السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

د. رفعت سيد أحمد يكتب: داعش.. خلافة الدم والنار(3)

تنظيم داعش الإرهابي
تنظيم داعش الإرهابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتناول الباحث والمفكر المصري المعروف د. رفعت سيد أحمد في كتابه هذا والمعنون بـ(داعش: خلافة الدم والنار) وبالوثائق والمعلومات الجديدة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـداعش" قبل وبعد الحرب التي يخوضها مع التحالف الدولي بقيادة أمريكا.


ويقدم الكتاب عبر 8 فصول مئات الوثائق والصور النادرة، جذور النشأة للتنظيم في العراق على يد أبو مصعب الزرقاوي (2004) وصولًا إلى أبى بكر البغدادي القائد الحالي للتنظيم (2014) والذي قدم نفسه باعتباره خليفة المسلمين، مطالبًا إياهم بالبيعة، يكشف الكتاب عبر دراسة معمقة، مستندة إلى المعلومات الدقيقة دور واشنطن في صناعة هذا التنظيم من أجل تفكيك كل من العراق وسوريا باسم الثورة (الزائفة)، وسرعان ما ينقلب السحر على الساحر، يذبح التنظيم عشرات الأجانب (بمن فيهم صحفيين أمريكيين وبريطانيين) ومئات المسلمين والمسيحيين والأقليات، مستندًا إلى فتاوى دينية شاذة، ومرفوضة (أورد الكتاب نماذج لها).

يقدم الكتاب، الأسرار الكاملة عن قادة التنظيم ومذابحه وصراعاته مع التنظيمات الأخرى من (القاعدة) إلى (النصرة) إلى (الجيش الحر)، كاشفًا النقاب عن كون تلك التنظيمات والدول وأجهزة الاستخبارات التي صنعتها، كانت تستهدف بالأساس خدمة المشروع الأمريكي – الصهيوني، لإشغال جيوش المنطقة وإنهاك قواها، وتفتيت وحدتها بعيدًا عن العدو الإستراتيجي للأمة؛ إسرائيل.
داعش:خلافة الدم والنار

داعش الأمريكية.. وقادتها: إلى أين من هنا ؟

* أمريكا تريد تقليم أظافر داعش وليس القضاء عليها لأنها تريدها فزاعة ضد دول الخليج، وأداة لتدمير ما تبقى من سوريا والعراق 
* بالمعلومات: هؤلاء هم القادة المؤسسون لـ داعش: أبو مصعب الزرقاوى – أبو عمر البغدادى – أبو حمزة المهاجر وهؤلاء هم القادة الحاليون للتنظيم - أبو بكر البغدادي أبو عبد الرحمن البيلاوي- العقيد حجي بكر- عمر الشيشاني (طرخان باترشفيلي و12 اخريين باسمائهم الحقيقية)
* داعش سيتقلص كتنظيم، ولكن الأرض العربية ستلد (دواعش آخرين)، وفى مقابلتهم ستلد حركات مقاومة تعرف بوصلتها الصحيحة ؛ فلسطين، وهذا ما يقلق أمريكا أكثر.
دراسة من إعداد د. رفعت سيد أحمد
{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا. الَذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا. أُوْلَئِكَ الَذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ ولِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وزْنًا}، ذلك هو المصير المؤكد لداعش التي مثلت نموذجًا لاغتيال الإسلام، والأوطان معًا، وهو عينة المصير المؤكد للتحالف الدولى الذي يحاربها بعد أن صنعها على عينه.

فالآن.. وأمريكا بتحالفيها العربى والدولى، تقاتل (داعش) عبر الضربات الجوية لطائراتها، مع بعض التحركات الخجولة على الأرض لأجهزة المخابرات والعشائر وللجيش في العراق، مشتركًا مع قوات البشمركة الكردية، يطرح سؤال مهم: هل يا ترى تريد واشنطن القضاء نهائيًا على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ؟ قطعًا وكما أثبتنا عبر صفحات ووثائق كتابنا هذا عن التنظيم لا تريد واشنطن ذلك وإن كانت بالقطع (تقدر) عليه، وذلك لأنها تريد إعادة توظيف (داعش) كفزاعة سياسية وأمنية لابتزاز دول الخليج، ولإسقاط الدولة السورية وإحداث فراغ إستراتيجي في العراق يحول مستقبلًا دون أي تهديد حقيقى لإسرائيل ولمصالح واشنطن في هذه المنطقة القلقة من عالمنا المعاصر.
إن واشنطن، التي صنعت هذا (الوحش) لإرهاب الآخرين ولتفكيك العراق، واستخدمته في سوريا كجماعة وظيفية لإنهاك الدولة الحاضنة للمقاومة العربية وإرباك دورها الإقليمى، لن تقضى على (داعش) وإن ادعى أوباما وباقى أركان إدارته ذلك، إنها فقط تريد تقليم أظافره كتنظيم خرج عن حدود دوره ووظيفته الأمريكية في المنطقة.

