الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

أشرف العجرمي وزير الأسري الفلسطيني السابق لـ"البوابة نيوز": حركة حماس صناعة "إخوانية" ودعم "صهيوني" للتصدي لمنظمة التحرير الفلسطينية

- الحاكم العسكري الاسرائيلي إعترف بالمجمع الاسلامي سنه 1979.. وتل ابيب اعتمدت علي حماس في تاجيج الانقسام. - العناد الحمساوي والضغوط القطرية التركية أهدر الدم الغزاوي.. وأهل القطاع اعلنوا سخطهم علي قيادات الحركة لرفضهم المبادرة المصرية. - حركة حماس ستبقى تنظيم لا يختلف عن الجهاد الإسلامي وكل التنظيمات الموجوده.. ولن يكون لها دور فاعل في جهاز الشرطة وقوات الامن. - حماس تحكم غزة بالحديد والنار وكل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد أشرف العجرمي، وزير الأسرى الفلسطيني السابق، على أن حركة حماس صناعة "إخوانية" دعمتها إسرائيل للتصدي لمنظمة التحرير الفلسطينية، مبينًا أن الحاكم العسكري الإسرائيلي اعترف بالمجمع الإسلامي برئاسة الشيخ أحمد ياسين سنة 1979، وإن "تل أبيب" اعتمدت على تلك الحركة في تأجيج حالة الانقسام.

وأوضح العجرمي، في حواره الخاص مع "البوابة نيوزأن العناد الحمساوي والضغوط القطرية التركية، أهدر الدم الغزاوي في الحرب الأخيرة، وإن أهل القطاع أعلنوا سخطهم على قيادات الحركة لرفضهم المبادرة المصرية التي كانت ستحقن دماء الأطفال، مشيرًا إلى أن حركة حماس ستبقى تنظيم لا يختلف عن الجهاد الإسلامي وكل التنظيمات الموجودة، وتحكم غزة بالحديد والنار وكل من يثور عليها تقتله، وثورة القطاع قادمة ومجازر الحمساوية أيضًا.


وإلى نص الحوار:

بداية كيف ترى فرص نجاح المفاوضات بين فتح وحماس في تشكيل حكومة وحدة وطنية.. وتوزيع الاختصاصات في إدارة غزة؟

هناك فرصة لتقديم هذا الملف بصورة جيدة، إذا ما تنازلت حماس عن السلطة في قطاع غزة، خاصة أن هناك شرطًا دوليًا يقول إنه لن يكون هناك إعمار ولا رفع لحصار ولا فتح لمعابر بدون عودة السلطة الشرعية لقطاع غزة، واستلامها للأمن في كل المناطق التي من المفترض أن تكون تحت سيطرتها، حتى المعبر مع مصر لا يمكن فتحه بدون تولي السلطة الشرعية الإشراف عليه وعلى طول الحدود بين مصر والقطاع، وبالفعل وبواسطة مصرية تم التوصل لاتفاق أعلن عنه حول إمكانية تولي حكومة التوافق الوطني بكامل مسئوليتها وواجباتها في قطاع غزة، وهذا باعتقادي تطور هام لو تم تطبيقه.


هل تعتقد أنه يمكن أن يشهد نجاحًا مثلما حدث مع حكومة الوفاق الوطني؟

ومن قال إن حكومة الوفاق الوطني نجحت حتى الآن، لقد أصبحت مجرد شكل، فحركة حماس لم تغير من سلوكها حتى الآن، ولا في طريقة سيطرتها على المؤسسات المدنية والأمنية، فوزراء حكومة التوافق، والذي يعيش معظمهم في غزة لا يستطيعون القيام بواجباتهم كاملة، لوجود عدد كبير من الوكلاء والمديرين الذين عينتهم حماس هم المسيطرون الحقيقيون على الوضع، وهناك في غزة ما يعرف بحكومة الظل والتي تمنع حكومة التوافق الوطني من ممارسة عملها، وفي اعتقادي إذا لم تنفذ ما تم الاتفاق عليه في مصر بين فتح وحماس، سيكون تطور تاريخي بعودة قطاع غزة إلى السلطة الشرعية، ورفع الشعار وتحقيق المصالحة الوطنية.


