الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

داعش.. مسلسل الإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما رأيناه من تنظيم الدولة الإسلامية منذ سيطر علي مدينة الموصل وراح يتمدد في شمال العراق يجعلني أوافق علي التحالف العالمي الجديد لضرب هذا التنظيم الإرهابي وكل التنظيمات الأخرى المشابهة مثل جبهة النصرة في سوريا وسرايا القدس وغيرهما وما أكثرهم رغم تنوع قدراتهم .. لكن يظل السؤال من الذي شجع هذه التنظيمات ولو تحت أسماء مختلفة .. نجد البداية كانت مع الرئيس السادات في مصر حين فتح الباب واسعا لهذه التيارات وأمدها بالمال والسلاح في دورات تدريبية في معسكرات بالصحراء الغربية تحت سمع وبصر الدولة التي رأي رئيسها المؤمن أن عدوه هو اليسار والناصريين الذين كانوا ضد سياسة الانفتاح الاقتصادي .. دخلت أمريكا علي الخط وصار تدريب المقاتلين في مصر وبعد ذلك إرسالهم إلي أفغانستان في حربها الباردة ضد الاتحاد السوفييتي .. وتلخص الأمر في بن لادن وتنظيم طالبان  .. قتل الإرهابيون السادات وهم صناعته .. وضرب بن لادن برج التجارة العالمي في سبتمبر 2011 .. وتتالت عمليات تفجير في بريطانيا التي تأوي عددا كبيرا من هؤلاء الإسلاميين الذين هم في الحقيقة إرهابيون.. وابتعد الزمن حتي جرت أحداث الثورات العربية التي حاولت أمريكا تدجينها .. فساعدت الإخوان المسلمين في مصر للوصول إلي الحكم ووافقت مقدما .. تعثر الأمر في سوريا فدفعت أمريكا بالتيارت الإسلامية المتشددة التي هي ضدها .. فجبهة النصرة في العراق انتقلت إلى سوريا وكانت عدو أمريكا في العراق بعد احتلالها .. ومن أجل اسقاط النظام السوري الغبي الذي لم يستجب للثورة في بداياتها ولم يتوقع ما هو مخبأ له في الوقت الذي أيضا أخرج المسجونين من داعش ليضرب بهم جبهة النصرة .. لعبة مقيتة من كل الأطراف ورهان خائب فالإرهاب لا يعرف لأحد فضلا .. وهكذا ساعدت أمريكا داعش في سوريا ومعها أيضا المملكة العربية السعودية وقطر وإذا بداعش تتوسع في العراق وسوريا وتعلن شغفها بالنصر واحتلال الجزيرة العربية يوما ما .. انتفض الجميع ضد داعش الآن .. وماذا بعد ؟ سينتصر التحالف العالمي ضد داعش وغيرها وسيموت الآلاف من المجرمين والأبرياء أيضا.. لابد.. ونرى ذلك في سوريا الآن .. لن اقول سيظل الثأر .. لكن سيظل سبب ظهور هذه الجماعات الوحشية موجودا وهو نظم الحكم غير الديمقرايطة .. هي الراية التي يتحججون بها .. هي الراية التي تجمعهم وتجمع الساذجين حولهم .. هي المدخل لمسح عقولهم .. فهل ستفهم أمريكا والدول العربية المتخالفة معها ذلك .. الديمقراطية هي المناخ الوحيد الذي لا يساعد علي تفريخ هذا الإرهاب .. بغير ذلك سيكون الثأر بداية لجماعات جديدة سترفع راية الثأر وراية الجهاد ضد النظم الديكتاتورية وستجد لها أنصارا .. نعم سيطول الوقت لكن سيحدث .. بل وسيكون لأمريكا دور في تشجيع الجدد فيما بعد حين تري أن أهدافها في تقسيم العالم العربي لم تتم .. فهل تخيّب الدول العربية الأمل مبكرا وتتجه الي الديمقراطية قاطعة الطريق علي أي عودة للإرهاب وأي عودة للعب بمقدرات الأمة العربية .. سؤال ستتأخر الإجابة عنه لكن أرجو أن تتقدم .. نريد حياة تليق بالإنسان العربي .. لا نريد أن نعيش في ظل دعوات للثأر ودعوات للانتقام .. يمكن للناس أن تنسي إذا عاشوا في حرية .. غير ذلك سيميلون من جديد إلى الارهاب ونظل في هذه الدائرة الجهنمية .. ولا يجب ان ننسى كلمة رئيسة الأرجنتين موجهة اللوم لأمريكا والنظم العربية التي ساعدتها في تربية هذه الجماعات الإجرامية .. قالت سنحارب داعش ولكن من فعلها وغيرها .. وهل بعد الانتصار عليها لن يعيدها من فعلها للوجود من جديد ؟