الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الخطف أقصر طرق المجرمين لتحقيق الثراء بالمحافظات.. في قنا يقتصر على الأقباط.. وأسوان تتخلى عن التقاليد وتدخل الدائرة .. وبالشرقية تنتهي بالدفع أو القتل.. والأمن: الحوادث فردية وليست ظاهرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت محافظات مصر في الآونة الأخيرة، تزايدًا ملحوظًا في جرائم الخطف لطلب فدية مالية كبيرة، حيث استغلت العناصر الإجرامية الأوضاع الأمنية المتردية التي تشهدها البلاد منذ اندلاع ثورة الـ 25 من يناير للانطلاق كالذئاب بحثًا عن أي فرصة سانحة لخطف المواطنين، الذين يكونون في أغلب الأحيان من الأطفال لطلب فدية من ذويهم.
وتُعد الشرقية من المحافظات الحافلة بحالات الخطف بهدف طلب الفدية، حيث بدأ الأمر منذ 5 شهور تقريبًا عندما شهد مركز كفر صقر حادثة اختطاف لطفلة تدعي منة الله تبلغ من العمر 9 سنوات، وعثر عليها مخنوقة وملقاة بين أكوام القمامة على الرشاح، بعدما لم يستطع أهلها دفع فديتها. 


وما هي إلا أيام وخطف الطفل بلال البالغ من العمر 13 سنة، والمقيم بمركز الحسينية، وتم قتله أيضًا لعدم استطاعة أهله دفع فديته، وكذا محاولة خطف الطفلة حنين ثلاث سنوات من يد والدتها بمركز الإبراهيمية إلا أن الأهالي التفتوا لصراخ الصغيرة، وألقوا القبض على الجناة بعد مطاردات عنيفة.
ورغم جهود أجهزة الأمن، إلا أن الجناة مصرون على ارتكاب جرائمهم، فبعد أيام من حادثة مقتل الطفلة منة الله، اختطف مجهولون طفل يبلغ من العمر 5 سنوات في ظروف غامضة أثناء خروجه من منزله في مدينة مشتول السوق لشراء بعض الحلوى، ولاحظ والده تغيبه وتأخره عن العودة إلى المنزل.

وبعد أن قام بالبحث عنه تيقن أن نجله قد تم اختطافه فقام على الفور بإبلاغ الشرطة مؤكدًا أنه تلقى اتصالا هاتفيا من مجهول بطلب فدية قدرها "نصف مليون جنيه" لإعادة نجله.
وتم تشكيل فريق بحث من ضباط مباحث مركز مشتول السوق بالتعاون مع ضباط مباحث إدارة البحث الجنائي.

وتبين من التحريات وجود خلافات مادية وعائلية بسبب النفقة بين والد الطفل المختطف، وأسرة مطلقته، حيث أكد والد الطفل المخطوف أنه اشتبه في الشخص الذي قام بالاتصال به لمساومته على الفدية أنه شقيق مطلقته، وذلك لوجود نزاعات عائلية بينهم وخلافات مادية حول مستحقات الطلاق من مؤخر ونفقة، وأنه تعرض للتهديد من قبل عائلة مطلقته إذا لم يوف بالتزاماته المادية نحوها.


وتمكن ضباط المباحث من مجاراة المتهمين حتى تم القبض عليهم وعودة الطفل إلى والده دون دفع فدية. 

ولم تقتصر عمليات الخطف في الشرقية على الأطفال، بل وصلت إلى الفتيات ورجال الأعمال، حيث تم اختطاف أكثر من فتاة أثناء ذهابهن إلى المدرسة، كما تم اختطاف طبيب من داخل المستشفى الخاص به، وتمكنت أجهزة الأمن من إعادته كما شهدت مدينة منيا القمح اختطاف رجلي أعمال لدفع الفدية.
وتمكنت الأجهزة الأمنية بعد جهود مضنية من ضبط "محمد.ق.ج"، 22 سنة، عاطل، ومقيم دائرة مركز بلبيس والمطلوب ضبطه وإحضاره في واقعة اختطاف الدكتور "عبد الله.م.ح"، بطريق بلبيس القاهرة الصحراوي واختطاف "حسن.ع.م"، بطريق أنشاص الصحراوي، واختطاف "أحمد.ع.م"، بطريق أنشاص الصحراوي واختطاف الطفل "ياسين.س.ك"، من أعلى كوبري بلبيس العلوي وسرقة بالإكراه، وبحوزته بندقية آلية عيار 7، 62×39، و7 طلقات من ذات العيار، وبمواجهته اعترف باشتراكه مع آخرين في ارتكابه العديد من وقائع الخطف.



