الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

بوتين يرفع استعداد القوات النووية الروسية ويحتل مركز القيادة النووي السري

 الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
 كشف موقع what Does it Mean ? في 4 سبتمبر الماضي عن وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى المركز السري للقيادة النووية الاستراتيجية لروسيا المتواجد في غرف محصنه تحت الارض ، حيث اصدر منه اوامره برفع درجة استعداد القوات النووية الروسية . وتحت هذا العنوان Sorcha Faal انه تم اليوم ارسال تقرير ينذر بالتشاؤم من مكتب الرئيس (Oop) الى كل ادارات الكرملين ينص على ان الرئيس بوتين قد اصدر اوامره برفع درجه استعداد القوات النووية الى الحالة القصوى . وانه من حيث الواقع الآن يدير شئون البلاد من داخل واحد من اكثر الحصون سرية في روسيا ، اسفل مطار Barnaul الواقع في جمهورية Altai والتي تعتبر جزءا من مقاطعة الاتحاد الفيدرالي في سيبيريا .
- ووفقا لهذا التقرير ، فبينما كان الرئيس بوتين في طريق عودته الى موسكو قادما من زياره استغرقت خمس ساعات مع نظيره المنغولي UlaN Bator ، اجرة تغييرا استراتيجيا مفاجئا في رحلته ، فبدلا من التوجه الى موسكو ، اصدر اوامره بالتوجه الى Altia . ومن ثم اعلن مكتب الصحافة بالكرملين ان بوتين سيرأس اجتماعا حكوميا سيخصص لمناقشة تدابير اعادة التأهيل بعدر الفيضانات الغزيرة التي حدثت في العام الماضي ، وسوف يبقى هناك 48 ساعة على الاقل .
رفع درجة استعداد القوات النووية
- وافاد التقرير بعد ذلك ان بوتين فور وصوله الى مطار Barnaul توجه مباشرة الى الحصن الواسع المتواجد على عمق تحت الارض حيث يتواجد المجمع الضخم لمركز القيادة النووي الاستراتيجي ، ومنه اصدر اوامره الى جميع القوات النووية (الصاروخية والجوية) برفع درجة الاستعداد الى الحالة القصوى ، ثم ابلغ الدول الغربية طبقا لالتزامات معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية – ان روسيا سوف تباشر تدريبا عسكريا نوويا ضخما لقواتها في Altia يشارك فيه اكثر من 4000 جندي .
- وفي بيان رسمي من الكرملين الى وكالة الانباء RIA News Service فيما يتعلق بأوامر بوتين، صرح الرائد ديمتري اندرويف بقوات الصواريخ الاستراتيجية (SMF) بأن هذه القواتع سوف تمارس تدريبات في مواجهة وحدات عدائية غير نظامية ومسلحة بأسلحة ذكية ذات توجيه دقيق في Altia كما يتتدرب على تنفيذ مهام متتالية في ظل ظروف صعبه تتسم بوجود اعمال اعاقه الكترونيه ولاسلكيه نشطه ، وهجمات مكثفة من قبل العدو ضد مناطق انتشار القوات .
- واضاف الرائد اندريوف ان قوات العدو سيتم تمثيلها في هذه التدريبات بواسطة الوحدات الخاصة (Spetsnaz) كما ستشارك المقاتلات الاعتراضية (ميج - 21 ) وطائرة الاستطلاع (سو – 24 MR) بينما يلاحظ ايضا ان مشاركة هذا العدد من القوات الجويه لم يسبق له مثيل في هذا النوع من التدريبات .
دوافع الحدث وما وراءه
- من الجدير بالذكر في شأن هذا التقرير ، انه قبل ساعات من قرار بوتين بتغير وجهة طيرانه من موسكو الى Altia ، ان مسئولا على مستوى عال في وزارة الدفاع الروسية السريع والمفاجئ (الجنرال يوري ياكوبوف) طالب صراحة باجراء تغيير في العقيدة العسكرية الروسية ، وبما يحدد بوضوح ان العدو الرئيسي لروسيا هم الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو ، كما اوضح الظروف التي في ظلها ينبغي ان تقوم روسيا بشن ضربة نووية استباقية ضد 28 دولة عضو في تحالف الناتو .