إن هذا يعنى ببساطة، مزيدًا من التفكك والتشظى لدول المنطقة، وحضورًا أمريكيًا وغربيًا جديدًا، بعد الخروج المذل من العراق بعد الاحتلال ؛ حضورًا متعللًا بمكافحة الإرهاب، وستشهد المنطقة، استخدامًا أمريكيًا – وإسرائيليًا – بالطبع لفزاعة (بقايا داعش) والقاعدة والنصرة وأخواتهم في إبتزاز دول المنطقة النفطية، وابتزاز تلك التي حاولت الخروج من المؤامرة الأمريكية المسماة بـ (الربيع العربى) تنشد الاستقلال الوطنى (مصر بعد 30 يونيو مثالًا)، سوف تسعى واشنطن بحلفها الاستعمارى الجديد، إعادة استخدام فزاعة داعش وشقيقاتها من تنظيمات الإرهاب الذي صنعته بأيديها، لتحقق في بلاد النفط وبلاد الاستقلال الوطنى ما عجزت عن تحقيقه في السنوات الماضية، فهل ستعى تلك الجول أبعاد هذه المؤامرة ؟ أم ستنزلق أقدامها أكثر في وحلها، غباءً أو عنادًا، أسئلة في رحم المستقبل.
وفى خاتمة هذه الدراسة نتوقف عند بعض القضايا المهمة التي أثارها وجود (تنظيم داعش) في بلادنا العربية، وتلك الحرب المعلنة عليه ولنسجل ذلك في النقاط التالية:
أولًا: إن المتابع لنشأة وتطور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، سوف يتوقف مليًا، كما توقفنا في ثنايا هذه الدراسة المطولة، عند المستوى الفقهى، والثقافى لقادة هذا التنظيم، وتلك السطحية التي يتميزون بها في الفهم والمعرفة، والتي يغطونها بمزيد من التشدد والعنف اللفظى والجسدى ؛ إننا على سبيل المثال نتوقف أمام هؤلاء القادة التالية أسماءهم لنكتشف أننا إزاء جهله بالدين، وبالسياسة معًا، جهلة يقودون آلافًا من الشباب المغرر به، بأوهام دينية لا حظ لها من الواقع، أو يراد للواقع أن يجبر على تمثَّلها، ولعل قضية نبيلة مثل (قضية الثورة) أو قضية (الخلافة) في الإسلام خير مثال على الخدعة الكبرى التي أراد قادة تلك التنظيمات المتشددة وفى قلبها تنظيم (داعش) بسطحيتهم، وفهمهم الضيق للدين ولفقه الواقع، أن يزرعوها في عقول هذا الشباب ليتحولوا تدريجيًا إلى (مشروع انتحار) يسمونه خطأ بـ(مشروع استشهاد).
لنتأمل قادة داعش التالية أسماؤهم ومستوى تعليمهم وجذورهم الإرهابية ومحدودية ثقافتهم الإسلامية وكراهيتهم الشديدة للديمقراطية وللحريات، لنعلم، إلى أين يقود هؤلاء الجهلة، شعوبهم:
1 – أبو مصعب الزرقاوى (المؤسس الأول للتنظيم):
اسمه أحمد فاضل نزال الخلايلة، أردني من الزرقاء. لا يتحدث أصحابه عن الفترة التي سبقت وصوله لأفغانستان في 1989 رغم أهميتها الكبيرة في التكوين النفسي لهذا الشاب الذي ولد في عائلة من عشرة أبناء في 1966.توفي والده وهو في سن المراهقة فترك الدراسة لينضم لعصابة أشقياء وكان أول حكم قضائي عليه بتهمة حيازة المخدرات والاعتداء الجنسي وعمره 19 عاما.
في عام 1989، سافر الزرقاوي إلى أفغانستان للانضمام إلى ما يعرف اليوم بالأفغان العرب ضد الغزو السوفيتي، ولكن السوفيت كانوا يغادرون بالفعل في الوقت الذي وصل إليه. وهناك التقى بأبي محمد المقدسي الذي شكل بالنسبة له أول معلم سلفي جهادي.رجع بعدها إلى الأردن، واعتقل عام 1993 بعد العثور على أسلحة ومتفجرات في منزله. أمضى ست سنوات في سجن أردني مع أبي محمد المقدسي بعد الحكم عليهما بالسجن خمسة عشر عاما في قضية "بيعة الإمام" انتهت بعفو ملكي. بعد إطلاق سراحه من السجن وفي عام 1999 عاد لأفغانستان وأقام معسكرا للتدريب برضا القاعدة ليعود للمنطقة في عام 2000. من المفيد الإشارة إلى أن الزرقاوي قد تزوج من ثلاث نساء إحداهن في سن الرابعة عشرة من العمر.
وقد سمع به العالم أول مرة على لسان كولن بأول وزير الخارجية الأمريكي الذي تحدث عن تحالف بين القاعدة التي أوفدت الزرقاوي للعراق وصدام حسين.