أما محافظة أسوان التي من المفترض أن تكون من أقل المحافظات التي تنتشر فيها جريمة الخطف، نظرًا لطبيعتها القبلية التي تفرض على أهلها مراعاة العادات والتقاليد، ظهرت فيها مؤخرًا بعض حالات خطف الأطفال الغريبة على المجتمع الأسواني.
ومن أغرب وقائع الخطف بأسوان، الطفل القبطى ديفيد الذي طالب خاطفوه أهله بفدية 500 ألف جنيه لإعادته مرة أخرى، واستمر بحث رجال الأمن عنه لعدة أيام، ما دفع أسرته لتنظيم وقفات احتجاجية أمام مديرية الأمن بالمحافظة اعتقادًا منهم بتقاعس الأمن عن إعادته.
وتمكن رجال الأمن من إعادة الطفل ديفيد إلى أهله دون ضبط مختطفيه وظل لغز خطف الطفل مجهولًا، وبطبيعة الحال أسدل الستار على القضية ولم يعد هناك أي سؤال حول خاطفيه.
وعقب عودة ديفيد بأيام قليلة حدثت واقعة خطف سينمائية، وكان مسلسلًا أغرب من الخيال، يتمثل في اختفاء طفل يدعى "فارس" وقيام والده بالبحث عنه في كل مكان وتلقى عمه مكالمة هاتفية من مجهول يطلب منه فدية قدرها 50 ألف جنيه.
وبدأ المسلسل بتنفيذ الخطة التي اتفقت عليها أم فارس مع شقيقتها وابنة شقيقتها، على اختباء "فارس" بمنزل خالته لعدة أيام وطلب فدية من الأب مقابل عودته، على أن يتصلوا بعم الطفل لدفع الفدية لأنه ميسور الحال، وبررت الأم تلك التمثيلية بأنها تحاول تسديد ديونها لشخص يهددها باستمرار بقتل زوجها في حالة عدم استرداده لنقوده، وبالرغم من صدمة الأب بعدما عرف الحقيقة، لكنه سامحها فور استعادة ضباط المباحث ابنه.


وشهدت الإسكندرية على مدى الشهر الحالي حادثتين لخطف الأطفال، علاوة على المسجلين ممن لهم أحكام جنائية صادرة ضدهم بتهمة الخطف أيضا. 

بدأت القصة الأولى عندما دفعت الخلافات الزوجية إلى قيام ربة منزل إختطاف "نجلها"، لتصفية حسابات مع والده لرغبته في الزواج من أخرى.

اشتاطت "ه،خ" 38 سنة غضبا من تصرف الزوج، فقررت أن تنحية جانبا عن فكرة الزواج ليشغل باله بطفله المخطوف، واستعانت بنجلة خالتها"ف،ي" 45 سنة، ونجلها الصغير "ي،م" 15 سنة، طالب، لكي تنفذ مخططها.

وقامت نجلة خالتها بخداع الطفل على أن يذهب معها لمنزلها، بعد أن كان يلهوا مع أصدقائه أمام مركز شباب كوم الشقافة.

ولم تقف عند ذلك الحد إلا إنها أمرت صغيرها الطالب أن يجري مكالمة هاتفية، مع والد الطفل المختطف عصام رمضان عباس، ليطلب منه فدية 50 ألف جنيه، إلا أن قوات الأمن بالإسكندرية برئاسة اللواء أمين عز الدين، قامت بملاحقة الجناة حتى عاد الطفل الصغير ذات العشر أعوام لوالده مرة أخرى.

بينما استخدم "صديق الأسرة" حيلة أخرى لقصة خطف طفلة صغيرة لمساومة والدتها،على مبلغ 120 ألف جنيه، لتكون الضحية الفتاة الصغيرة التي اختطفت داخل احدي الشقق السكنية.

إلا أن قوات الأمن استطاعت إعادتها لوالدتها في أقل من 24 ساعة، لتكشف معها سر الخطف الذي اعتبر صدمة لأسرتها، بعد أن اشرف صديق الأسرة على عملية الخطف ودبرها بنفسه.

واستنجددت الأم " س،م" 47 سنة، مدرسة بالأجهزة الأمنية، حيث كانت تقف أمام احدي النوادي الشهيرة ومعها"م،أ" 35 سنة، موظف، وصديق الأسرة، ليوهمها الأخير أن السيارة بها عطل ويجب عليه أن يدخل إلى النادي، ليحضر من يصلحها، وتركا الفتاة داخل السيارة.

وعند الخروج واصل المتهم مسلسل الخداع ليبحث عن الصغيرة مع والدتها، بعد أن اختطفت وهي داخل السيارة، ويذهب أيضا لقسم الشرطة ليحرر محضر بالخطف، يليه مكالمة هاتفية للأم ليطلب منها أحد الأشخاص أن يترك سراح نجلتها التي تبلغ من العمر 13 عام لطلب فدية 120 ألف جنيه، واشترك مع أصدقائه"م،س" 43 سنة، صاحب معرض تأجير سيارات، و"م،أ" 24 سنة، عامل، و"م،س" 22سنة، عامل، و"ح،ع" 25 سنة، عامل، وذلك من أجل إختطاف الطفلة وطلب الفدية المالية متسغلا وجود علاقة صداقة مع الأسرة.

ولم يرحمها " الصديق:، إذ هددها الجناة بالأسلحة البيضاء واحتجزوها باحد المنازل القريبة بالمنطقة، كما استخدموا في عملية الخطف الشريط اللاصق واسبراي مخدر.



