الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الإدارة الأمريكية تراجع إستراتيجية الحرب ضد داعش وسط مخاوف من انتقالها للداخل الأمريكي.. البنتاجون: المواجهة تحتاج إلى صبر إستراتيجي ودعم المعارضة المعتدلة في سوريا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

-          بشار الأسد: محاربة الإرهاب لا يمكن تكون بيد من صنعه

مع بدء المواجهة الفعلية لتنظيم داعش من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بدأ ظهور العديد من التخوفات لدى المتابعين للمشهد، حيث اعتبره الكثيرون قرارًا متهورًا قد يؤدي إلى نتائج عكسية وهو ما استشعره بالفعل القادة الأمريكان خاصة من نماء شعور بامتداد الحرب على التنظيم الإرهابي إلى الداخل الأمريكي أو تهديد مصالحها في العالم.. الأمر الذي دفع الإدارة الأمريكية إلى مراجعة مواقفها.


فمن جهته اجتمع الرئيس الأمريكي أوباما مع كبار مستشارية للأمن القومي لبحث التطورات بعد أسبوع على بدء الضربات الجوية ضد داعش في سوريا.

في الوقت نفسه دعا البنتاجون للتحلي بـ"صبر استراتيجي" فيما يخص تقييم هذه الضربات.

كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الجيش الأمريكي لا يمكنه قصف "داعش"، "بشكل أعمى"داعية إلى التحلي بـ"صبر استراتيجي" من أجل التخلص من الجهاديين. وقال المتحدث باسم البنتاجون، الأميرال جون كريبي: "لم يقل أحد إن الأمر سيكون سهلا أو سريعا ولا يجوز أن يتكون عند أي شخص وهم أمني خاطئ بأن هذه الضربات الجوية الموجهة قد تؤتي ثمارها" منتقدًا في الوقت نفسه تغطية هذه الضربات من قبل بعض وسائل الإعلام والتوقعات غير الواقعية عن الحملة الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها في سوريا والعراق.

وذكر المتحدث بأن قادة الجيش الأمريكي كانوا واضحين منذ البداية حول كون الضربات الجوية وحدها لا تكفي، موضحًا أن بذل الجهد على المدى الطويل سيكون أمرًا ضروريًا من أجل تدريب وتأهيل مقاتلي المعارضة السورية "المعتدلة" ومن أجل تعزيز الجيش العراقي.

وفي الوقت نفسه أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتمع أمس مع كبار مستشاريه للأمن القومي لمناقشة استراتيجية مواجهة تنظيم "داعش"، وذلك بعد أسبوع من بدء الضربات الجوية ضد الجماعة المتشددة في سوريا.

وفى هذا السياق نقلت مجلة "فورين بوليسي" عن تصريحات الكاتب الأمريكي، آرون ديفيد ميلر، يؤكد "إن القلق يستبدّ به كلما أمعن النظر في استراتيجية إدارة الرئيس باراك أوباما إزاء سوريا.

وأضاف: أمريكا لها هدفان من هذه الحرب: الأول، يتمثل في ضرب تنظيم «داعش» وهذا من شأنه تقوية جانب الرئيس السوري بشار الأسد والثاني، يتمثل في ضرب بشار الأسد، وذاك من شأنه تقوية جانب تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من الجماعات، فضلا عن إبعاد أصدقاء أمريكا الجدد ورئيس الوزراء العراقي وإيران طبعًا، وقليل من معارفها القدامى أمثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفيما يتعلق بالتدخل العسكري الأمريكي وإسقاط نظام الأسد وإيجاد قادة بدلاء جُدد أكثر قدرة على تقبّل التعددية في حكم البلاد، أعاد ميلر إلى الأذهان ما آلت إليه الأمور في ليبيا بعد التدخل العسكري وإسقاط نظام معمر القذافي.


أما التدخل للقضاء على تنظيم داعش، فرأى الكاتب الأمريكي أنه لا يمكن السيطرة على الحلفاء على الأرض من تلك الجماعات السورية المعارضة وبأيديها الأسلحة والأموال وحصلت على التدريب الأمريكي، وتساءل قائلا مَن ذا الذي يضمن أن مسلَحي تلك الجماعات سيلتزمون بتوجيه سلاحهم نحو «الدواعش» وليس صوب بشار الأسد الذي قتل ذويهم ورفاقهم؟

ومن جهته اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، إن محاربة الإرهاب لا يمكن أن تكون "على يد من دعمه"، وذلك بعد أسبوع من بدء قوات التحالف الدولي عمليات جوية لاستهداف معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في بلده.

وأضاف الأسد خلال لقائه أمين عام المجلس الاعلى للأمن القومي في إيران على شمخاني: "محاربة الإرهاب لا يمكن أن تكون على يد دول ساهمت في إنشاء التنظيمات الإرهابية ودعمتها لوجستيا وماديا ونشرت الإرهاب في العالم."

ومن جانبه، شكك أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران في شن التحالف الذي تقوده أمريكا، هجوما بريا في سوريا بدعوى أنهم "أخفقوا في العراق وأفغانستان"، مؤكدًا رفض إيران أي تدخل أجنبي في المنطقة.

وفى سياق متصل أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني انتقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بعد أسبوع من لقائهما الأخير.

وأوضحت الصحيفة أن روحاني كان غاضبًا من كلمة كاميرون في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وقال روحاني: "إنه غير مقبول ومن الخطأ لكاميرون بعد غضون ساعات من اجتماعنا في نيويورك أن يقول إن طهران جزء من المشكلة في الشرق الأوسط، وأن طهران بحاجة لتغيير لدعمها منظمات إرهابية."

وكان كاميرون قال: "لدينا خلافات حادة مع إيران لدعمها منظمات إرهابية وبرنامجها النووي ومعاملتها لشعبها، فكل هذه أمور بحاجة للتغيير، ويمكن لقادة إيران أن يساعدوا في هزيمة داعش، وتأمين استقرارا ووحدة العراق وسوريا إذا كانوا مهيئين لذلك ونرحب بمشاركتهم."

ومن ناحية أخرى ناقش البرلمان التركي السماح للقوات العسكرية الأجنبية باستخدام القواعد التركية في شن عمليات عبر الحدود ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق وفقا لاقتراح تقدمت به الحكومة في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء.

ومن المتوقع أن يناقش البرلمان الاقتراح الخميس، والأغلبية التي يتمتع بها حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تعني أنه من المرجح أن تجري الموافقة عليه.