إذن لما وافقت حماس بهذا الاتفاق الذي تم في القاهرة.. رغم أنه يحدد مهامها ويحجمها؟

لم يكن أمام حماس أي خيارات فالموقف الصارم للرئيس محمود عباس، بأن حماس أمام حلين لا ثالث لهما، إما أن تقبل بحكومة التوافق الوطني وتصبح حكومة وتسيطر على الوضع بشكل كامل، أو أن السلطة ستعلن أنها لا تريد حكومة توافق مع حماس.


ولكن كيف سيتم تقسيم الأدوار بين السلطة وحماس؟

الجميع يعلم جيدًا، أن حركة حماس ستبقى تنظيم لا يختلف عن الجهاد الإسلامي وكل التنظيمات الموجودة، وليس من المفترض أن تكون في السلطة، بمعنى أن الشرطة وقوات الأمن الفلسطينية لابد أن تكون تابعة للسلطة الفلسطينية، والوزراء لابد أن يتمكنوا من أداء دورهم وأن يسيطروا على كامل الوظائف في الوزارة، اما بالنسبة لموظفي حماس فهناك لجنة إدارية ستشرف على وضع صيغة وحل لكافة الموظفين بما فيها دمج حماس في السلطة، ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا بنفس الدرجات والرتب التي حصلوا عليها أثناء سيطرة حماس، بمعنى أنه سيكون هناك وزارة واحدة في الضفة وغزة تكون تحت إشراف الوزير مباشرة، وبحث كل الملفات العالقة بين الطرفين من خلال لجان، وهنا يتم تقسيم الأدوار وسيكون في إطار أن حماس لها دور في غزة وليس في السلطة.


هل تعتقد أن مؤتمر المانحين لإعمار غزة قام بالضغط على حماس من أجل قبول المصالحة خاصة أنهم أعلنوا أنهم لن يسلموا أي شئ لحماس؟

هذا صحيح.. فالأمر مرتبط بكل شيء مرتبط بالمفاوضات من أجل استكمال الحوار مع إسرائيل، ومن أجل الاتفاق على وقف إطلاق النار وإزالة الحصار وفتح المعابر، كل هذا مرتبط بمؤتمر المانحين، خاصة أنه كان هناك إشارات واضحة من المانحين أنه ليس هناك إمكانية لتمويل إعادة الإعمار في قطاع غزة طالما أن السلطة لا تسيطر على قطاع غزة، وبالتالي الأمور كانت ستظل عالقة في حالة لم تعود السلطة الكاملة لقطاع غزة، وبالتالي الحركة في نظري حسبتها صح، فهي لن تسطيع تحمل العبء الناتج عن العدوان الإسرائيلي الأخير بمفردها، خاصة أنها ليس لديها الإمكانيات ولا الموارد وليس هناك جهة في العالم تريد التعامل معها.


وما هو الضمان لالتزام حماس بما وافقت عليه في اتفاق القاهرة؟

ليس هناك ضمان ولا أحد يستطيع أن يضمن سلوك حماس ولكن أي محاولة للتخريب ستضر بعملية إعادة الإعمار وبالوضع، والأمور في نهاية المطاف ستنفجر في وجه حماس، لأنها إذا لم تسارع في تسهيل إعادة بناء قطاع غزة ورفع الحصار ووقف إطلاق النار والتهدئة بشكل كامل وتغير كل الوضع في قطاع غزة، ستتحمل مسئولية كبيرة أمام الفلسطينيين والعالم، وباعتقادي أن حماس لا تستطيع أن تتجاهل كل هذه المسئولية وهى كبيرة بمعنى الكلمة.


