الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الجامعة والحل الضائع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ابراهيم عبد المجيد

الجامعة تختلف عن غيرها من هيئات ومؤسسات الدولة. الجامعة هي العمر الأكثر شجاعة والأكثر رغبة في المعرفة، الجامعة هي مكان لحرية البحث وحرية التفكير بلا مقابل غير الإعداد الفكري والنفسي والعقلي للطالب قبل أن يواجه الحياة، الجامعة تاريخ من النضال الوطني لايمكن إخفاؤه ولا "الغطرشة" عليه. الجامعة تختلف عن حزب الحرية والعدالة وعن أي حزب لأنه من الصعب جدا تصنيف طلابها بالانتماء إلي حزب واحد مهما كان هذا الحزب . ومن ثم كان الأمر يحتاج علاجا آخر لمسالة المظاهرات الجامعية . كان الأمر يحتاج أن يترك الأمر للطلبة أنفسهم وتفتح قنوات الحوار معهم أو مع من يبدون قادتهم . أعرف جيدا أن العام الماضي لعب فيه الإخوان دورا كبيرا بين الطلاب بعد أن انتهي حكم الإخوان، لكن أي مدقق في الأمر يجد أن عددا كبيرا من الطلاب ليسوا إخوانا، ومهما كانت الشعارات التي رفعوها ويرفعونها مثل طلاب ضد الانقلاب أو غيره كان يمكن هذا العام الحوار معهم حولها، بل كان يمكن ذلك خلال الإجازة الصيفية فيتم الاتصال بقادتهم ولا تمر الإجازة دون محاورات في قاعات الجامعة أوغيرها، هذا العام مر اليوم الأول عاديا إلى حد كبير لكن أي مراقب كان يعرف أن اليوم الثاني سيكون فظيعا، لقد كثر الحديث عن الإجراءات الأمنية الجديدة للجامعة ولم يكن هناك حديث عن الحوار من أي نوع، بل صدر قانون من مجلس الوزراء يتيح فصل المدرس الذي يشجع على التظاهر أو يشترك فيه وجاءت أمس، السبت، عدم موافقة مجلس الدولة عليه ومن ثم بدا ذلك انتصارا لمن يريدون التظاهر . والأهم أن القوانين غير الدستورية يكون إلغاؤها مشجعا علي الحركة أكثر. والأفضل ألا تصدر من الأساس. إنها تريح من يصدرها حقا ويتصور حالما أنه سيطر علي الأمر ثم تكون النتيجة سيئة. الوضع في الجامعة لا يحله الإعلام ولقاءاته التي تركز علي أن المعارضين إخوان وتتقدم في التركيز لتعتبرهم مخربين وغير وطنيين ومرضى نفسيين. فالطلبة يعرفون من هم. كان من المهم دراسة تجاوزات العام الماضي وكيف حدثت وكيف يكن يتم تلافيها هذا العام ليس بالأمن فقط. أبسط شيء هو أن اتساع مساحات الفراغ في الجامعات يكفي لتحديد مكان للتظاهر . سيفشل ذلك أول لمرة لا بد لكن الحوار المسبق مع الطلاب كان يمكن أن يجعل الفشل قليلا. كثير جدا من الأمور كان يمكن أن تجعل الجامعة أهدأ لو رفع شعار مثل الجامعة ملك الطلاب وعليهم حمايتها من الخراب، الحرية شعار الجامعة في الدنيا كلها ولكم أيها الطلاب تحديد معني الحرية وطريقها، لسي مهما أبدا أن ترفع شعارات الشجب مادامت سلمية مادام المكان محددا وباتفاق مع الطلاب، أتابع عبر الفضائيات والانترنت مايحدث في الجامعة في اليوم الثاني للدراسة وأشفق علي هذه البلاد التي لاتريد أبدا أن تعطي حكومتها الأمر لأصحابه، وتراهن علي الخوف والر. للأسف هذه القوانين والاجراءات التي يبدو أنها توقف التظاهر في الجامعة او غيرها تزيد من فخر الإخوان المسلمين ويبدون أمامنا قوة كبيرة رغم أن الحقيقة تقول أنهم يتضاءلون يوما بعد يوم وصاروا الآن ذاهبين إلي ذمة التاريخ. الآن لاتزال هناك فرصة لكن أخشي أن تضيع ويزداد الدم فتتعقد الأمور أكثر . لابد أن يفهم أحد أن الطلاب ليسوا مثل غيرهم من فئات المجتمع يمكن بسهولة أن يرضخوا للخوف والرعب، كيف يتم الحوار مع الطلاب الآن. سؤال هام جدا لمن يريد الهدوء . كيف يمكن أن لايزداد نهر الدم. كيف يفهم المسئولون أن الحديث عن الجامعة كمكان للعلم فقط لا مكان له في الجامعات مصرية وأجنبية. كيف يمكن ممارسة الحرية بالجامعة دون تخريب. حوار كان يجب فتحه مع الطلاب أنفسهم من زمان كما قلت وهناك فرصة الآن أخشي أن تضيع . ليس خوفا علي الجامعة ولا على النظام الحاكم كما يتصور البعض، لكن خوفا على الأرواح التي سيعقد فقدانها الأمر.