في العام 2004 قام أبو مصعب الزرقاوي بذبح أحد الرهائن الأمريكيين في العراق، ويدعى يوجين أرمسترونج، وذلك بجز عنقه بسكين في فيديو مصور قامت جماعة "التوحيد والجهاد" بنشره على الإنترنت لتبدأ سنّة جزُّ وقطع الرءوس عند هذه المجموعة.
أسس ما سمي بتنظيم “التوحيد والجهاد” وظل يتزعمه حتى مقتله في يونيو 2006 كان الزرقاوي يعلن مسئوليته عبر رسائل صوتية ومسجلة بالصورة عن عدة هجمات في العراق بينها تفجيرات انتحارية، وإعدام رهائن. ويسجل محاضرات صوتية لأتباعه. وإذا ما تركنا ما قاله في فريضة الجهاد جانبا نجد أساس (وفقًا للدراسة المتميزة للدكتور هيثم مناع عن داعش) ما عنده يعتمد موقفا تكفيريا من الشيعة يمكن متابعته في عدة محاضرات ومواقف أبرزها “حقيقة الرافضة رفض الله”. كذلك كان يتحدث بحقد عن الديمقراطية ويعتبرها سبيل المجرمين كما يتضح من مداخلته (ولتستبين سبيل المجرمين: الديمقراطية).بايع تنظيمه أسامة بن لادن في 2004 وصار اسم التنظيم إلى "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين".
2 – أبو عمر البغدادى:
هو حامد داوود محمد خليل الزاوي من مواليد قرية الزاوية التابعة لمدينة حديثة في ولاية الأنبار عام 1964. ولد وعاش حياته في ولاية الأنبار. تخرج من كلية الشرطة في بغداد وكانت بداية عمله ضابطا في الشرطة العراقية. وقد كان معروفا في حديثة بتزمته الديني وبدأ ذلك يزداد بعد حرب الخليج الثانية في بداية تسعينيات القرن الماضي.
في 30 ديسمبر 2007 دعا أسامة بن لادن إلى مبايعة أبو عمر البغدادي أميرا على "دولة العراق الإسلامية" وكانت معظم التشكيلات السلفية الجهادية في العراق قد بايعته. وفي يوم الإثنين 19/4/2010 أعلنت قوات الاحتلال الأمريكية عن مقتل أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المصري نائبه في منطقة الثرثار بعد مواجهات مسلحة لعدة ساعات.
لخص أبو عمر البغدادي طبيعة وأهداف تنظيمه في رسالة صوتية (منشورة في كتاب السلفية والإخوان وحقوق الإنسان ص 217 وما بعدها) وقد كان موقفه من عموم الشيعة وغير أهل السنة تكفيريا وعنيفا وكذلك موقفه من الديمقراطية والحريات التي كان يرفضها تمامًا.
3 - أبو حمزة المهاجر:
يلقب أيضا (أبو أيوب المصري): هو عبد المنعم عز الدين على البدوي ولد في 1968 م - 2010 م( ولد في مصر بمحافظة سوهاج، انضم للجماعة الجهادية التي أسسها أيمن الظواهري في عام 1982م وعمل كمساعد شخصي للظواهري. تنقل بين أفغانستان حيث تخصص بصناعة المتفجرات واليمن حيث عمل بالتعليم باسم مستعار. 
تزوج من يمنية في 1998 وقد دخل العراق مع أسرته عبر عام 2002 وقد شارك في بناء تنظيم القاعدة في العراق بعد احتلال بغداد والتحق بالزرقاوي. وقتل في 19/4/2010.
4 - أبو بكر البغدادي:
وهو القائد الحالى لتنظيم (داعش) وطالب مبايعته كخليفة للمسلمين، واسمه الحقيقى: إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري السامرائي، ولد في الجلام من أعمال السامراء العراقية عام 1971 م، ينحدر من عائلة تأخذ بالمنهج السلفي في فهم العقيدة الإسلامية، من عشيرة البوبدري العراقية، هو خريج الجامعة الإسلامية في بغداد (سبق التعريف به) ولكن ثمة إجماع على أنه متوسط الثقافة الإسلامية وأنه أخذ منهج تكفيرى ولايزال، ضد خصومه من الجماعات والقوى الأخرى. وشرعن للقتل والذبح لكل المخالفين له في الرأى والموقف، واعتبر موقفه هو هوقف الإسلام ذاته (!!).
5 - أبو عبد الرحمن البيلاوي:
اسمه الحقيقي عدنان إسماعيل نجم يلقب ايضاُ بأبي أسامة البيلاوي وأبو البراء، من مواليد 1973 في محافظة الأنبار. خريج الكلية العسكرية الدورة 77 انضم لصفوف الحرس الجمهوري وتدرج لرتبة رتبة مقدم. كان الساعد الأيمن لأبي مصعب الزرقاوي (قتل الزرقاوي في غارة أميركية في 7 يونيو العام 2006) خلال سنوات ثلاث وتركزت مهامه على تحديد المواعيد الخاصة بالأخير، كما كان مقربًا من كبار قادة التنظيم في محافظة الأنبار. أعد الانتحاري الذي نفذ عملية الطارمية التي استهدفت وزارة العدل، أشرف على عمليات الهجوم على التجمعات الانتخابية، استهداف الجوامع والكنائس والحسينيات وأربعينيات الحسين، التخطيط لاقتحام سجن صلاح الدين الإصلاحي وجامعة الإمام الصادق، اقتحام سجن الطوبجي والتاجي وأبو غريب. رئيس المجلس العسكري وعضو مجلس الشورى.

