السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أرض الحرمين الشريفين.. جهود لا تنقطع لخدمة ضيوف الرحمن

 ضيوف الرحمن
ضيوف الرحمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتجه أنظار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها هذه الأيام إلى أرض الحرمين الشريفين حيث يتوافد عباد الرحمن من كل صوب وحدب على المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج الشريف متضرعين إلى الخالق العظيم أن يقبل توبتهم ويغفر ذنوبهم ويعيدهم من هذه الرحلة الإيمانية المباركة كما ولدتهم أمهاتهم.
وفي واقع الحال لا تأل المملكة العربية السعودية أي جهد في تقديم كل دعم ورعاية يليق لضيوف الرحمن منذ اللحظة الأولى التي تطأ قدماه الأراضي المقدسة وحتى مغادرتها وهو يحمل كافة مشاعر الامتنان للجهود الحثيثة التي يستشعرها كل زائر للسعودية والتي لا تنقطع طوال العام عن التفكير والعمل وابتكار كل ما يوفر الراحة والأمان للحجيج.
ويتصدر موسم الحج وراحة الحجيج وتوسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة أولوية اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة، منذ توحيد أرجائها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه -، وصولاً إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله -، الذي جعل رعاية الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن في مقدمة اهتماماته وأسبغ عليها كريم عنايته ورعايته.
ويقف حجاج بيت الله الحرام وزوار الحرم المكي الشريف منبهرين؛ نتيجة ما يشاهدونه في كل عام من مشروعات تطويرية جديدة وإنجازات تتحقق على أرض الواقع في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، كتنفيذ أكبر توسعتين في تاريخ الحرمين الشريفين، وما تمَّ قبلهما من توسعة للمسعى، إلى جانب التوسعة الحالية للمطاف، وكذلك مشروعات المشاعر المقدسة، ومنها على سبيل المثال: منشأة الجمرات وقطار المشاعر، وقطار الحرمين، وغيرها من المشروعات والمنجزات التي تمَّ تسخيرها لخدمة ضيوف الرحمن.
ولعل من يعرف مكة المكرمة قبل بضعة عقود من الزمان لا يصدّق أنَّ هذه التنمية الهائلة والقفزات الضخمة حدثت في هذه الفترة القصيرة من عمر الزمن، بيد أنَّها الإرادة والتصميم والرؤية الثاقبة لقائد مسيرة نهضتنا القائد الاستثنائي "عبدالله بن عبدالعزيز"، الذي جعل خدمة البيتين الشريفين همَّه الأول، حرصاً منه –حفظه الله- على راحة حجاج بيت الله الحرام وزوار الحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة.
ويعد مشروع توسعة الحرم المكي الشريف حدثا كبيرا وإنجازا غير مسبوق تحقق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، كما أنَّه علامة بارزة في مسيرة العطاء التي تحققت في هذا العهد الزاهر الميمون، وسيبقى يوم الجمعة (9/9/1432ه) يوماً خالداً في الذاكرة، وهو اليوم الذي وضع فيه خادم الحرمين الشريفين -أيَّده الله- حجر الأساس لتوسعة الحرم المكي الشريف، حيث فاقت هذه التوسعة كل التوسعات على مر التاريخ، وذلك ضمن مجموعة من المشروعات المهمة في مسيرة المشروعات التي تمت في مكة المكرمة، إضافة إلى توسعة المسجد النبوي الشريف.
وفي سياق الاستعدادات لذروة موسم الحج، أعلنت السعودية تخصيص 16 فرقة للرصد والتطهير ومكافحة المواد الخطرة في شبكة أنفاق المشاعر المقدسة. وقالت إنها أنشأت 35 نقطة للدفاع المدني في محيط المسجد الحرام.
وعلى صعيد آخر، حذّر مؤتمر لعلماء المسلمين في مكة المكرمة من تطاول «أدعياء العلم»، وافتئاتهم على الإسلام، وتغريرهم بأبناء المسلمين، مؤكداً أهمية العلم والعلماء الربانيين، والرجوع إليهم في مختلف النوازل.
ودعا الأمة الإسلامية قادة وشعوباً أمس، إلى التعاون العملي في مواجهة الإرهاب والتطرف والطائفية، والاستفادة من تجربة السعودية بهذا الخصوص.
وأكد المؤتمر الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي بعنوان: «الثقافة الإسلامية.. الأصالة والمعاصرة»، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، واختتم أعماله أمس، الجهود السعودية لجمع كلمة المسلمين والحرص على تضامنهم، وإبعادهم عن الطائفية المقيتة، والتخفيف من الأزمات التي يمرون بها، وجهود المملكة لمحاربة الإرهاب والتطرف والغلو.
وأشار المؤتمرون إلى أن الضعف والفتور الذي يعتري الأمة المسلمة في الوقت الحاضر لا يعبّر عن تاريخها الحضاري، إذ نجحت تاريخياً في تحقيق الإنجازات الحضارية، والانفتاح الإيجابي على الحضارات الأخرى، واستفادت من تواصلها معها وأفادتها، بما أهّل الأمة المسلمة لريادة الحضارة الإنسانية، وأسهم في بناء الإنسان، وفق منهج إصلاحي متكامل، وهي قادرة اليوم على الاستفادة من الإنجازات المعرفية الإنسانية، وترجمتها إلى واقع تنموي ينهض بالمجتمعات والدول المسلمة ضمن ضوابط الإسلام.
وأكد براءة الإسلام من ثقافة العنف والإرهاب والغلو التي تنتشر بسبب الجهل بالإسلام والابتعاد عن أحكامه وقيمه الحكيمة الداعية إلى التوازن والاعتدال. وشدد على ضرورة تثقيف الناشئة بالثقافة الإسلامية الصحيحة التي سار عليها سلف الأمة الصالح، وتحصينهم من الآراء المتطرفة والثقافات الحزبية والطائفية المفرقة، وكل ما يدعو إلى الغلو والإرهاب والانحلال الأخلاقي.
ودعا المؤتمر رابطة العالم الإسلامي إلى إقامة مؤتمر عالمي في أقرب وقت، لمكافحة الإرهاب وإبراز واجب العلماء والمثقفين المؤهلين في بيان الإسلام الصحيح والتحذير من خطر الانحراف عن وسطيته إلى الإفراط والغلو أو التفريط.