الازمة الاوكرانية
- ويشرح التقرير انه من ضمن التهديدات الخطيرة والعاجلة التي تواجه الاتحاد الروسي ، والتي استوجبت على بوتين تغير وجهته الى Altia بدلا من موسكو ، كانت الاجتماعات المغلقة التي استمرت عدة ساعات بين الولايات المتحدة وحلفائها في الاتحاد الاوربي سبقت قرار بوتين ، والتي تم خلالها مناقشة ترتيبات من سبع نقاط لوقف اطلاق النار سبق التفاوض بشأنها بين روسيا واوكرانيا ، ولكنها رفضت من قبل سكرتير عام حلف الناتو (اندريه نوج راسموسن) والذي قال " ان ما يهمنا حقا هو ما يحدث على ارض الواقع في شرق اوكرانيا ، حيث تقول الدول الغربية ان القوات الروسية تقاتل مع الانفصاليين ضد الجيش الاوكراني .
- وبالرغم من ان اوباما ووزارة خارجيته مستمرين في تقديم روايات متضاربة حول ما اذا كانت هناك قوات روسية متواجدة في اوكرانيا ، الا ان هذا التقرير يقول ان الحقيقة تكمن في الخطاب الذي ارسل اخيرا من المحاربين القدامى لدى المخابرات الامريكية الى المستشارة الالمانية (انجيلا ميركل) والذي حذروا فيه قائلين :
- " نحن الموقعين ادناه المحاربين القدامى لدى الاستخبارات الامريكية منذ زمن طويل ، وقد اقدمنا على خطوة غير معتادة بكتابة هذا الخطاب المفتوح اليك ، لنؤكد ان لديكم فرصة الاطلاع على ملخص رؤيتنا قبل اجتماع قمة الناتو الرابع والخامس من سبتمبر . فأنتم في حاجه ماسة –على سبيل المثال – ان تعرفوا ان الاتهامات بوجود غزو روس على نطاق واسع لا وكرانيا يبدو انه لا يعتمد على معلومات ذات مصداقية . بل بالأحرى ان هذه المعلومات الاستخبارية مشكوك في نواياها السياسية ، ويبدو انها من نفس نوعية الاستخبارات المشكوك فيها والتي استخدمت سياسيا منذ اثنى عشر عاما لتبرير الهجوم الذي قادته امريكا على العراق ولقد رأينا عدم وجود اي دليل مقنع على وجود اسلحة ذات دمار شامل في الطرف آنذاك . كما لا نجد الان اي دليل مقنع على غزو روسيا لاوكرانيا . ولقد كان المستشار الالماني جير هارد شرويدر منذ 12 عاما على حق عندما رفض الانضمام الى تحالف الهجوم على لافتقار الشواهد على وجود اسلحة دمار شامل هناك ، وان ما قدمته الادارة المريكية آنذاك من ادلة كانت واهية وغير مقنعة . لذلك فان وجهة نظرنا انه من المهم عليك ان تكوني حذرة في تقبل الاتهامات التي توجهها الادارة المريكية ومسئولي الناتو ويدعون فيها بغزو روسيا لاوكرانيا "
مخاطر تنظيم (داعش)
- ومن اهم اسباب زيادة قلق الاتحاد الروسي – التي حذر منها هذا التقرير – التهديد الذي وجهه تنظيم داعش الارهابي (الدولة الاسلامية وسابفا دولة العراق والشام ) وهي ميلشيات يعهدت بالاطاحة بالرئيس بوتين ، والبدء في شن حرب في جمهورية الشيشان الروسية وكل منطجقة القوقاز ، وبسبب دعم موسكو لنظام الرئيس السوري بشار الاسد ضد هؤلاء القتلة البرابرة الاسلاميين .
- وقد رد الرئيس الشيشاني (رمضان كاديروف) والذي يطلق عليه "تيني الكرملين" بسرعة هذا التهديد من قبل داعش بقوله "تحملا للمسئولية الكاملة ، اعلن ان هؤلاء الذين اعلنوا تهديدهم لروسيا ، او الذين ذكروا اسم رئيسنا فلاديمير بوتين سيتم فورا حيثما صدر منهم هذه التصريحات ، ولن ننتظرهم حتى ينقذوا تهديداتهم ، وسوف يكون مصيرهم كمصير الارهابين الذين سبقوهم وتم القضاء عليهم .
- ثم يستكمل التقرير مشيرا الى ان الشعب الامريكي يغيب عنه مسئولية وكالة المخابرات المركزية الامريكية في تشكيل كل هذه التنظيمات الارهابية ، وتحويلها من دول عربية على رأسها دولة قطر وهو الامر الذي كشفه وزير التنمية الالمانية (جيرر مولر) واعلنته في الاسبوع الماضي ، وكان سببا في دفع حكومته الى الاطاحه به . كما حمل التقرير ادارة اوباما مسئولية توجيه هذه المنظمات الارهابية ضد الانظمة الحاكمة في دول الخليج وغيرها في الدول السنية ، وهو ما اثار غضب الملك عبدالله عاهل السعودية ، ودفعه الى التحذير قائلا : " اذا تجاهلناهم ،فاني واثق انهم سوف يصلون الى اوربا خلال شهر ، والى امريكا خلال شهر آخر .
