الجمعة 14 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مستر مرسي إكس عميل السي آي إيه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المسألة واضحة وضوح الشمس، لا يستطيع أن ينكرها من لديه بصر، كما أنها لا تحتاج إلى دليل، فالشاعر يقول: وليس يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل.. وإذا أردنا النتيجة مباشرة قبل أن نشرح الأسباب سأقول لكم: إنها مرة واحدة من قبل التي طلبت فيها أمريكا من مصر الإفراج عن شخص يهمها، كان هذا الشخص هو الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، ويا لعلامات الاستفهام التي ستملأ مقالي عندما تكون المرة الثانية التي تطلب فيها أمريكا الإفراج عن شخص آخر، تكون من نصيب محمد مرسي، ذلك الرجل الغامض الذي ظهر علينا بصورة الغبي، وهو في الحقيقة متغابي، وكان “,”تغابيه“,” سبب وصوله إلى رئاسة مصر، أما إصرار أمريكا على الإفراج عنه لدرجة أن يلح في ذلك وليم بيرنز فهذا من الأمور الملفتة للنظر، والنتيجة الوحيدة التي نصل إليها من خلال هذا الطلب هو أن محمد مرسي كان جاسوسًا لأمريكا، ليس جاسوسًا عاديًا ولكنه جاسوس غير عادي إذ إنه هو الجاسوس الوحيد الذي استطاع الوصول إلى موقع رئيس جمهورية، لذلك فهو في عيون أمريكا وفي قلبها.
وإذا تتبعنا تاريخ محمد مرسي ستقف أمامنا علامات استفهام على علامات تعجب كثيرة، فمرسي ذلك الفتى الغض الغرير القروي الساذج الذي لم تكن له علاقة من قبل بالعمل السياسي أو الإسلامي يحصل على بكالوريوس الهندسة، ومن تصاريف القدر أن يحصل على منحة للدراسات العليا في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، فيذهب هذا الغرير إلى أمريكا وهو الذي كانت أبعد بلد ذهب إليها من قبل هي القاهرة عندما حط رحاله في المدينة الجامعية بجامعة القاهرة ـ تلك المدينة التي أنشأها جمال عبدالناصر ـ والآن هو على مشارف قارة كبرى وإمبراطورية تريد أن تلتهم العالم.
احترفت أجهزة المخابرات الأمريكية التقاط بعض الطلاب الوافدين إليها لعل أحدهم يصلح للقيام بأدوار ما عندما يعود إلى بلده، وقبل حصوله على الدكتوراه تعرف مرسي على موسى أبومرزوق أحد زعماء الطلاب الفلسطينيين، وفي السر استطاع أبومرزوق ضم مرسي للإخوان، ثم قام بتقديمه لمصطفى مشهور الذي كان يسعى وقتها في أمريكا وأوروبا لإنشاء التنظيم الدولي للجماعة، وثق مشهور في مرسي وقربه إليه.
وحين عاد الاثنان إلى مصر قبيل وفاة عمر التلمساني أخذ مرسي يترقى في الجماعة بسرعة البرق وبشكل لم يحدث مع أحد قبله، رغم مخالفة هذا الترقي للوائح الجماعة التي تحظر على أي فرد تولى مواقع مسئولية قبل مرور خمس سنوات على انضمامه للجماعة، في حين أن مرسي لم يكن قد مر على انضمامه إلا عامان فقط، وباختصار ودون أن نزحم عقولكم بالتفاصيل يكفي أن نعلم أن يدًا حانية كانت تغدق الأمان على مرسي، فبدءًا من أول قضية عسكرية عام 1995 إلى آخر قضية عسكرية عام 2007 وعددها سبع قضايا لم يحدث أن كان مرسي متهمًا في أيها رغم أن هذه القضايا كانت تأخذ كل القيادات في كل الأقسام، إلا مرسي وحده من دون كل القيادات الذي نجا من المحاكم العسكرية وأحكامها!!!!.
وحين مرت السنوات وقبل ثورة يناير بأربع سنوات فوجئنا بعصام العريان يرسل رسائل الطمئنة للحكومة الأمريكية وللحكومة الإسرائيلية قائلاً في كلمات ألقاها في السفارة الأمريكية وفي حوار له مع جريدة الحياة “,”على الحكومة الإسرائيلية أن تطمئن إذ إننا لو وصلنا للحكم فإننا سنحافظ على كامب ديفيد وعلى كل اتفاقيات السلام“,”.
وجاءت لحظات التمكين، وأمريكا التي لا تبحث إلا على حرية إسرائيل، وديمقراطية نفسها، إذا بها تصبح راعية للديمقراطية والحرية في مصر، فتستقبل مصر قبل انتخابات الرئاسة وفودًا أمريكية تهرع لمقابلة محمد مرسي الذي كان قد أصبح رئيسًا لحزب الإخوان، ثم يصدر تصريح من هنري كيسنجر على خلفية مؤتمر في تركيا، حيث قال لوزير خارجية مصر “,”إن الإخوان سيقدمون أحدهم للترشيح للرئاسة“,”، وتعجب وزير الخارجية لأن الإخوان أعلنوا أنهم لن يخوضوا هذه الانتخابات، ولكن يبدو أن القرار كان يصدر من البيت الأبيض لا من بيت المقطم!!.
وكان أن مارست أمريكا ضغوطها لإعلان فوز مرسي، ثم من بعد أن أسقط الشعب الإخوان ومرسي إذ بأمريكا تتحدث عن انقلاب عسكري! ويا ويح هذه الخزعبلات التي يهرطقون بها، آنقلابٌ يتم تحديد موعده مسبقًا ثم يقوم بنقل الحكم للمدنيين، إذن كيف كان الحال مع مبارك بعد الثورة عليه عندما تسلم الحكم عسكريون! لماذا لم يصفون ما حدث وقتها بالانقلاب؟ ولماذا لم يطالبوا بالإفراج عن مبارك؟! المهم أن شبكة الجاسوسية انكشفت وليس لنا إلا أن نقول لهم بالرفاء والبنين، عمر طويل في طاعة الشيطان.