ولكن السؤال هنا، كيف ستعود فتح مرة أخرى لقطاع غزة بحيث تصبح عازلًا بين حماس وإسرائيل وتجنب غزة حرب جديدة كل فترة؟

الموضوع مرتبط بعودة السلطة الوطنية، وهناك اتفاق أن تكون أجهزة الأمن التابعة للسلطة أجهزة مهنية ليست مرتبطة بفصيل وتمثل كل الوطن وهناك في الواقع اتفاق بذلك، فعندما نتحدث عن اتفاق بين كل فصائل المقاومة وإسرائيل حول وقف إطلاق النار، من المفترض أن تلتزم كل الأطراف به، وبالتالي تصبح المهمة سهلة على كل قوات الأمن بأنها تحفظ الاستقرار والأمن وتمنع عودة الاشتباكات مع الجانب الإسرائيلي وعودة الدمار في قطاع غزة، وهذه أيضًا شروط المانحين الذين أعلنوا أنهم لا يستطيعون تمويل بناء قطاع غزة بعد كل حرب وفى كل مرة يتم تدميرها، واشترطوا هذه المرة أن يكون هناك وقف إطلاق نار ثابت وباعتقادي أن الاتفاق بين الفصائل سيتم احترامه بصرف النظر عن الذين سيقفون أمامه.


هل حقيقي أن حماس لا تستطيع أن تسيطر على بعض الفصائل التي لا تلتزم بوقف إطلاق النار في غزة؟

هذا غير صحيح.. لأنه حماس عندما تكون غير معنية بعدم إطلاق صواريخ الجميع يلتزم، وأي شخص يطلق صواريخ دون علم حماس يلاحق أمنيًا من حماس ويتم اعتقاله ومن الممكن أن يطلقوا النار عليه، حماس تحكم السيطرة على قطاع غزة بالحديد والنار، الآن نريد تغير الأمور وأن يلتزم الجميع وأن تشكل السلطة صمام الأمان والحارس للحدود منعًا لحدوث تجاوزات من الجانب الإسرائيلي.


هل هناك بالفعل حالة تذمر في الشارع الغزاوي من أداء حماس خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة؟

بالطبع.. هناك حالة تذمر شديدة لدى غالبية أبناء قطاع غزة، لأنهم يدركون أن حماس هي من بادرت إلى هذه الحرب وكان في البداية هناك شكوك خاصة عندما اتهمت إسرائيل حماس بخطف وقتل المستوطنين الثلاثة في الخليل بالضفة الغربية، وكان الرئيس أبو مازن ومعظم القيادات في السلطة يدافعون عن حماس، ويؤكدون أنه ليس هناك دليل أن حماس هي من قامت بتلك العملية، وبالتالي الإسرائيليون تذرعوا بهذه العملية ليشعلوا حربًا ضد غزة، وعندما ثبت بالدليل القاطع وباعترافات قادة حماس بأنها هي من خطفت وقتلت، أصبح الناس يدركون أن حماس هي من جلبت الحرب على قطاع غزة وبالتالي هي المسئولة عن الحرب.


معني هذا أن الحرب على القطاع كان البداية لغضب الغزاوية؟

ما أغضب أهل غزة أنهم كانوا يعلمون أنه كانت هناك فرصة لوقف إطلاق النار في الأيام الأولى عندما طرحت المبادرة المصرية وأصرت حماس على رفض المبادرة المصرية لسبب واحد، وهو منح قطر وتركيا دور في العملية التفاوضية، وفي النهاية أدى العناد الحمساوي المرتبط بالمصالح الإقليمية لخراب ودمار القطاع، الأمر الثالث أن حماس في قطاع غزة لم تتصرف كمسئولة عن المواطنين بل منحت الدعم والمال للتابعين والمنتمين لها فقط، وكانت تصرف المنح والمساعدات على مؤيديها وتحرم باقي الناس رغم أن هذه المساعدات كانت تأتي للناس المتضررين من الحرب، وبذلك أثبتت حماس أنها حركة لفصيل وتتحرك فقط تجاه مصالح حماس وليس تجاه مصالح الشعب.