أما محافظة قنا فكانت حوادث الخطف في الأغلب ترتبط بالفتنة الطائفية، حيث تعيش مدينة نجع حمادي تلك المدينة النيلة الصناعية حالة من الرعب اليومي والذي تكاثر في الأونه الأخيرة بين أبنائها الأقباط والذي يبلغ معدلهم قرابة نصف أبناء المدينة وذلك عقب تزايد حالات اختطاف أبنائهم لطلب فدية من قبل مجهولين من قريتي أبو حزام وحمرا دوم والتي اشتهرا بأنهم المأوى الأكبر للخارجين عن القانون فقد بغلة حالة الخطف في مدينة نجع حمادي إلى 76 حالة غالبيتهم أقباط منهم من تم تحريره بدفع الفدية المالية ومنهم من هرب وعاد إلى اهله ومنهم من حاولت الشرطة إنقاذه وفشلت فأدى بذلك إلى مصرعه مثال المدعو
أسعد معوض ونجله معوض اسعد معوض وذلك عقب رفض أهلهم دفع فدية مالية تقدر بنص مليون جنيه وفشل الشرطة في العثور عليهم وضبط الجناة.

وتقدر الفدية المالية التي دفعها المختطفين إلى الجناة حتى الآن أكثر من 4 ملايين جنيه منتظرين من الشرطة التدخل وإنقاذ من تبقى من أبناء المدينة من الموت الحتمي في حالة عدم الدفع أو تدخل السلطات بشكل أكثر قوة وحسم.

وأكد مصدر أمني بمديرية أمن قنا، على قلة حالات الخطف في الآونة الأخيرة عقب حركة التغيرات الجذرية التي شاهدتها المحافظة، مشيرًا إلى دور الشرطة الفعال في شن حملات مكبرة على القرى الآوية للقضاء على الخارجين عن القانون والتمكن من ضبط عدد كبير منهم وضبط كميات من السلاح تقدر بالآلاف في محاولة جادة لإعادة الأمن بشوارع نجع حمادي وضرب الخارجين عن القانون بيد من حديد.

ملاك زغلول أبرز من تم اختطافهم في مدينة نجع حمادي وتحدث عنه الإعلام بشكل موسع وذلك لتمكنت كاميرات المراقبة في المحل التابع له من تصوير الجناة هم ويقومون بعملية اختطافه إلى استمرت أكثر من 10 أيام وعاد بعد أن دفع اهله الفدية المطلوبة 500 ألف جنيه وتمكنت الشرطة بعد عودته من ضبط أحد المتورطين في خطفة والذي بدوره اعترف على باقي التشكيل العصابى

وقال ملاك زغلول عن واقعه اختطافه إنها اشد الأيام صعوبة عليه في حياه شعرا وقتها بان الموت أفضل انتظاره الحلول.

وعن تدخل الشرطة أضاف زغلول أن الشرطة لم يكن لها دور مؤثر في استعادتي فما قام به ضباط المباحث هو استجواب عائلتي وأهالي المنطقة وترك التحريات بين الأهالي مستمرة والتي استمرت طيلة ال10 ايام التي اختطف بها دون جدوى بالشرطة كانت تبحث على حد قوله في الغرب.

وأضاف زغلول:"أنا أقيم في الشرق وهذا دليل على عدم قدرة الشرطة في هذه الأونه على التفكير والتروي الجيد في ضبط الجناة

وأشار زغلول:"عند دفع عائلتي للفدية وتمكني من العودة بسلام قامت الشرطة باستجوابي لكى تتمكن من ضبط الجناة دون إظهار النية في إعادة ال500 ألف جنيه والتي تكبد عائلتي فيها العناد ليتمكنوا من جمعها وعند استطاعتهم القبض على الخاطفين انتهى دورنا إلى هنا مؤكدا على أنه دون تعاون الشرطة والأهالي لم تتمكن من إعادة الأمن
وأشار هاني وليم أحد المخطوفين والذي دفع فدية مالية تقدر ب30 ألف جنيه إلى أن الشرطة لن تتمكن حتى الآن من ضبط الجناة الخاطفين له على الرغم من الشرح التفصيلي للواقعة والذي حاول عن طريقة مساعدة الشرطة التي على حد قوله لم تبالي واكتفت بإغلاق المحضر قائلين فيه الفاعل مجهول

وأعرب مارك صفوت أحد المخطوفين والذي تمكن من الهرب من المختطفين عن خوفه من الأيام المقبلة التي تكاد أن تحمل الرعب للأقباط في قنا في ظل شرطة لا تبحث عن الفاعل الاصلى والداعم لتلك المافيا التي تهدف إلى نشر الفتنه بين أبناء الوطن الواحد مؤكدا على أن لابد من حلول جذرية وتدخلات من قيادات الدولة لإنهاء تلك الكارثة قبل أن تتحول مدينة نجع حماد ي إلى كتله نار يقودها مافيا الخطف والخارجين عن القانون.