيننا، ولا يزال حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين لا يتجاوز عدة ملايين من الدولارات. ومع ذلك، أعتقد أن إعادة الاستقرار في مصر وكذلك انضمام أرمينيا إلى الاتحاد الأورو أسيوى الاقتصادي مع روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان سيفتحا فرصًا جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي وتنشيط رجال الأعمال من البلدين للتعاون مع بعضهما. وهناك إمكانيات كبيرة للتعاون المفيد خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والأدوية والزراعة والأغذية والسياحة وقطاعات البناء والتشييد والخ... 

تعرض الشعب الأرميني إلى عمليات الإبادة الجماعية على يد تركيا، فماهى نتائج المساعى التي تقومون بها للحصول على الاعتراف الدولي بالجرائم التركية في حقكم؟

بالفعل، في 24 أبريل المقبل، سيتم الاحتفال بالذكرى المئوية للإبادة الجماعية الأرمنية.. وبالطبع فإن أرمينيا والشعب الأرمني يسعيان إلى الاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية ضد الأرمن في الإمبراطورية العثمانية عام 1915، وكذلك إدانة هذه الإبادة والقضاء على عواقبها. وذلك ليس مسألة إعادة العدالة أو الواجب الأخلاقى تجاه 5.1 مليون أرمنى ضحايا فحسب، ولكنها مسألة الأمن، حيث سيكون الأمن في منطقتنا دائمًا معرضًا للخطر في حالة عدم ندم صريح من جانب تركيا واعترافها بالإبادة الجماعية. أما محاولات نفي الإبادة الجماعية، فهي نوع من استمرار هذه الإبادة. واريد أن أوضح أن أكثر من عشرين دولة قد سنَّت حتى الآن قرارات تعترف بالإبادة الجماعية الأرمنية وتُندد بها. ومع ذلك، يأمل الأرمن والمجتمع الدولي أن تُواجه تركيا تاريخها بشجاعة من خلال الاعتراف بالإبادة الأرمنية. وبالتالي، تخفيف هذا العبء الثقيل من فوق أكتاف الأجيال القادمة. ولكن حتى الآن بدلا من السير في هذا الاتجاه، تُواصل تركيا تمسكها بموقفها النافى.


كيف ترون موقف الحكومة التركية من تطورات الأوضاع الأخيرة في مصر واستمرارها الهجوم على الرئيس السيسي والثورة المصرية ؟ 
لا شك أن حق التقييم لذلك الموقف يرجع للمصريين. أما أرمينيا فهي تعرف من خبرتها أن تركيا ليس شريكا موثوقا، وأنه من عادات السياسة الخارجية لتركيا هو الاستبعاد من الموافقات السابقة. ونتيجة لذلك أدت "سياسة صفر مشاكل مع الجيران" لأنقره إلى صفر نتائج.

وكيف تتعامل أرمينيا مع الحصار الجائر الذي تفرضه عليها تركيا واذربيجان، خاصة أن ارمينيا تحتفل هذه الايام بعيد الاستقلال؟
بالفعل احتفل الشعب الأرمني بمرور 23 عامًا على استقلال جمهورية أرمينيا وكانت جمهورية أرمينيا إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي. وقد تحقق استقلالها نتيجة للاستفتاء الذي تم في 21 سبتمبر 1991 عند انهيار الاتحاد السوفيتي. ومنذ ذلك الحين حققت أرمينيا نتائج ملموسة على أساس من القيم العالمية والمبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية واقتصاد السوق الحرة. وأنجزت مجموعة واسعة من الإصلاحات لتعزيز المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون والمجتمع المدني. وقمنا بتحسين أدائنا الاقتصادي بشكل مطرد على الرغم من الحصار الدائم المفروض علينا من قبل اثنتين من جيراننا وهما: تركيا وأذربيجان.

