الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"كارتر" من دعم جماعات العنف إلى التشكيك في تجارب الديمقراطية

جيمي كارتر
جيمي كارتر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ جيمي كارتر الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية، العمل في مصر عام 2011 وكان له تعامل مباشر مع الإخوان وتحيز لهم في كثير من المواقف، من بينها إشادته بالانتخابات الخاصة بهم في جميع مراحلها، في الوقت الذي هاجم فيه الانتخابات الرئاسية الأخيرة بالرغم من شهادة العالم لها بالنزاهة، فضلا عن هجومه على ثورة الثلاثين من يونيو التي خرج فيها أكثر من 33 مليون مصري، ما يؤكد تحيزه الواضح للإخوان. 
و"كارتر" أحد المراكز الأمريكية التي شككت في صحة الانتخابات الرئاسية الأخيرة حتي قبل أن تبدأ، حيث وصف مؤسسة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الانتقال الديمقراطي في مصر بأنه متعثر، وأن المناخ السياسي لا يسمح بمنافسة ديمقراطية حقيقية.
ودفع ذلك الخارجية المصرية ، إلى استنكار الموقف ووصفه بغير الموضوعي الذي لا يقبله عقل، وقالت الخارجية المصرية على لسان متحدثها الرسمي أن المركز كان عليه أن يؤجل تقييمه إلى أن تبدأ الانتخابات، وأكد أن ما صدر عنه مجرد أحكام مسبقة.
كما نظر عدد من الحقوقيين والسياسيين إلي موقف المركز باعتباره محاولة لافساد انتخابات الرئاسة المصرية ، مؤكدين أن تحركه مرتبط بالسياسة الامريكية تجاه مصر منذ 30 يونيو .
كما يبدو جليا أن التوجهات السياسية لمركز كارتر لا تختلف كثيرا عن توجهات الإدارة الامريكية ، وإنما يمكن توصيفها بانها تتفق معها وتدعمها، والتصريحات التي خرجت من هذا المركز حول الوضع في مصر منذ 30 يونيو تؤكد ذلك.
فالمركز يري وفقا لأحد بياناته أن عزل الرئيس السابق محمد مرسى تسبب فى تعميق عدم الاستقرار السياسى فى البلاد، داعيا رئيس مصر القادم إلى اتخاذ خطوات عاجلة لدعم الحوار والمصالحة السياسية لضمان المشاركة الكاملة لكل أطياف الشعب المصرى فى العملية السياسية.
وقد جاء "كارتر" نفسه " على رأس فريق ضخم من مركزه لمتابعة الانتخابات البرلمانية السابقة فى مصر، وهى الانتخابات التى كانت متّخمة بالمخالفات والتجاوزات، وشهدت استخدامًا مكثَّفًا لدور العبادة، كما جرى استخدام الشعارات الدينية، ووقعت انتهاكات شديدة للعملية الانتخابية، ومنح كارتر ومركزه شهادة صلاحية وحسن سير للعملية الانتخابية التى انتهت بفوز تيار الإسلام السياسى بقرابة ثلاثة أرباع مقاعد البرلمان.
وجاء كارتر ومركزه مرة ثانية لمتابعة الانتخابات الرئاسية في عهد الاخوان ، وذهب الرجل شخصيًّا إلى مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، وعقد لقاءات مكثّفة مع المرشد محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، وجرت محادثات مكثَّفة لم يكشف عن محتواها، وكانت الملاحظة الرئيسية هى نقل رسائل من الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى الجماعة على نحو أشار مبكّرًا إلى دعم الإدارة الأمريكية للجماعة ومرشّحها في الانتخابات الرئاسية د. محمد مرسى.
ومرة ثانية منح كارتر ومركزه شهادة صلاحية وحُسن سير للانتخابات الرئاسية في عهد الاخوان ، وهى الانتخابات التى تأكد أنها شهدت انتهاكات صارخة وتجاوزات أثَّرت بشكل كبير على النتائج، فقد تكشّفت حقائق حول بطاقات المطابع الأميرية، ومنع قرى قبطية كاملة من التصويت بقوة السلاح. ولأن الإدارة الأمريكية كانت ترغب فى فوز مرشح الجماعة، ولأن الانتخابات أسفرت عن ذلك، منح مركز كارتر شهادة صلاحية للانتخابات وأشاد بها.
وعلى الجانب الآخر دعت الخارجية الأمريكية الحكومة المصرية في يناير الماضي بضرورة الأخذ في الاعتبار التوصيات التي أصدرها مركز كارتر بشأن الاستفتاء علي الدستور والتي أعرب فيها عن قلقه إزاء حالة الاستقطاب الموجودة في مصر.
وقالت إن وزارة الخارجية تشارك المركز الأمريكي قلقه، مشيرة إلى ضرورة دراسة تلك التوصيات الخاصة بعملية الاستفتاء ونوعية الحملة الانتخابية التي تسبقه والتي قد تؤثر على مصداقية الاستفتاء ،على حد قوله، مما يؤكد بشدة نظرية الدعم والتوافق بين آداء مركز كارتر و"السياسة الامريكية ".
وقد قامت إحدى الصحف الكبرى، بشن حملة على مركز الرئيس الأمريكي السابق تحت عنوان "ولاء كارتر الحقيقي.. سيروا وراء المال"، مؤكدة أن المركز يتلقى أموالا من دول عربية وأوربية مثل السويد والنرويج وسويسرا وهولندا، والسفارة الكندية.
وذكرت أن انشطة مركز كارتر عبر السنوات الماضية هي دعم الأصولية الإسلامية.
ويعتمد المركز على أكثر من 90 جهة للتمويل منها شركات ومؤسسات ووكالات للمساعدة الإنمائية الدولية، فضلا عن التبرعات الخيرية من الأفراد، كما تتميز بأنها معفاة من دفع الضرائب بموجب القانون الأمريكي، وبلغت ميزانية المركز في عام 2009-2010 نحو 90.5 مليون دولار.
ويتعاون المركز مع رجال أعمال أمريكيين مثل " وارن باقت" وهو رابع أغني أغنياء العالم " ومنظمات إيرانية مثل " مؤسسة محمد الفارسية، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولة وتتعاون مع عدد من الحكومات الغربية مثل فرنسا وكندا والمملكة المتحدة
هذا بخلاف تمويل المركز من التنظيم الدولى للإخوان وذلك بعد مساندتهم في عدة مواقف أهمها الانتخابات الرئاسية التى أجريت عام 2012 .
وكان أول لقاء جمع بين كارتر و مرشد للإخوان الدكتور محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر والرئيس الأمريكى الأسبق ورئيس مؤسسة كارتر جيمي كارتر والوفد المرافق له بالمركز العام للإخوان قدم فيه كارتر التهنئة على نتائج الانتخابات التشريعية، وقال كارتر أن الشعب المصرى "عبر عن حبه للإخوان" نتيجة تضحياتهم وتواصلهم مع مختلف شرائح المجتمع، وأن تقارير مؤسسته تقطع بأن الانتخابات البرلمانية المصرية كانت نزيهة ومعبرة عن إرادة الشعب المصرى.
وقد رحب محمد بديع المرشد العام للإخوان بالزيارة، وثمن دور مؤسسة كارتر وشهادتها في حق الانتخابات المصرية، و كارتر لم يكن مشرفا محايدا على العملية الانتخابية في مصر، فقد قام بالتوقيع على تعيين مرسي رئيساً للجمهورية قبل بدء الجولة الانتخابية.