الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

وسلامٌ عليك جيشَ بلادي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سلام عليك يا جيش مصر العظيم ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً بإذن الله.
إنها كلمات ظل لساني يتمتم بها وشريط ذكريات يتداعى داخل فكري، شريط مادته مكتوبة بحروف من النور تحتضنها صفحات التاريخ لتتداولها الأجيال، وتتيه بها فخرًا وزهوًا، وتدق لها نبضات القلوب فرحًا وانتشاءً.
إنه جيش بلادي الذي يحكي التاريخ عنه أنه دائمًا وأبدًا كان لمصر الحصن الواقي والحامي ومصدر الأمان لها ولشعبها.
تركت أفكاري تبحر بي وسط ما اختزنه العقل واحتضنته الذاكرة، تذهب بي إلى أعوام طويلة بعيدة لم أعشها لكنني قرأت عنها وسمعت بها ممن عاشوها وشاركوا فيها وكانوا من ضمن صانعيها.
**
إلى عام 1956 ذهبَت بي الأفكار، إلى يوم هاجمت مصر جيوش ثلاث من الدول، وذلك لأننا قررنا أن تكون ثروات مصر لمصر ولشعبها؛ لأن زعيمًا مخلصًا لمصر، وقف وأعلنها مجلجلة عالية (تأمم الشركة العالمية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية) أعلنها ناصر مدويّة تسعد لها قلوب محبي مصر، وتدمي لها قلوب أعداء وكارهي الخير لمصر.. أعلنها ناصر فإذا بجيوش دول ثلاث (إنجلترا، فرنسا، الكيان الصهيوني) تغير على مصر بحرًا وجوًّا فيتصدى لها جيش مصر دون خوف أو فزع.
ويقف الشعب وراء جيشه ويتبارى الجميع كبارًا وصغارًا، رجالاً ونساء؛ للالتحاق بالمقاومة الشعبية، وللتدريب على حمل السلاح، وتقف شعوب وحكومات العالم الحر آنذاك مع مصر في حقها في استقلالها، وفي أن تكون ممتلكاتها ملكًا لها وتحت سيطرتها، وينتصر جيش مصر في 1956 على عدوان ثلاثي غاشم، وتتحرر مصر من آخر جندي بريطاني محتل، وتصبح مصر حرة أبيّة مستقلة ممتلكة لإرادتها بدفاع جيشها وبنصرة جيشها وتحت حماية جيشها.
**
وذهبت أفكاري إلى شهر يونيو 1967، وما فعله جيش مصر بعد نكسة يونيو 1967.. هذا الجيش الذي وصفه الصفيق محمد البلتاجي بالجيش (المهزوم) قد فعل المعجزات وحقق الانتصارات، وفي فترة زمنية وجيزة وعقب النكسة مباشرة.. هذا الجيش الذي رغم هزيمته عسكريًّا في معركة حربية في حرب لم يخضها، فإنه لم ينكسر، ولم تتأثر قيمته لدى شعبه بل ظلت كما هي، وظلت ثقة الشعب في جيشه كما هي، وعندما أعلن جمال عبد الناصر تحمله المسئولية والتنحي والعودة إلى صفوف القتال جنديا، تمسك به الشعب زعيمًا لمصر، وأعلن الشعب أن ثقته بجيشه كما هي، ولن تزعزعها هزيمة معركة عسكرية، وأنه ينتظر من جيشه الأخذ لمصر بالثأر، ويتوقع منه الانتصار المؤكد.
ولم يخذل جيش مصر شعبه في ثقته، ولم يجعل انتظاره لأخذ الثأر يطول، وبدأت سلسلة متتالية من انتصارات حروب الأخذ بالثأر في (حروب الاستنزاف) وفي فترة قياسية وجيزة بدأ جيش مصر في رد الصفعات للعدو متتالية مدوية.
وفي نفس الشهر (يونيو) دخل جيش مصر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بعمق قدره 14 كيلومترا كمجرد رسالة بسيطة إلى العدو أننا سنبدأ الأخذ بالثأر وإذاقتكم مرارة الهزائم المتلاحقة فانتظرونا.
