الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حكومة مفلسة ونظام معاق..!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قد يكون ذلك هو أدق وصف لواقع النظام الإخواني الحاكم، وأداء حكومة الدكتور هشام قنديل خلال الأشهر الماضية، وطريقة التعامل مع جميع الملفات العاجلة والآجلة التي تمس تفاصيل حياة المصريين.
لست خبيرًا في الإدارة أو الاقتصاد، كما لم يسبق لي الاشتغال بحرفة «العجلاتي» لأعرف كيف يمكن أن تدور عجلة الإنتاج، لكني أمتلك خبرة أربعين عامًا عشتها مع «العُمي» أستطيع من خلالها أن أدرك متى تعمى الأبصار والقلوب معًا، أو قل بالأحرى، العقول.
وحسب هذه الخبرة أستطيع أن أقول بضمير مستريح: إن حكومة الدكتور هشام قنديل عمياء البصر والبصيرة.
لكن الأمر قد يحتاج لقدر من التحليل الموضوعي؛ لنعرف أن علاقة الدكتور قنديل وحكومته بإدارة بلد كبير بحجم مصر لا تختلف كثيرًا عن علاقة أعمى مثلي بقيادة الطائرات، وحتى يكون الأمر أكثر وضوحًا وإنصافًا قد يكون من المناسب أن أزعجك عزيزي القاريء بقصتي مع قيادة السيارات؛ فقط لأضع الأمور في نصابها الصحيح.
فقد كان الحظ حليفي أن وافق اثنان من أصدقائي على أن أقود السيارة الخاصة لكل منهما، وكان ذلك في أماكن مختلفة.
التجربة الأولى كانت مع سيارة صديقي عبد الفتاح عبد المنعم، وكنا وقتها متزاملين بصحيفة «العربي»، ركبت السيارة وقمت بتشغيلها، وكانت تقف على ناصية شارعنا يعقوب، المجاور لميدان لاظوغلي، وهو شارع ضيق مأزوم دائمًا بالزحام، وما أن أدرت السيارة حتى فؤجئت به بشكل هستيري: “,”دوس فرامل يا علي.. يا علي“,”، فما كان مني إلا أن ضغطت على دواسة البنزين لأصطدم بسيارة «فولكس» كانت تقف على الجانب الآخر!
وكانت التجربة الثانية مع سيارة صديقي محمد قنديل، سكرتير تحرير جريدة التحرير، وكنا وقتها في شوارع مدينة الشيخ زايد المتسعة الهادئة، وكان محمد هادئًا وثابتًا، وقدت السيارة لمسافة خمسة كيلومترات دون أن تتوقف، وكان بهدوء يرشدني إلى الاتجاه يمينًا أو يسارًا أو إلى الخلف أحيانًا، وانتقلت إلى الغيار الثالث للسرعة بثلاثة.
لا أظنني سأنسى يومًا ذلك الإحساس بالنشوة، الذي غمرني وأنا أقود سيارة حديثة «أوبل فيكترا» بسرعة معقولة، دون أن أشعر أن العمى قد حال بيني وبين متعة القيادة.
لن أطيل في سرد تجاربي مع قيادة السيارات، لكن لو تأملتم معي تجربتي الأولى لاكتشفتم قدر التشابه بين العمى الذي أعانيه وعمى حكومة الدكتور هشام قنديل، فقد كنت أقود السيارة في شارع ضيق ومأزوم بالزحام، بصحبة مرافق هلِع كان شغله الشاغل الحفاظ على سيارته على نحو هستيري؛ فكانت النتيجة حادث كارثي، كذلك الدكتور قنديل يقود مصر في وقت عصيب ممتلئ بالأزمات، ومعه مرافق يعتقد أن مصر ملكيته الخاصة، ولا يفكر سوى في كيفية التمكن منها، وهو هلِع بالسيطرة عليها. ولو كان لعبد الفتاح عبد المنعم العذر في هلعه لأن السيارة ملكه؛ فإن مصر ليست ملكية خاصة لجماعة الإخوان المسلمين أو مرشدها، المهم أنهم دفعوا حكومة قنديل للدخول إلى حائط سد، بينما كان بإمكانهم أن يسيروا الأمر بثبات وهدوء، كما فعل صديقي قنديل.
ولو حدث ذلك لربما نجح الدكتور قنديل في تفادي الحائط السد، لكن مرسي وجماعته لم يهتموا إلا بتمكين عناصرهم من مفاصل الدولة فهدموها.
المحصلة النهائية هي أن حكومة قنديل بدت مفلسة ومصابة بإعاقة العمى، وإن كان الأعمى يتميز بخصوبة الخيال، ولكنها حكومة افتقدت حتى الخيال في البحث عن حل لأزمات المصريين؛ لذلك فهي مفلسة، وراحت تتخبط كأعمى بين حوائط القروض الأجنبية والصكوك الإسلامية المزعومة، بل إن الرئيس مرسي نفسه لم يستطع أن يبصر حلولاً مبتكرة عبر مشروع نهضته للأزمة الاقتصادية المتفاقمة، وراح يردد بيانات ومعلومات مغلوطة بشأن واقع الاقتصاد المصري أثناء خطابه في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى، ثم أخذ يسرد المشروعات الاقتصادية التي كانت داخل أدراج مكتب الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، وأقصد بها مشروعات تنمية إقليم قناة السويس واستصلاح الأراضي الزراعية في أنحاء المحروسة.
علاوة على ما سبق تسببت الإدارة العمياء للشأن السياسي الداخلي، التي انتهجها الدكتور مرسي وجماعته، في إحداث شلل في الحياة السياسية؛ مما كان له تأثيره السلبي على علاقات مصر على المستوى الإقليمي والدولي.
أخيرًا أثبت هذا النظام الإخواني أنه مفلس ومعاق، عندما يُرجع كل كارثة تورط في وقوعها، بدءًا من انهيار قيمة الجنيه المصري، وانتهاء بحوادث القطارات، إلى فساد النظام السابق..
لذلك كله، وأكثر منه، أقترح على الرئيس مرسي وجماعته إما الاعتراف بالفشل، وفي ذلك قمة البصيرة.. وإما الالتحاق بأحد مراكز تأهيل المعاقين..!!