.6- العقيد حجي بكر:
يقول عنه د. هيثم مناع في دراسته عن (داعش) اليد اليمنى لأبي بكر البغدادي حتى مطلع 2014 واسمه الحقيقي سمير عبد حمد العبيدي الدليمي وعرف بأسماء حركية كثيرة مثل أبو بلال المشهداني وحجي بكر. ولد في الخالدية (الأنبار) في مطلع الستينيات وترعرع ونشأ فيها حتى أكمل الدراسة الإعدادية. التحق بالكلية العسكرية وتخرج ضابطا وتدرّج بالرتب حتى وصل لمرتبة عقيد قبيل الاحتلال الأمريكي. يؤكد لنا أحد مؤسسي جماعة التوحيد والجهاد مبايعته لأبي مصعب الزرقاوي مع عدد من الضباط السابقين. حافظ على علاقة جيدة بالجيش الإسلامي في العراق وكان يساعدهم بخبرته العسكرية. اعتقل في سجن بوكا. كلّف مبكرا بمتابعة إنتاج السلاح الكيماوي وتطوير الأسلحة في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. تسلم مسئولية المجلس العسكري للتنظيم وتسلم عام 2012 وزارة التصنيع العسكري للتنظيم. كذلك تولى إدارة العمليات العسكرية وإدارة المعسكرات في الشام. قتل في سوريا في شهر يناير 2014 في مواجهات بين جبهتي النصرة والإسلامية مع داعش في مدينة الأتارب شمال حلب.
جمع حجي بكر بين التخطيط العسكري والتواجد الميداني. وقد شكلت خسارته ضربة هامة للتنظيم.

