الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

رسائل الشيخ وشهاداته

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل يومين ـ الجمعة 19 / 7 / 2013 ـ كتب الدكتور (الشيخ) ياسر برهامى مقالاً ضافياً فى واحدة من الجرائد التى تصدر عن التيار السلفى، تحت عنوان “,” عتاب هادئ للإخوة المخالفين في الداخل والخارج“,”، ويقصد بهم جماعة الإخوان، ترتيباً على الحالة التى تجتاح البلاد والتى عصفت بهم وأمتدت آثارها بحسب رؤيته إلى بقية روافد التيار السياسى الإسلامى. ويحمل انيناً وعتاباً ( لما تعرضت له “,”الدعوة السلفية“,” و“,”حزب النور“,” من حملة تشويه هائلة تهدف إلى هدم كيانها من قواعده بسبب الاختلاف في مواقف سياسية؛ رغم التعاهد الصريح قبل تأييد حملة د.“,”مرسي“,” في الإعادة على عدم محاولة هدم الكيانات الإسلامية، وكان ذلك بمكتب الإرشاد)
يستهل الكاتب مقاله باستعراض وقائع يتوقف عندها ملياً ونكتشف معها ملامح الأزمة، الجماعة والتيار والوطن، وربما ندرك كارثية بقاء ما كان، وحتمية التغيير فى لحظة فارقة، ونضع ايدينا على حجم الصدمة المروعة عندهم ونفسر حالة الهياج والإصرار على استعادة ما بددته ثورة الشعب المكتملة فى 30 يونيو.
فى سطوره الأولى يكشف عن نكوص الجماعة عن عهودها حتى فى دائرة التيار، فبعد ان كان التوافق بينهم قد إنتهى إلى عدم التقدم بمرشح إسلامى لمنصب الرئاسة لمدة دورتين (12 سنة) أو لمنصب رئاسة الحكومة لدورة كاملة (5 سنوات) “,”لأن احتمالات السقوط أكبر“,” لإنهيار مرافق ومؤسسات الدولة، إذا بالإخوان يخوضون غمار انتخابات الرئاسة، استناداً إلى قرار لمكتب الإرشاد، ويتهمون من يرفضون موقفهم بخيانة الأمة، ويعلق الكاتب على ذلك قائلاً ( ألم تظل جماعة الإخوان على موقفها حتى قررت بأغلبية ضئيلة “,”56 : 53“,” تقديم مرشح للرئاسة مع أننا أرسلنا لهم عدة رسائل بالنصيحة بعدم تقديم مرشح وهو الموقف الذي التزمت به الدعوة طيلة هذه المرحلة -وما زالت-؟!هل كان مَن صوتوا بالرفض خائنين للأمة فضلاً عن خيانة الله والرسول؟! ).
ولا نملك التعليق على ما حملته سطور المقال عن طرف من لقاء جمع الكاتب مع الشيخ “,”عبد الرحمن عبد الخالق (عندما كلمته عن أحد المرشحين الإسلاميين وبعض عباراته التي سمعتها بنفسي نحو: أنه لا مانع من الدفع بالبلاد في المسار السوري والليبي إذا لم يستجب العسكر لمطالبنا! وأن حل مشكلة إسرائيل بكل بساطة أن نرسل 4000 شاب يصيفون على خليج العقبة ويغلقون مضيق تيران، وبذلك تكون إسرائيل قد انتهتْ! وأن مشكلة الغذاء عندنا أو حتى احتمالات الحصار الاقتصادي تُحل بتحقيق الاكتفاء الذاتي بزرع 100 ألف فدان قمح في سيناء على ماء المطر - وهل سيناء فيها مطر وأرض تكفي ذلك فعلاً ؟!-، وقال الشيخ دون أن يعرف اسم الرجل: إن هذا الرجل لا يصلح أن يقود عزبة فضلاً عن أن يقود مصر!).
وبحرفية يسرد الكاتب ما حدث من احداث انتهت الى عزل الرئيس السابق لكن بترتيب وتبرير مخالف للحقيقة، إذ يرد فشل الرئيس المعزول فى ادارة البلاد الى موقف المؤسسات المعاونة المناوئ له (الجيش والشرطة والمخابرات، ثم أجهزة الإعلام، وأهل المال والاقتصاد، والقضاء والدولة العميقة وأتباع النظام السابق ... فكل هؤلاء يخالفونه حتى وُجد لهم الظهير الشعبي المتضرر مِن فقْد أساسيات حياته والرئيس عاجز عن قيادة البلاد) ويضيف إليها (الدول المحيطة فيها مخالفة مماثلة: دول الخليج - أثيوبيا - حتى السودان خذلتنا في سد النهضة - إسرائيل “,”حدث ولا حرج“,” - دول الربيع العربي مشغولة بمشاكل ثوراتها. أما مَن يعد إيران وتابعتها العراق حليفًا للمشروع الإسلامي فهي مصيبة مركبة.).
