الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هؤلاء يهددون حياة السيسي..!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ملايين هم الذين يشكلون خطرا حقيقيا وتهديدا محدقا بحياة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بل وبمستقبل الامة المصرية بأكملها.
بالطبع لا أقصد الخطر بمعناه الامنى المباشر، لكن لا فرق بين موت الرجل، وسقوط كلمته وإخلاله بوعده، خاصة اذا كان من اولئك الذين تتعلق برقابهم آمال واحلام شعوبهم.
ببساطة تعهد الرئيس ان تكون مصر أم الدنيا "أد الدنيا" ووضع فى سبيل ذلك رؤية مستقبلية تقوم على عدد من المشروعات الاقتصادية والصناعية تكفل بناء دولة حديثة وتضمن نجاح مشروعه السياسى لصياغة مجتمع ديمقراطى متقدم.
مشروع السيسى ليس شخصيا وانما هو جملة أحلام البسطاء والفقراء بوطن ناجح وعادل لذا فإنه لا معنى لحياة السيسي رغم كل ما فعله لو كان الفشل مصير مشروعة.
أخشى ما أخشاه أن تكون اللحظة ليست هى الوقت المناسب لمشروع بهذا الحجم والزخم، اذ كيف نضمن النجاح بينما غالبية الشباب الوقود الحقيقى لمعدات الحفر وآلات التصنيع وماكينات الزراعة ما زالوا أسرى لأحلام قديمة بالوظيفة الميري والمكسب السريع دون حتى إبداء رغبة فى التعلم وبذل الجهد.
لا أظننى مبالغا اذا قلت بهذا المعنى أن ملايين الشباب الذين أحبوا السيسي وهتفوا بحياته هم أيضا من سيقضون عليه، الأرقام تشير إلى جانب من هذه الحقيقة، ها هي وزيرة القوى العاملة ناهد العشرى تعلن عن وجود 79 الف فرصة عمل بالفطاع الخاص تصل رواتبها الى ثلاثة الاف جنية شهريا لا تجد من يشغلها، فكل من يتوجه إلى الوزارة طالبا فرصة عمل من الشباب حديثي التخرج يرفض اى من تلك الوظائف الشاغرة ويتمسك بالعمل داخل الجهاز الحكومى حتى وإن قل راتبها.
بل إن هناك آلاف الشباب من يسعى وراء الوظيفة الحكومية حتى لو كلفه الأمر دفع عشرات الاف من الجنيهات، فثمة سوق سوداء للوظائف بالهيئات والشركات الحكومية تتداول فيها الدرجات الوظيفية من خلال أباطرة الواسطة والمحسوبية الذين تعج بهم البيروقراطية المصرية.
وفى الوقت الذي ترتفع فيه معدلات البطالة في مصر تتوقف عشرات المصانع لان أصحابها لايجدون العمالة اللازمة لتشغيلها ، ويلجأ آخرون الى باكستان والهند وبنجلاديش لاستقدام عمالة مدربة وهي قبل ذلك تحترم وتقدس قيمة العمل.
للأسف لم يعد الشباب مقبلا على تعلم الحرف والمهن وصار من النادر ان تجد فى ورشة ملابس او نجارة او ميكانيكا صبى جاء ليتعلم صنعه ولديه حلم أن يصبح أسطى كبير، وصار التوتوك وقبله تجارة التيلفون المحمول هو السبيل الوحيد للملايين التى فقدت الاحساس بقيمة العمل وان تكون بيدها صنعه او شركة تترزق منها، فقيادة التوتوك لاتحتاج الى تعلم وفى نفس الوقت تعود بمكسب سريع سرعان ما يتطاير مع دخان البانجو أو الحشيش الذى لا تخطئه أنفك اذا مررت بجانب التوكتوك أو ركبته.
بعض الورش والمصانع زاد من يومية الصبي المتدرب لتصبح 35 جنيها ومع ذلك لا حياة لمن تنادي.
لا أتصور ان خطرا أكبر من هذا يهدد مستقبلنا جميعا ولابد من خطوات واجراءات سريعة حتى توقظنا من طوفان التوك توك ، واتصور اننا ربما بحاجة لانشاء روابط للحرف المختلفة تنتشر فى كل المحافظات والأحياء ويتولاها أسطوات الحرف على غرار الطوائف التى عرفتها مصر فى عصور تاريخية مضت ، ويكون دورها فى الأساس تجميع الحرفيين وتمكينهم بشكل يسمح لهم بطرح مشكلاتهم والدفاع عن مصالحهم وتحقيق مكاسب تضمن جذب الشباب الصغار لاسيما وان هذا النوع من الانشطة الاقتصادية الصغيرة تعانى الكثير بدءا من الامور التى تتعلق بالحرفة نفسها، وصولا إلى تعامل الجهاز الحكومى ممثلا فى الضرائب والمحليات معها.
إن انتشال هؤلاء الشباب من مستنقع التوك توك والبانجو وما شابه والوصول بهم الى بر يتعلمون فيه قيمة العمل والانتاج ويرون فيه مستقبلا آمنا لهم أمر لابد منه والا لغرقت مصر كلها في محيط أشد قذارة وتدميرا من الإرهاب.