تضاربت الآراء بين وفد
المجلس القومي للأمومة والطفولة، والذي زار منزل الطفلة المغتصبة "رحمة"
بقرية أجيجون الفتوح مركز فوة بكفر الشيخ لمتابعة حالتها، وبين رأي أطباء مستشفى
فوة المركزي، الذين أجروا العمليات الجراحية لها فور تعرضها للاغتصاب.
فبينما
يري الدكتور أحمد المصري، مدير الإدارة الصحية بفوة، أن حالة رحمة الجراحية سليمة
100% ولم تخرج من مستقى فوة إلا بعد التأكد من شفائها والانتهاء من الجرعة
العلاجية المقررة لها، وأن الدكتور مصطفى طايل، أخصائي الجراحة، مدير المستشفى،
ناظر حالتها اليوم ضمن الوفد الذي أرسله المستشار محمد عزت عجوة، محافظ كفر الشيخ،
واطمأن على حالة الطفلة رحمة في حضور الدكتورة لميس المعداوي وكيلة الوزارة، وأقر
بأنه لا يوجد ما يستدعى أي تدخل جراحى آخر وأن الجرح التأم ورحمة في حالة للتأهيل
النفسي فقط.
أما
وفد المجلس القومى للطفولة والأمومة، الذي زار منزل الطفلة رحمة اليوم لمتابعتها،
فقال إن جرحها ملوث ويحتاج لتدخل فوري، مشيرًا إلى أن حالة شقيقاتها وأمها سيئة
ويحتاجن جميعاُ لتأهيل نفسي.
وناشد
الوفد وسائل الإعلام بعدم نشر صور الطفلة رحمة حيث يعرضها ذلك للخطر والإيذاء
النفسي لها ولأسرتها ويعد خرقًا لقانون الطفل والذي يحظر نشر صور الضحايا.
وتعود أحداث القضية ليوم 13
من الشهر الجاري، حينما تلقى اللواء عبد الرحمن شرف، مدير أمن كفر الشيخ، إخطارًا
من مأمور مركز شرطة فوة، بتلقيه بلاغًا من ''ح.م.ص'' (فلاح)، يقيم بقرية أجيجون
الفتوح دائرة المركز، بتعرض ابنته ''رحمة'' 8 سنوات طالبة بالصف الثالث الابتدائي
الأزهري، لاعتداء جنسي، أدى إلى تعرضها لنزيف حاد وتهتك بغشاء البكارة والمهبل
وسحجات ظاهرة بالكتف الأيسر.
وبسؤال
والداها، أقر بأنها حال عودتها من حقلهم الزراعي قام شاب لا يعرفونه باصطحابها
عنوة للأرض الزراعية وتعدى عليها جنسيًا.
وبعد
تقنين الإجراءات توصلت تحريات أجراها الرائد شريف العقدة رئيس مباحث مركز شرطة
فوة، تحت إشراف العقيد عبد الفتاح المنشاوي رئيس فرع البحث الجنائي لغرب كفر
الشيخ، ومشاركة المقدم علاء سليم وكيل الفرع، إلى أن المتهم يدعي
"ل.أ.أ" (19 سنة، عاطل)، تتبع الطفلة لحظة عودتها من حقل والدها،
وهاجمها متعديًا عليها بالضرب، واقتادها إلى إحدى الأراضي الزراعية على طريق
المشاة، حيث واقعها جنسيّا، ما أسفر عن دخول الطفلة في حالة إغماء.
وأضافت
التحريات أنه بعد استيقاظ الفتاة من إغمائها ذهبت إلى منزل عمها القريب من موقع
الحادث، وبدوره نقلها مباشرة إلى مستشفى فوة المركزي.
وبتوقيع
الكشف الطبي على المجني عليها تبين تعرضها لتهتك كامل بغشاء البكارة، إضافة إلى
تبين آثار ضروس، وأظافر على الكتف الأيسر للمجني عليها.
كما
كشفت تحريات رجال المباحث تخلص زوجة شقيق المتهم من ملابس المتهم، التي كان
يرتديها وقت ارتكاب الجريمة.
وتم
ضبط المتهم وتحرر عن ذلك المحضر رقم 8522 لسنة 2014 جنح مركز شرطة فوة، وبالعرض
على النيابة العامة أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وضبط وإحضار زوجة شقيقه
لسؤالها عما كشفت عنه تحريات المباحث.
ولكن بعد الكشف على الطفلة، تبين أنها
تحتاج لاستكمال علاجها في أحد المراكز الطبية المتخصصة والتي لا تقدر أسرة الطفلة
على تحملها وخاصة بعد أن دخلت رحمة غرفة العمليات لتستقر بها أربع ساعات كاملة نقل
لها 4 أكياس من الدم وأشرف على إجراء الجراحة لها الدكتورة أمنة سليمان أخصائي
النساء والتوليد والدكتور حسن الصفواني أخصائي جراحة التجميل والدكتور محمد عصر
مقيم جراحة عامة والدكتور محمد أبو حامد رئيس قسم النساء والتوليد والدكتور محمد
السقا أخصائي التخدير.
وكشف
الفريق الطبي أن الطفلة حدث لها نزيف داخلى وصل لجدار البطن أيضًا مما اضطرهم لعمل
شق جراحى بطول البطن لإصلاح ما حدث من تهتكات وللحفاظ على حياتها.
والمحزن
في القصة أن والد الطفلة هجر البيت منذ وقوع الحادث بعد حالة من الصدمة،
و"رحمة" لها 4 شقيقات غيرها يعيشن في حالة بائسة بسبب الحادث، ويرفضن
الخروج من المنزل بينما تخشي رحمة أن تكلم والدتها.