وفي شهر يونيو أيضًا وبعد الخامس من يونيو بأيام قليلة وفي محاولة لتدمير معنويات جيش وشعب مصر، قرر العدو وضع الذخيرة المصرية التي استولوا عليها في شكل هرم، وحددوا موعدًا لوسائل الإعلام العالمية لتصويرها في احتفالية أراد العدو إقامتها إذلالًا لنا، لكن أبطال المخابرات الحربية من جيش مصر تحت قيادة الفريق محمد صادق مع أبطال قوات الصاعقة المصرية من جيش مصر، عقدوا العزم على إفشال خطة العدو، وقام الأبطال تحت قيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي بالوصول إلى شرق القناة؛ حيث مكان الذخيرة ونسفها تمامًا قبل موعد الاحتفال.
وفي الأسبوع الأول من يوليو، أي بعد أقل من شهر، وضعت خطة لشن غارة جوية ضربت فيها طائرات العدو الرابضة فوق مطاره داخل الأراض الفلسطينية المحتلة ردًّا على ضربهم طائراتنا في يونيو 67، وازدادت ثقة الشعب المصري بجيشه، وازداد تأكده من أن النصر آتٍ لا محالة.
وفي شهر يوليو أيضًا أراد العدو الاتجاه بدباباته شمالاً من شرق القناة للدخول لاحتلال بورفؤاد، فقام جيش مصر وبواسطة قوات الصاعقة بتدمير دبابات العدو وهزيمته في معركة رأس العش المجيدة.
وتعددت الكمائن التي قامت بها قوات الصاعقة المصرية في جيش مصر، وكان من أبرزها الكمين الذي نسفوا فيه قطارًا متجهًا من القنطرة إلى العريش حاملاً أول دفعة إجازات من جنود العدو، وقتلوا كل من فيه.
وقبل نهاية عام 67 قامت طائرات جيش مصر الأغرّ بضرب مطار الطور، في نفس التوقيت قامت قوات الصاعقة بضرب موقع عيون موسى وتدميره بقيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي.
وفي عام 68 شنّت مجموعة من جنود جيش مصر تحت قيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي أول عملية إغارة عسكرية كاملة على موقع للعدو (شرق بحيرة التمساح)، وتم تدمير الموقع كاملا بدباباته ومدرعاته، وفي هذه المعركة استشهد شهيد مصر القائد البطل الفريق عبد المنعم رياض الذي كان في المقدمة على خط النار مع جنوده في أثناء الإغارة.
وأيضا عام 68 تم التدمير الأول لخط بارليف وأعاد العدو بناءه.
ثم وفي ملحمة غير مسبوقة استطاع جيش مصر العظيم توجيه اللطمة القوية، وذلك بتدمير ميناء إيلات الحربي للعدو ثلاث مرات في سنة واحدة، وهو الأمر الذي لم يحدث في التاريخ.
ثم وفي لطمة جديدة قامت قوات الضفادع البشرية لقواتنا البحرية الباسلة بنسف البارجة إيلات، وهي البارجة المصرية (إبراهيم) التي استولى عليها العدو وسماها إيلات.
وهكذا ولمدة ست سنوات استمرت انتصارات حروب الاستنزاف متتالية لم تتوقف، محققة أهداف خطة واحدة مكتملة وضعها قادة القوات المسلحة لجيش مصر العظيمة تحت رئاسة جمال عبد الناصر القائد الذي تجاوز الهزيمة بعد ساعات قليلة، وصمم على استعادة النصر، فكان له ما أراد بفضل جيش مصر العظيم الباسل وإرادة شعب مصر الكبير الشامخ.
**
ثم يجيء عام 1973 لتستكمل الخطة التي بدأت في حروب الاستنزاف، وينتصر جيش مصر، وتنتصر مصر ويحقق جيشها البطل في أكتوبر عام 73 الانتصار العظيم على عدو أخذت رئيسة وزرائه جولدا مائير تصرح عقب الخامس من يونيو بأنها تجلس تنتظر مكالمة هاتفية من عبد الناصر.
انتصرت مصر بقوة جيشها العظيم على عدو كانت إذاعاته- عقب يونيو 67- تبثّ أغنية ثقيلة الظل كأصحابها تقول: “,”عبد الناصر في انتظار رابين وسيأتي اليوم الذي سيتوسل فيه لعقد اتفاق سلام“,”.