كيف تنظرون إلى الإرهاب الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط وما هو موقف أرمينيا من خطر تنظيم داعش في العراق وسوريا ؟
نحن نستنكر بشدة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أينما ارتُكب. وقد أدانت أرمينيا على المستوى الرسمي العمليات الإرهابية لداعش التي حدثت في الفترة الأخيرة في العراق وسوريا، وشددت على أنه ينبغي للمجتمع الدولي القضاء على هذا الوباء الذي يُهدد الإنسانية المتحضرة، وينبغي اجتثاث منابع التمويل والدعم والرعاية له. ورفعت أرمينيا صوتها في مناسبات عديدة مطالبة بضرورة الدفاع عن الأقليات الدينية والقومية في المنطقة وخاصة السكان الأرمن في سوريا والأيزيديين في شمال غرب العراق. ومن أحدث مظاهر تعصب داعش، تفجير الكنيسة الأرمنية الواقعة في دير الزور في سوريا " المخصصة لذكرى ضحايا الإبادة الجماعية للأرمن"، حيث تضم رُفاتهم.

تشهد القضية الفلسطينية، تطورات كبيرة خلال هذه الايام في ضوء العدوان الإسرائيلي المتصاعد على المسجد الأقصى وكذلك عزم الرئيس الفلسطيني أبو ما زن التوجه لمجلس الأمن.. فما هو موقفكم تجاه تطورات القضية الفلسطينية؟
يحَظي الشعب الفلسطيني بالتعاطف والدعم الكاملين من قبل الشعب الأرمني لتحقيق طموحاته بإنشاء دولة مستقلة. وخلال السنوات الماضية، قامت أرمينيا بتأييد المطالب الفلسطينية في إطار المنظمات الدولية. وكذلك في نوفمبر 2012 صوتت أرمينيا لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لمنح فلسطين صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة.، حيث إن أرمينيا جغرافيًا قريبة من منطقة الشرق الأوسط، وبالطبع من مصلحتنا أن نرى السلام والاستقرار يعمان هذه المنطقة، ولذلك نُولى أهمية بالغة إلى الجهود المبذولة في هذا الاتجاه. ونحن نرحب بكل المبادرات التي تهدف لحل المشاكل المعاصرة بطريقة عادلة وتسوية مقبولة لكل الأطراف. وأغتنم هذه الفرصة لأشيد بالدور الإقليمى الذي تلعبه مصر في تسوية القضية الفلسطينية.


إلى أي مدي ستتعامل أرمينيا في صراعها مع اذربيجان بشأن قضية ناجورنو كاراباخ، وما هي الخيارات المتاحة لديكم ؟
أعتقد أنه من المستحيل حل قضية ناجورنو كاراباخ إلا بالوسائل السلمية. وأرمينيا ملتزمة بعملية السلام والمفاوضات تحت رعاية مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوربي المبنية على أساس مبادئ القانون الدولي مثل عدم استخدام القوة أو التهديد بها، ومساواة حق الشعوب، وحق تقرير المصير ووحدة الأراضي. ولكن للأسف، ترفض أذربيجان بعناد قبول حق شعب ناجورنو كاراباخ في تقرير مصيره، وتستمر في ممارسة الاستفزازات من تهديدات لحرب جديدة واستخدام القوة ضد ناجورنو كاراباخ وأرمينيا. وتخصص أذربيجان إيرادات ضخمة من بيع موارد الطاقة لتسليح جيشها بشدة. وترفض جميع الاقتراحات السلمية، وتعزيز وقف إطلاق النار، وخلق جو من الثقة المتبادلة. وتزرع بذور البغض والكراهية في نفوس شعبها تجاه الأرمن وأرمينيا. كذلك تستمر أذربيجان في انتهاكات نظام وقف إطلاق النار واستفزازاتها المتكررة بطول خط التماس مع ناجورنو كاراباخ والحدود مع أرمينيا التي صعَّدت التوتر إلى ذروته في أغسطس الماضي. وتُؤدى مثل هذه التصرفات إلى تقويض عملية السلام، وتُقلل من فرص حل النزاع.