7- أبو أيمن العراقي أو أبو مهند السويداوي، أهم مسئول لـ"داعش" في سوريا اليوم، من منتسبي الجيش في عهد الرئيس السابق صدام حسين، إذ كان ضابطا برتبة مقدم، عضو أول مجلس عسكري لداعش والمكون من 2 أشخاص. كانت كنيته في العراق أبو مهند السويداوي. من مواليد 1965. كان والي الأنبار وتولى إدارة قاطع الكرة الشمالي، وأعلن عن وفاته عدة مرات ولكنه سرعان ما يظهر ثانية وهو يقتل المسيحيين أو المسلمين المخالفين له.
8 - أبو على الأنباري:
أبو على الأنباري: من أهم قيادات التنظيم. اسمه علاء قَرداش التركماني. ولد في تلعفر من أسرة تركمانية. استخدم ألقاباًُ عدة، منها أبو جاسم العراقي، وأبو عمر قرداش، وأبو على الأنباري. كان مدرساًُ لمادة الفيزياء، وفي الوقت نفسه ناشطاًُ بعثيّاًُ ومسئول فرقة حزبية أيام النظام السابق. ومسئول شرعي في التنظيم، متواجد في مدينة الرقة، يقوم بإعطاء دروس دين في جامع الإمام النووي بين صلاة المغرب والعشاء.
9 - أبو محمد العدناني:
اسمه الحقيقى هو طه صبحى فلاحة، من قرية " بنش " في رديف إدلب، ومن مواليد عام 1977. تأثر بالسلفية الجهادية مبكرا ويقول الداعشيون بأنه بايع الزرقاوي قبل احتلال العراق مع 35 شخصا للقتال في سورية إلا أنه التحق بالعراق بعد دخول قوات التحالف والتحق بالزرقاوي هناك. تشير سيرته المنشورة من جماعته لانحصار ثقافته وقراءاته بالكتب الإسلامية القديمة أو الجهادية. وقلما يذكر كتبا تنويرية أو إصلاحية قرأها. له مواقف تكفيرية مبكرة، وهو صاحب أحد فتوى تؤيد قتل الجماعات المتشددة في مصر لضباط الشرطة والجيش كما جرى يوم 20/9/2014.
10 - عمر الشيشاني (طرخان باترشفيلي):
وهنا نأتى إلى الدور الأجنبى في أحداث سوريا والعراق وهو دور يصنفه القانون الدولى باسم (دور المرتزقة)، أما عمر الشيشانى هذا فقد وُلد في عام 1986 في قرية بيركياني في وادي بنكيسي في جورجيا. خدم في الجيش الجورجي الخدمة الإلزامية بين 2006-2007. عام 2008 تعاقد مع الجيش لينضم لكتيبة الرماة. شارك في المعارك مع الجيش الجورجي ضد روسيا في 2008، أصيب بمرض السل في عام 2010 وسرح من الخدمة. في سبتمبر 2010 سجن بتهمة شراء أسلحة وحكم بالسجن ثلاث سنوات وأطلق سراحه لتدهور حالته الصحية. قاد مجموعات صغيرة تجمعت وتوحدت في كتائب المهاجرين. ولعب دورا هاما في ضم قطاعات من المهاجرين من القوقاز وغيرها لتنظيم داعش الذي كلفه بقيادة المنطقة الشمالية.