لكن أمانيهم ظلت وهمًا لم يتحقق.. والذي تحقق هو انتصار عظيم لمصر حققه جيش مصر بجنوده وأبطاله الذين أبدًا لم يخذلوا يومًا شعب مصر، انتصرت مصر في أكتوبر 1973 بجيشها في معركة العبور العظيمة، وفي تحطيم جنود جيش مصر البواسل لخط بارليف تلك الأسطورة الواهية.. انتصر جيش مصر على عدو صهيوني أخذًا بالثأر لمصر ولشعبها الذي طالما وثق به وسيظل واثقًا.
**
وتمر السنون وتندلع ثورة الشعب في الخامس والعشرين من يناير 2011، ويستشهد فيها المئات من الشهداء، ويصاب فيها الآلاف من المصابين، وفي لحظة تحتاج منا إلى تأملها وتحليلها وقراءة تفاصيلها بكل الدقة والعمق- وهذا ليس مكانه ولا أوانه الآن- تسرق الثورة من أصحابها، بل وتسرق مصر من قبل جماعة (جماعة الإخوان) ترتدي قناع الدين، وما أبعدها وما أبعد ممارساتها وممارسات أعضائها عن الدين، ويتولى رئاسة مصر وبالتزوير- وليس أبدًا بالديمقراطية وصناديق الانتخابات كما يزعمون- يتولى رئاسة مصر واحد من قيادات الجماعة- وما أبعده عن مواصفات القادة وما أبأسه- وتعيش مصر فترة حالكة دامسة الظلام والقتامة والتردي والتخلف.. فترة تعرض فيها كل شيء في مصر لأقصي درجات الخطر والخراب.
ويشاء الله العلي القدير أن لا تطول الفترة البائسة القاتلة، ويهب شعب مصر النبيل الراقي المحب من جديد في 30 يونيو، ويخرج ما يزيد على 33 مليونًا من شعب مصر مطالبين بتحرير مصر من هذه الطغمة الغاشمة الكارهة للحياة، المرتمية في أحضان أمريكا الصهيونية، المتسقة في أهدافها مع أهداف العدو الصهيوني في تخريب وتمزيق وتفتيت وتدمير مصر.
يخرج 33 مليونًا من شعب مصر ينادون جيش مصر، ويطالبونه بحماية مصر وأمن مصر وشعب مصر من الإرهاب، بالخلاص من رئيس يهدد ببحور الدم إذا لم يبقَ ويستمر رئيسًا فاشلاً غير أمين على مصر ولا يدين بأي ولاء لها لا هو ولا جماعته التي يدوس أفرادها على علم مصر بأقدامهم ويجلسون عليه مفترشين به الأرض، ويرفعون علم القاعدة الأسود فوق أكتافهم وهم يقتلون الأبرياء والأطفال بوحشية تتواضع أمامها وحشية حيوانات الغاب.
خرج 33 مليونًا من شعب مصر يناشدون جيشهم أن يهبّ لحماية مصر وحماية شعب مصر، وكما هي عادته لم يخذل جيش مصر شعبها، ولبَّى النداء، وهبّ هبّته النبيلة الراقية حاميًا شعب مصر منتصرًا للأغلبية العظمى التي تعشق مصر الجميلة البهية العفية القوية.
ويأتي الثالث من يوليو وتأتي معه الفرحة والسعادة والحياة اللائقة بمصر من جديد.. وينزاح الرئيس الفاشل الكاره لمصر، ويجن جنون جماعته ويمارسون الغوغائية والهمجية والعنف والإرهاب، ويحاولون وما زالوا يحاولون إثارة الرعب والفوضى، وتعلو أصواتهم الكريهة بدعوات العنف القبيحة حتى تبحّ كأنهم “,”دون كيشوت“,” يصارع طواحين الهواء!
لكن شعب مصر وفي حماية جيشه ورجال أمنه يقف اليوم في مشهد ما أروعه، يقف في ميدان التحرير وأمام قصر العروبة وفي ميدان عابدين وفي ميدان القائد إبراهيم وفي جميع ميادين محافظات مصر ومدنها وقراها، يقف يغني فرحًا سعيدًا هاتفًا لمصر الغالية العائدة من جديد، يهتف بحبه وامتنانه لجيش مصر العظيم البطل.
واسلمي يا مصر دائمًا تحت حماية جيشك البطل الحبيب على كل عاشق لك يا أمنا يا مصرنا.
**
وشكرًا وحمدًا لك يا الله يا عليّ يا قدير يا من وعدت بحفظ مصر وصدقت وعدك يا ذا الجلال والإكرام.