رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الخراف والجمال المحنطة.. أغرب دعاية للحوم عيد الأضحى في مصر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل عام وأنتم بخير .. ساعات معدودة ويحل عيد اللحمة.. عفواً عيد الأضحى المبارك الذي يحتفل به المصريون بإقامة شعيرة النحر التي يتخذها المسلمون قرباناً إلى الله تبارك وتعالى من خلال إطعام الفقراء والمساكين وكذلك ذوي الأرحام من الأقارب على سبيل المودة وصلة الرحم.
ومن يتجول في شوارع المحروسة هذه الأيام سيكتشف أنها تحولت إلى أشبه ما يكون بحديقة الحيوانات المفتوحة حيث يتبارى تجار الماشية في عرض بضاعتهم "السمينة" من الخراف والعجول والأبقار والجمال والماعز والجاموس لإرضاء كافة الإمكانيات والأذواق لعشاق اللحوم ومقيمي شعائر الله.
وبطبيعة الحال يتبارى الجزارون وتجار الماشية في عرض منتجاتهم لاجتذاب الزبائن .. وفي سبيل ذلك يتفننون في ابتكار أساليب الدعاية بحيث تتحول الشوارع إلى ما يمكن تسميته "مهرجان لحوم عيد الأضحى"، فما بين احتفالات صاخبة ترافقها أجهزة الدي جي والسماعات العملاقة ، وتقاليع وابتكارات معارض اللحوم ومحلات الجزارة لاجتذاب المشترين ، تجول "الدستور الإليكتروني" بين أسواق اللحوم وتنقل لكم فيما يأتي ما شاهدته وسجلته:
نبدأ جولتنا من جنوب العاصمة حيث تقع محافظة الجيزة التي يقع كثير من أحيائها في زمام الريف المصري، وبالتالي تكون قريبة إلى حد كبير من مقار توريد اللحوم وبالتالي تتوافر كميات معروضة من اللحوم ربما لا يمكن أن تصادفها في أي من أحياء القاهرة الكبرى التي تضم ثلاثة محافظات ، لذلك تشتعل المنافسة بين التجار بشكل جنوني وتبتكر محلات الجزارة أساليب غريبة جدا لاجتذاب المشترين.
وكانت أغرب تقليعة دعاية سجلناها من حظ أحد تجار اللحوم بحي الملك فيصل بمحافظة الجيزة، حيث قام أحد الجزارين بعرض "جثة خروف" معلقاً على واجهة المحل وقد تم تشفيته من اللحم والعظم وحشو فروته بالورق لجذب الانتباه، في حين سرت حالة من الذعر والاستياء بين كثير من المارة الذين تأذوا من هذا المشهد الذي اعتبروه انتهاك لحقوق الحيوانات، كما كانت تفوح منه رائحة تعفن لا تطاق.
جزار آخر بنفس الشارع قرر المزايدة على صاحب "الخروف المحنط" بتعليق "جمل" محنط بنفس الطريقة وبطبيعة الحال يمكنكم تصور حال المرور بالشارع المصاب بالشلل المروري أصلاً وهو معلق به جثة جمل بداية من استحالة مرور السيارات الكبيرة وخصوصاً النقل التي تصطدم به وهنا تندلع المشاجرات و"عينك ما تشوف إلا النور" حيث يتحول الشارع إلى ساحة حرب لا أحد يعرف فيمن يضرب.
صاحب محل جزارة آخر بشبرا قام بتعليق لمبات الزينة وإذاعة أغنيات شعبية راقصة على سماعات عملاقة لجذب انتباه المواطنين ، معلنا أنه صاحب أفضل عروض بيع اللحوم ومؤكدا حرصه على رضا محدودي الدخل.
أما في حي البساتين وبالقرب من المجزر الآلي ، فقد انتشرت ظاهرة غريبة تمثلت في قيام جزارين من غير العاملين بالمجزر بعمل سلخانات خاصة لذبح اللحوم وتشفيتها في الشوارع ، وذلك بسبب الضغط الكبير على المجزر الآلي مما أدى لتحول الشوارع إلى حمامات دم ومخلفات الذبائح وما يستتبع ذلك من روائح كريهة لا تطاق إضافة إلى انتشار جيوش الذباب والبعوض الناقل للأمراض والأوبئة ومهاجمة الأهالي في بيوتهم.

اشتعال الأسعار
وقد ارتفعت أسعار لحم الضأن بمناسبة عيد الأضحى ووصل سعر الكيلو إلى 85 جنيها، ومن المتوقع ارتفاعه إلي 90 جنيها كلما اقتربنا من عيد الأضحى، وقد أرجع الجزارون زيادة الأسعار إلي ارتفاع أسعار الوقود بعد تحريك الدعم جزئيا عنه مما أدى لارتفاع باقي أسعار الأعلاف ووقف الحكومة لعمليات استيراد الخراف الحية.
فيما تراوحت أسعار لحوم الأضاحي الحية ما بين 37 و39 جنيها للخراف، 32 إلى 36 جنيها للعجول، أما الجمال والبعير فتتراوح أسعارها ما بين 25 28 جنيها حسب تسمين وعمر البعير.