رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لعبة الاستخبارات الدولية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يحدثني احد عن الصدفة ، ولا يتهاون أحد بما حيك لمنطقة الشرق الأوسط من تخطيط لتفتيتها وانهيارها وكفى تجاهلا لكلمة مؤامرة، ولكن لابد من الصحوة واليقظة لما يدبر لنا ولن يكون هذا إلا بنجاحنا وتخطي الصعاب والمرور بالمنطقة لبر الأمان عن طريق العمل ومنافسة الأقتصاد الدولي العالمي لنصبح قوة يخشاها العالم ويتبادل معها المصالح باحترام بدلا من التخطيط لتدميرها بسبب جهلها وضعفها إنسانيا واقتصاديا.
فهل يعقل أن تصاب أكبر إمبراطورية في العالم بالعمى وتتغاضى عن تنامي اخطر التيارات الإرهابية "إمبراطورية لاتغيب عنها الشمس" فبريطانيا أكبر إمبراطورية في التاريخ بل من اوائل القوى في العالم ولفترة طويلة بسطت سيطرتها على ربع سكان الأرض بما يقارب 458 مليون نسمة واحتلت أكثر من 33 مليون كيلومتر مربع، وكانت تشرق الشمس كل لحظة على الأقل على أحد مستعمراتها ما يدل على اتساع رقعتها، والطبيعي أن تمتلك تلك الإمبراطورية جهازا استخباراتيا يعد من أقوى الأجهزة الاستخباراتية في العالم، فهي أم المخابرات، بل يمكن القول أن كل الأجهزة الاستخباراتية خرجت من تحت عباءة الاستخبارات البريطانية مع شريكتها الكبرى الآن الاستخبارات الأمريكية؟ وهل يعقل أن يصل الأمر إلى أن تلك الاستخبارات هي آخر من يعلم بتنامي الأنظمة الإرهابية التي انتشرت بالتحديد في منطقة الشرق الأوسط و في مقدمتها "داعش" الإرهابية، وإلا لماذا تغض النظر أم أنها أصيبت بالعمى تماما عن تلك المنظمات الإرهابية لمصالحها الدولية؟ ولماذا تسببت في تفتيت وتدمير منطقة الشرق الأوسط بدعوى إقامة الدولة الإسلامية المبنية على العنف والإرهاب؟! ولماذا لم تنجح حتى الآن ضرباتها ضد الدولة الإسلامية "داعش" لدحر الإرهاب والظلم الذي انتشر في ربوع الأوطان العربية؟ كل هذا من أجل استنزاف الموارد المادية من دول الخليج مقابل ما يمكن تحقيقه لها من أمن واستقرار ولكن لعبة المصالح تقول إن ذلك لا ينتهي بسرعة، بل لا بد من استنزاف ثرواتها ومص الدماء إلى آخر قطرة.
وكل هذه الأسئلة التي تجوب خاطرنا أجاب عنها ضابط الاستخبارات البريطانية لمكافحة الأرهاب"تشارلزشويبردج" الذي أكد وأجاب في أحد حواراته حقيقة تمويل ومساندة تلك التيارات الإرهابية من قبل بريطانيا وأمريكا، بل دفعت بعض الدول الخليجية لتكون أداة من أدوات تنفيذ خطتها لتفتيت الشرق الأوسط وراقبت وساعدت على تسليحهم تحت مسمى اللعبة السياسية فهم صانعو الإرهاب وهم من يقرعون الطبول لمحاربتها فالاستخبارت البريطانية "M I 6" والمسئولة عن شئون بريطانيا الخارجية و"M I 5" المسئولة عن شئون الأمن الداخلي، وشركاؤها في العالم- وفي مقدمتها أمريكا- راقبوا كل ما يحدث منذ خطر المسلحين في البوسنة، ثم أفغانستان، وتبعها ليبيا وسوريا، ولعبت
 "M I 5" دورا مهما في تأجيج ما حدث في سوريا من انهيار، بل ساهم بعض الضباط البريطانيين في محاولات تفجير وعمليات إرهابية في العراق لتأجيج نيران الفتنة العراقية. ففي الثلاث السنوات الأخيرة كان هناك دور لبريطانيا بتقويض بعض الدول كسوريا وترويج الدور والخطر الإيراني في المنطقة وتوجيه مايسمى بالثورات في سوريا ودعم المتمردين وهي متورطة أيضا في دعم المسلحين في سوريا وهناك ما يعادل 2000 من الضباط البريطانيين يحاربون بجانب تنظيم المنظمات الإسلامية ضد سوريا وكل هذا مخالف تماما لقانون البريطاني ولكنهم ادعوا محاربتهم للأرهاب لتحقيق السلام.
أن سياسة داعش متوافقة مع السياسة البريطانية والأمريكية والقطرية والتركية في نفس الوقت، حتى وإن اختلفت الأدوار والأدوات، فوسائل الإعلام البريطانية أشاعت أن الثوار هم من المدنيين والعلمانيين ضد الأسد في سوريا، وصورت الأسد ديكتاتورا، وأن الثوار هم الديمقراطيون وهكذا يمكن تحويل المواطن العادي إلى مواطن راديكالي ولو أمعنا النظر في تصريحات "بايدن" بتمويل حملة جوية ضد التنظيمات المسلحة لتأكدنا تماما من دور الأستنزاف المادي والبشري لمنطقة الخليج رغم قدرة تلك الدول العظمى من القضاء على كل تلك التيارات الأرهابية في سويعات قليلة.. ولكن المنافع من استمرار تلك الحملة والقضاء على "داعش" هي لصالح تلك القوى العالمية بريطانيا وامريكا واصداقائها من بعض دول الخليج مثل قطر وتركيا.
كفانا نبشا في القبور والتباكي على ما مضى وحسرة ماتوصلنا اليه ولنسعى بكل طاقتنا لتنفيذ القوانين وتحقيق العدالة والوصول بمواردنا الطبيعية والبشرية الي المنافسة الاقتصادية العالمية ولنطوي صفحات الخذلان والضعف فكم من الأمم سقطت واستعادت قوتها مرة أخرى فلنكن أحد تلك الأمم ونحن الذين نبعت منا حضارة البشرية.