رؤية تحليلية
- لقد دأبت الادارات الامريكية عبر تاريخها الطويل منذ الحرب العالمية الاولى ثم الثانية وبعد ذلك حروبها الاقليمية وآخرها غزو العراق عام 2003 على توجيه الاتهامات لاعدائها الذين تريد الهجوم عليهم وذلك دون تقديم الدليل الموثق على صحة اتهاماتها ، كما ترفض الافصاح عن الادلة التي تلتقطها صور الاقمار الصناعية لأن الصور لا تدعم اكاذيب امريكا فلا تسمح امريكا للحقيقة بأن تعترض رغبتها السابقة في ادانة العراق في 2003 وادانة روسيا في عام 2014 بشأن اوكرانيا . لذلك لم يكن غريبا ان يقدم 22 عضوا في الكونجرس بمشروع قانون "منع العدوان الروسي لسنة 2014" ، ويصدر القانون 2277 الذي قدمه عضو الشيوخ " بوب كروكر" ويهدف الى بدء حرب قد لا يبقى بعدها احياء فالاعتقاد بأن روسيا مسئولة عن اسقاط الطائرة الماليزية يبدو انه قد اصبح حقيقة في امريكا وعواصم الغرب رغم الانعدام الكامل لاي دليل . وقد اشترك الغرب كله في العزف على هذه النغمة حتى ان بريطانيا زادت ميزانيتها الدفاعية استعدادا لمواجهة مرتقبة ضد روسيا دفاعا عن اوربا
- وفي نفس السياق يصدر مسئولو الدفاع في امريكا والناتو تحذيرات من خطر روسي مبني على حشود روسية مزعومة لا وجود لها على حدود اوكرانيا . وطبقا لآلة الدعاية الغربية فاذا دافعت روسيا عن مواطنيها الروس واوكرانيا ضد هجوم مسلح من حكومة اوكرانيا العميلة لامريكا ، فان هذا يعني ان روسيا هي المعتدي . وقد نجحت الحملة الدعائية الامريكية في تنصوير روسيا كمصدر للخطر ، وحيث تظهر استطلاعات الرأي ان 69% من الامريكيين يعتبرون روسيا الان مصدر خطر ، لذلك لم يكن غريبا ان تتبخر ثقة روسيا في قادة امريكا .
- ويراقب الروس وحكوماتهم هذا التشويه لسمعة بلدهم ورئيسهم ، كما راقبوا ما حدث للعراق وليبيا وسوريا وافغانستان ، ولذلك ترى روسيا ان اصح استنتاج هو ان الغرب وامريكا ينويان شن الحرب ضد روسيا وقد ساعدت امريكا وحلفاؤها في توصيل الروس لهذا الاستنتاج بما يتخذونه من قرارات في الكونجرس والناتو ضد روسيا ، ناهيك عما شنه الاعلام الغربي من حملات هجومية ضد روسيا ويدفع بالتالي الاخيرة الى اتخاذ اجراءات استباقية للدفاع عن اراضيها وشعبها ، والمحصلة في النهاية حرب عالمية ثالثة لو استخدم فيه الجانبان 10% فقط من اسلحتهم النووية لهلك ما بين نصف الى ثلاث ارباع البشرية .
- فمن جانب حلف الناتو ، اختتم قمته في مقاطعة ديلز البريطانية في الاسبوع الاول من شهر سبتمبر الماضي ، حيث تضمنت التوصيات اعتبار روسيا والتنظيمات المتطرفة والارهاب الدولي ، هم العدائيات الرئيسية التي تواجهها دول الحلف ، كما اعلن عن تشكيل قوة (رأس الحربة) لتنفيذها مهام امنية متوقع ان يصل عددها الى بضعة آلاف بهدف ضمان امن اوروبا في مواجهة روسيا ، وبحيث تكون هذه القوة قادرة على الانتشار السريع في اي مكان بالعالم خلال 48 ساعة على ان تكون لهذه القوة قواعد جديدة في دول البلطيق وبولندا ورومانيا . كما تضمنت قرارات قمة الحلف زيادة الاتفاق الدفاعي لأعضائه ليصل الى 2% من الناتج المحلى ، وتطوير المعدات وانظمة التسليح بالاستعانة بأمريكا ، الى جانب توصيات اخرى تتعلق المعلومات وحماية فضاء المعلومات من اي تهديد .