هل من الممكن أن يثور الشعب الغزاوي على حماس ويطيح بها؟

هذا حدث بالفعل.. بل وخرج الكثير للتعبير عن رأيهم، لكنهم تعرضوا لقمع شديد جدًا من قبل حماس، بمعنى أنه عندما تظاهر أشخاص وأبدوا رأيهم بشكل فردي للاعتراض على الحرب أو التشكيك في مدى الإنجاز أو الانتصار واجهتهم حماس بالرصاص سواء على اقدامهم أو بالقتل المباشر، وبالتالي حماس خلقت نوعًا من الرعب والردع من أي محاولة للتظاهر أو التعبير عن الرأي ضدها، لكن لا شيء صعب على الشعب ويمكن أن ينفجر في مرحلة معينة ويثور ويحدث أي نوع من التغير، ولكنى لا أتمنى ذلك لأنه سيقابل بعنف دموي من قبل حماس، لأنها لن تقبل أنى يثور أي أحد ضدها ولن تتوارى حينها في ارتكاب أي مجازر وهذا عايشناه بالفعل ولا أتحدث عن أشياء من الخيال، وأتمنى أن يتم التوافق بعيدًا عن أي مجازر وضحايا فشعبنا لا يحتمل ذلك.


الكثير تحدثوا عن أن حماس صناعة إسرائيلية مع أو ضد هذا الرأي؟

لا أعتقد أننا يمكن أن نجزم بذلك ونقول إن حماس صناعة إسرائيلية ولكن كل القصة تختصر فيما يلى، أنه كان هناك جماعة الإخوان المسلمين وأسسوا تنظيم سموه المجمع الإسلامي برئاسة الشيخ أحمد ياسين وهى المنظمة الوحيدة التي حصلت على تصريح من الحاكم العسكري الإسرائيلي عام 1979، والإسرائيليون حينها رأوا أن المجمع الإسلامي يمكن أن يصبح بديلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية ولهذا السبب قدموا له الدعم المادي أيضًا.


كل هذا من أجل مواجهة منظمة التحرير؟

مقاطعًا.. لقد سعت إسرائيل لدعم حماس ضد منظمة التحرير للتفاهم معها على حساب القضية الفلسطينية، بحيث لا تصبح هناك دولة فلسطينية كما ترغب إسرائيل، وقد قمت بتوثيق كل اعترافات إسرائيل بأنها دعمت المجمع الإسلامي ضد منظمة التحرير، والدليل أنه عندما استولت حماس على قطاع غزة رحبت إسرائيل وسهلت لها كل الأمور، لأن إسرائيل كانت معنية بانقسام فلسطين ومعنية أن لا يتم تمثل القيادة الفلسطينية كل الشعب الفلسطيني، وبالتالي وجود حماس يخدم إسرائيل حتى وأن كانت حماس لا تتفق مع إسرائيل، ولكنها تخدمها ضمنيًا بحالة الانقسام الذي شهده الداخل الفلسطيني.


شاهدنا تطورًا نوعيًا في الإداء العسكري الحمساوي خلال الحرب الأخير، ورغم ذلك لم يُصب صاروخ واحد أي منشأة إسرائيلية حيوية؟

دعينا نتحدث بصراحة، ليس هناك مقارنة بين الصواريخ التي تمتلكها حماس والتي تملكها إسرائيل ولا من حيث المدي ولا القدرة ولا أي شيء آخر، الصواريخ التي تلمكها حماس لعب أطفال بجانب الصواريخ التي تملكها إسرائيل، كما أن القبة الحديدية التي تستخدمها إسرائيل ردعت الكثير من الصواريخ للوصول إلى المدن الإسرائيلية.


بما أنك شغلت منصب وزير الأسري السابق، كم عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية؟

هناك نحو 5200 أسير فلسطيني موزعون على عدد كبير من السجون والمعتقلات الإسرائيلية عدد منهم كان المفروض أن يفرج عنهم في إطار المفاوضات التي كانت برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وكان الحديث يدور عن الإفراج على 40 أسيرًا من الأسرى الذين اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو، وهناك أسرى مكثوا أكثر من 30 عامًا داخل السجون الإسرائيلية.