ولا يكتفى بهذا بل تستغرقه نظرية المؤامرة فيقول (وأما الموقف الدولي فمعلوم حقيقة ما يريده الغرب وأنه مع من يقدم التنازلات أكثر؛ وحبذا لو كان بغطاء إسلامي، وهم يركزون جدًّا على الجانب الثقافي والفكري ممثلاً في الدستور وهو أول ما بذله الإخوان ومستعدون لبذله من تنازلات).
وهكذا ينتهى الكاتب الى حتمية لا تقبل فى ظنه التشكيك (فكيف يمكن لرئيس “,”ممكَّن“,” - كما يزعم مَن يزعم !- أن يقود بلده وسط كل هذا؟! فالسقوط مقطوع به تقدم أو تأخر؛ لأن فلسفة القيادة لم تكن في محاولة استيعاب المخالفين فضلاً عن الموافقين، وإنما في الصدام مع الجميع وفي الوقت نفسه هل يقبل أن يكون “,”الإمام الممكَّن“,” يتلقى إنذارًا من قائد جيشه ثم لا يقوم بعزله وإنما يطالبه بسحب إنذاره ومهلته! الذي لا شك فيه أنه كان غير قادر على عزله.).
ثم يعرج الكاتب الى محاولة انقاذ فصيله من المصير الذى ينتظر الإخوان فيقفز من السفينة الغارقة بعد أن يلقى بالمسئولية عليهم، فيكتب (نحن تعاملنا مع الواقع الجديد وفق قاعدة درء المفاسد وجلب المصالح، وأهمها: تجنب أن نضع الإسلاميين جميعًا في بوتقة واحدة ضد الشعب تقاتله وتهدده بأنهم سيسحقونه في “,”30 /6“,”! وأنه: “,”مَن رش الرئيس بالماء سنرشه بالدم“,”، و“,”أن هناك 100 ألف قد بايعوا على الهجوم لا الدفاع!“,”، مع إظهار السلاح واستعماله علنًا في محافظات كثيرة... ثم كانت الطامة الأشد في إعلان البعض صراحة أن عمليات سيناء تتوقف فورًا إذا عاد “,”مرسي“,” إلى الكرسي، وإلا فستستمر؛ فقائل هذا يحمِّل الجماعة علنًا مسئولية كل العمليات التي تجري في سيناء!).
ويعود ليغازل الثوار على استحياء بقوله (مع أن الذين خرجوا في “,”30 /6“,” لم يكونوا كلهم من العلمانيين والنصارى والفلول وأطفال الشوارع، بل كانت ملايين حقيقية تطالب بلقمة عيشها التي حرمت منها بمؤامرات أو غير مؤامرات، فـ“,”المطلوب من القيادة أن تقود رغم المؤامرات وإلا فإذا عجزت فلترحل“,”.
ويلقى بالقفاز فى وجه الإعلام الإسلامى وقنواته الفضائية فى كلمات وجيزة متسائلاً (هل يكفي الاعتماد على وسائل الإعلام المسماة بالإسلامية التي صار الكذب - وهو على ما أعلم يجوز في الحرب - هو السلاح الأول المستعمل لتشويه الحقائق ولي الوقائع لتصل في النهاية إلى استخراج البيانات بهذه الصورة.).
ويحشد فى ثنايا مقاله بالدفوع التاريخية التى تبرر تقاعسهم عن استنقاذ الإمام الأسير ـ بحسب تعبيره ـ ثم يختتم سطوره بقوله (إن الخطاب الكارثي المستعمل باسم الإسلام -المبني على العنف الدموي في سيناء وغيرها- والتكفير للمخالف “,”إسلامي وغيره“,” يقتضي وقفة صادقة مع النفس لهذا الاتجاه بأسره.)
ويستطرد : (وأنا أنصح “,”مكتب الإرشاد“,”: أن يستخيروا الله في تقديم الاستقالة لمجلس الشورى التابع لهم استنقاذًا للجماعة التي نريد أن تظل عاملة وبقوة في الشارع المصري مقبولة من الجماهير، وقبل ذلك حفاظا على ما بقي من العمل الإسلامي ومصلحة الإسلام والمسلمين، ومصلحة هذا الوطن وهذه الأمة في مشارقها ومغاربها.
وأنصح كذلك إخواني في مجلس إدارة الدعوة السلفية: بعد أن قدموا كشف حساب عن المرحلة السابقة لمجلس الشورى العام للدعوة أن يضعوا استقالاتهم بين يدي إخوانهم ليقرروا ما شاءوا.).
وبين غسل الأيدى من المسئولية والتبرير للنظام المعزول ونصائح الإستقالات الجماعية يبقى هذا المقال بحاجة إلى قراءة تحليلية، وربما يتجاوزها ليجد مكانه المناسب على مكتب النائب العام ليحقق فيما ورد فيه من اقرارات وشهادات واعترافات تفكك الكثير من غموض المرحلة وتجنبنا ويلات ما يدبر خلف الأبواب المغلقة، فليس كل ما يلمع ذهباً.