- لذلك وفي مواجهة تصاعد التهديدات الامنية التي تواجها روسيا في حديقتها الخلفية وحيث فضائها الاستراتيجي السابق – لم يكن غريبا ان يطالب احد مسئولي الدفاع الروسي (الجنرال ياكويوف) بإجراء تعديل في العقيدة العسكرية الروسية ، وبما يسمح بتوجيه ضربات نووية استباقية ضد دول الناتو باعتبارها مع الولايات المتحدة يشكلون العدو الرئيسي لروسيا . وكان قد تم بالفعل في عام 2012 اقرار عقيدة عسكرية جديدة لروسيا تمتد حتى عام 2020 تستند الى التغييرات التي طرأت على العالم خلال السنوات التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي السابق . وقد برزت للمرة الاولى في هذه العقيدة العسكرية مسألة استعداد القوات الروسية لتوجيه ضربات استباقية نووية لإجهاض ضربات محتمله ضد اعداء محتملين . وقد حددت وثيقة العقيدة العسكرية مصادر التهديد الامني الذي ستواجهه روسيا في عام 2020 وتتمثل في الآتي :
(1) محاولات الناتو للتوسع والتدخل في منطقة الحديقة الخلفية لروسيا حيث البلدان التي كانت جزء نت الاتحاد السوفيتي السابق، او حلفائه في فضائه السابق، سواء بمحاولات اشراك هذه الدول بعد استغلالها في حلف الناتو، او بنشر انظمة صواريخ مضادة للصواريخ فيها (وهو ما حدث بالفعل في دول البلطيق و ردفاتيا وبلغاريا وبولندا وتشيكيا والمجر ودول بحر قزوين، واخيرا اوكرانيا).
(2) احداث خلل حاد في الميزان العسكري الاستراتيجي لغير صالح روسيا خاصة في الفضاء الخارجي.
(3) محاولات امريكا السيطرة على مصادر النفط والغاز في بحر قزوين ونقله الى أوروبا والشرق الاوسط ، ومنع روسيا من رفع اسعار الطاقة.
(4) استخدام الدول الغربية التنظيمات الارهابية لضرب روسيا في داخلها (رصدت وزارة الداخلية الروسية 80 منظمة دولية متطرفة تنشط داخل الاراضي الروسية ونفذت مئات العمليات الارهابية التي شملت أعمال قتل وتخريب واختطاف).
(5) كما شملت التهديدات الامنية التي تواجهها روسيا تطوير الناتو ما يطلق عليه (قنبلة بيولوجية – جينية) تستهدف الفتك بأبناء القومية الروسية تخصيصاً.
- كما حددت وثيقة العقيدة العسكرية الروسية الجديدة محاولات تطوير القوات المسلحة الروسية التقليدية وفوق التقليدية، واقامة "منظومة متكاملة للدفاع الجوي والفضائي"، فضلا عن تحويل التشكيلات العسكرية الى فئة قوات تأهب القتالي الدائم، ورفع فعالية نظام القيادة والسيطرة، واستكمال نظام اعداد الكوادر والتعليم العسكري والعلوم العسكرية، وتحديث انظمة التسليح ذات التوجيه الدقيق بصورة متكاملة، وتطوير نظام استدعاء الاحتياط وتدريبه ورفع درجات استعداد القوات، الى جانب تحسين الاوضاع الاجتماعية للعسكريين، وباعتبار ان هذه الاجراءات مجتمعة سترفع من القدرة القتالية للقوات الروسية في المستقبل.
- وقد وضعت وثيقة العقيدة العسكرية الروسية تصورات للمناطق المرشحة لأن تشهد حروباً، ملفها الشرق الاوسط (خاصة منطقة الخليج وايران، ومنطقة الجرف القاري لبحر بارنتس "الشمال" ، وحوض بحر قزوين ومنطقة اسيا الوسطى، مع ترجيح تنامي التوتر في شبه الجزيرة الكورية، واستمرار العنف في العراق واليمن وافغانستان وباكستان ومنطقة القرن الافريقي ومدخل البحر الاحمر الجنوبي (باب المندب). كما وسعت الوثيقة من سيناريوهات الصراع التي يمكن استخدام السلاح النووي بها وتنقسم الى اربعة انواع من الحروب هي:
1) الصراع المسلح، وبشكل اساسي ديني او عرفي داخل حدودها، بمشاركة دول اخرى.
2) الحرب المحلية التي تشنها دولة او مجموعة دول معادية، لكنها ذان نطاق واهداف محددة.