أما أبرز رموزهم وقياداتهم في سوريا فنذكر منهم:
1 - أبو لقمان
يسمونه بأمير الدولة الإسلامية في الرقة، السوري على الحمود (أبو لقمان)، يوصف بأنه رجل التنظيم الأول في سوريا بعد أمير الجماعة وقائدها أبو بكر البغدادي.على الحمود الشواخ من مواليد عام 1973 وهو من عشيرة العجيل (فخذ الكبيسات)، وينحدر من قرية السحل الواقعة غرب مدينة الرقة. تخرج الحمود من جامعة حلب عام 1999 حائزاُ على شهادة في الحقوق، وعمل بمهنة التدريس ثلاث سنوات ( بريف الرقة ) ولم يخط بأى دراسة أو ثقافة إسلامية معتبرة.
هذا وقد تسلم إمارة الدولة الرقة بعد السيطرة عليها، قبل أن يصبح الرجل الأول للتنظيم في المنطقة ( أعلن عن مقتله في07/01/2014 من خصومه). وهو المسئول عن كل عمليات الإعدام التي جرت في الرقة، وأهمها إعدام أبو سعد الحضرمي أمير جبهةالنصرة في الرقة. ُ
2 - خلف الذياب الحلوسُ
اسمه داخل التنظيم "أبو مصعب الحلوس"، اسمه بين أبناء قريته وعمومته "أبو ذياب" مواليد قرية گنيطرة إحدى قرى بلدة سلوك. يعود له الفضل في قدوم التنظيم إلى الرقة، وهو أول من بايع التنظيم آنذاك، حيث استقبلهم في منزله. تمت المبايعة لأبو عبد الله سابقًا، أبو لقمان حاليًا، حيث كان مقرراًُ أن يكون الأمير، لكن قدوم أبو لقمان أضاع عليه فرصة الإمارة، هو إلى الآن ناقم على أبو لقمان لأنه حدَُّ من صلاحياته وعيّن أمراء عليه، يقف وراء تحديد الكثير من الأسماء الواجب اغتيالها وتصفيتها، حاول الانشقاق عن الدولة خلعه من إمارة تل أبيض وانشاء أنصار الشريعة، إلا أن أبو لقمان أرسل له تهديداًُ بالقتل، فعدل عن قراره. 
3 - أبو عمر الملاكم 
عراقي الجنسية، هرب من سجن تسفيرات في تكريت-العراق، دخل الأراضي السورية بطلب من البغدادي ليكون المراقب الأول على الجبهة آنذاك، علماًُ أنه طلب منه البقاء في العراق في الشهر 12 من عام 2012، بعدها ذهب إلى إدلب وحلب وتنقل بينهما، يفتقد لأحد قدميه ويستعمل قدماًُ اصطناعية، محكوم عليه بالإعدام في تونس، اختصاصه تفجير عن بعد من خلال الأجهزة الإلكترونية والتحكم عن بعد. 
4 - محمود الخضر
اسمه داخل التنظيم "أبو ناصر الأمني"، أحد أهم ثلاثة اشتهروا بالقتل والدموية في الرقة مع أبي لقمان وأبو محمد الجزراوي، عمره قرابة الثلاثين، غير معروف إلا من أشخاص معدودين من الدولة، يعمل من خلال “أبو حمزه رياضيات” ومن خلف الكواليس، ولديه كل الوثائق حول الاغتيالات والمعلومات الأمنيه، وتصب عنده كل الخيوط دائمًا، يلبس قناع وعلى القناع قناع آخر شفاف كي لا يعرف من عيونه، دائم الحرص على عدم التكلم لكي لا يعرف من صوته ويرتدي قفازات لكي لا يعرف من لون بشرته.
5 - أبو عبد الرحمن الأمني
سوري يدعى "على السهو"، طالب هندسة زراعية من دير الزور، وهو من قرية الجايف التابعة لمدينة الرقة. وقد أعلنت المعارضة السورية المسلحة عن مقتله في 30/04/2014 في المواجهات بين فصائل الجيش الحر المعارضة وجبهة النصرة مع داعش.
6 - أبو على الشرعي
فواز محمد الحسن العلي، من أبناء ناحية الكرامة في ريف الرقة الشرقي، سجن عدة سنوات بصيدنايا خلال تسعينات القرن الماضي ثم خرج بعدها ليعمل في المملكة العربية السعودية ليعود إلى سوريا عاملاًُ عادياًُ. لم يعرف له أي نشاط عسكري أو مدني في الحراك الشعبي قبل أن يبرز بعد إعلان تنظيم داعش وانشقاقه عن "جبهة النصرة"، وذلك بعد سيطرة عدة مجموعات إسلامية على مدينة الرقة. إضافة لغموضه وغرابة تسميته قاضيا شرعيا عرف أبو على بدمويته الشديدة، ويشتهر ابنه بحمله سيفاُ لأبيه يقوم به بتنفيذ أحكام الإعدام، كما يعرف أبو على بتعصّبه الشديد لعشيرته.

***
هؤلاء هم قادة، ومنظرو، وشيوخ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وهذا هو مستوى إدراكهن وتعلمهم الدينى، وتلك هي بلدانهم التي أتوا منها وبعضها بلاد غير عربية (الشيشان والصين وأفغانستان وبريطانيا وغيرها)، وتلك هي ثقافتهم الإسلامية الضحلة والتي تتميز، إما بالابتعاد الكامل عن أي ثقافة إسلامية معتبرة، أو الارتكان إلى العشائرية، والجذور العسكرية في حزب البعث مع ميل واضح لاستخدام القوة في فرض الوجود ؛ إننا أمام حالة بؤس معرفى وإنسانى فريد، تغطت بعنف دموى لا يشبع. هذه هي (داعش) والتي لا تختلف عن مثيلاتها في تنظيمات العنف الدينى في بلادنا العربية، وهؤلاء هم قادتها ولنتأمل مؤهلاتهم ومسيرة حياتهم، وتحولاتهم السياسية (ولن نقول الفكرية لأنها غير موجودة أصلًا) لنحكم على المصير البائس الذي يدفعون أنفسهم وتنظيمهم ودولتهم إليه !!.
***
ثانيًا: من المؤكد كما أشرنا أن معامل المخابرات الأمريكية والغربية، درست جيدًا سيرة هذا التنظيم، الذي صنعته، وسيرة قادته وأمراءه الدمويين، تمامًا مثلما درست سيرة تنظيم القاعدة ووظيفته منذ الثمانينات في تحقيق أهداف أمريكا في العالم، ونحسب أن هذا التنظيم سيؤدى ذات الوظائف لواشنطن في المنطقة والعالم ولكن بأشكال ووسائل مختلفة تتناسب مع وسائل الاتصال الحديثة والتطورات السياسية الجديدة.
* ولكن..
ليس كل ما يتمناه (الأمريكان) يحققونه، إذ أن صناعة (التوحش) – على حد وصف الدكتور هيثم مناع في دراسته المتميزة عن هذا التنظيم – لا يقف عند حد معين، ولا سقف له، وسينقلب السحر على الساحر حتمًا، ونضيف إلى ذلك أن ما تظنه واشنطن سيحدث بعد تقليم أظافر تنظيم داعش وأخواته (من التنظيمات الأخرى) في سوريا والعراق، من إعادة استعمار وهيمنة وتقسيم ؛ قد يربكه، ويخلط أوراقه مفاجأة إستراتيجية جديدة في المنطقة من قبيل حدوث حرب إقليمية جديدة مع إسرائيل، ربما تبدأها إسرائيل ذاتها، وتكون هذه المرة مع سوريا أو إيران (التي اقتربت من امتلاك قنبلتها النووية - وتلك ساعة السفر بالنسبة لإسرائيل- أو معركة جديدة مع حزب الله).
إن الأوراق الإقليمية ساعتها ستختلط بشدة يصعب على واشنطن إمكانية تنظيمها وهندستها في معامل المخابرات وإعادة توظيفها وفقًا لمصالحها.
* وقد تنتصر سوريا على الإرهاب وتستعيد تماسكها ودولتها ودورها الأمر الذي سيربك الكثيرين في المنطقة والعالم، وقد تحدث تحولات درامية في بعض دول النفط، أو على حدودها (وما يجرى في اليمن من الحوثيين هام وخطير ويحتاج إلى تأمل جديد).
هذه التحولات، قد تربك الحسابات الأمريكية الجديدة، وتصبح (الحرب على داعش) بلا قيمة حقيقية وسط إقليم واسع ملئ بالثروة النفطية وبالمذاهب والعقائد المتنافرة، الجاهزة للانفجار في وجه واشنطن.
* ما نريد أن نقوله ختامًا: إن المستقبل، بعد (داعش) مفتوح على احتمالات عدة، ستتقلص فيها (داعش) نفوذًا ودورًا هذا أمر مؤكد ؛ ولكن لن تنتصر فيه (واشنطن) بالضربة القاضية، وستدفع ثمن حماقاتها هي وحلفاؤها، في منطقة تتحرك فيها الأحداث كما الرمال، ساحبة الجميع إلى قاع يغلى بالمتغيرات والنوازل. إن قدر هذه المنطقة، ألا تستقر لسنوات طوال، قدرها أن (داعش) حين تتقلص أو حتى تموت، أن تنتج الأرض (دواعش) آخرين ضالين ومضلين ولكن بالمقابل هي قادرة على صنع حركات إسلامية ووطنية مقاومة، واضحة بوصلتها، تعرف، بفطرتها وتجربتها الطويلة وإسلامها الصحيح، خنادق الأعداء، في فلسطين، وحولها. وفى ذلك ما يقلق واشنطن وتابعيها لعقود قادمة. والله أعلم.