3) الحرب الاقليمية التي تشنها دولة، او تحالف من الدول لتحقيق مكاسب سياسية.
4) الحرب الكونية التي يشنها تحالف من الدول، وعلى نحو يهدد كيان ووجود الدولة الروسية.
- وفي اطار تطبيق توصيات العقيدة العسكرية الروسية الجديدة، دورا على نشر نظام الدفاع الصاروخي الامريكي N.M.D في بلدان بولندا وتشيكيا وبحر البلطيق، فضلا عن نشره ايضا قرب الحدود الروسية الشمالية في الاسكا وكاليفورنيا، فقد طورت القوات الفضائية الروسية منظومة صواريخ فضائية (روكروت)، الى جانب تطوير ونشر انظمة صواريخ استراتيجية عابرة القارات (بولافا) يطلق من الغواصات النووية (يوري 900)، والصاروخ 18 – RS الحامل لرأس نووي فضلا عن تحديث الصواريخ (توبول – م) و (25 – SS) والصاروخ الثقيل 20 – RS المزود بعشرة رؤوس فرعية كل زنة 750 كجم، وبحيث يمتلك سلاح الصواريخ الاستراتيجي في عام 2020 ما بين 300 – 350 صاروخ متطور مسلحة بـ 800 مجموعة رؤوس نووية، وبما يجعل اجمالي القوة النووية تتراوح ما بين 1600 – 1900 رأس نووي.
هذا الى جانب تحديث الصواريخ التكتيكية (اسكندر B) ومداها 500 كم وتحمل رأسا نووية تكتيكية ثم نشرها في اراضي بيللا روسيا.
- اما على صعيد القوات التقليدية، ورغم تقليص حجم القوات العاملة الى نحو 1.2مليون جندي مقابل اكثر من 3 مليون في السنوات التي اعقبت حل الاتحاد السوفيتي، فقد تم الاتصال تدريجيا من نظام الخدمة الاجبارية الى الخدمة التطوعية، ليصل عدد الضباط الى 150.000 ضابط، وزيادة الميزانية الدفاعية الى 150 مليار دولار، ووضع خطة عاجلة لثلاث سنوات قيمتها 140 مليار دولار لبناء 48 مقاتلة حديثة، 6 طائرات تجسس، 60 مروحية هجومية، 14 سفينة حديثة، 300 دبابة حديثة. وفي هذا الاطار تم تطوير ونشر منظومة فينكس التي تتفوق على منظومة تريوت المضادة للصواريخ الامريكية، وهي قادرة على اكتشاف طائرات الشبح، وتطوير اجيال جديدة من المقاتلات وتشمل ( سوخوي - 35)، (ياك – 13) ، ( سوخويFA- PARK) وتعني Future Air Complex For Tactical Air Forces، وهي تماثل المقاتلة الامريكية الاحدث (F-22) رايتور، الى جانب تطوير قاذفة استراتيجية قادرة على حمل صواريخ كروز بعيدة المدى SS-X-27 تعمل بنظرية (ستيلث – الاخفاء). وفي مجال المروحيات تم تطوير المروحية الهجومية (Mi-28 N)، والطائرة بدون طيار (IRKUT-DA42). وبالتوازي مع تطوير الطائرات يجري تطوير الذخائر الجوية، وابرزها القنبلة الوجهة بالليزر LGB-250 وجاري تسليح المقاتلات سوخوي بها، والصاروخ جو/جوR13-2، كذلك القنبلة VDW، وهى الاقوى في العالم من حيث توليد موجات ضغط تصل الى 35 ضغط جوي كفيلة بإبادة كل ما تحتها فوق وتحت الارض في دائرة قطرها 20 كم، بما يجعلها احد اسلحة الدمار الشامل، وقد تم تجربتها من قاذفة ثقيلة TU-160.
- وفي اطار تطوير القوات البحرية تم بناء ثلاث حاملات طائرات يمكن منها اطلاق مقاتلات الجيل الخامس (سوخوي-5)، وخمس غواصات نووية (يور دولوجوركي) المسلحة بصواريخ "بولافا"، ومخطط لبناء 8 غواصات نووية اخرى مسلحة بصواريخ كروز بتكلفة 10 مليار دولار بحلول عام 2020، هذا الى جانب تطوير جيل جديد من الغواصات التقليدية (كيلو) مع تسليح الغواصات النووية (تايفون، دلتا-5) بصواريخ 24 – SS والصواريخ (سينتا) عابرة القارات ومزودة بـ 8 رؤوس نووية ويصل مداها الى 8300 كم. وفي مجال الذخائر البحرية فقد تم تطوير الصاروخ (يافوتت 3m55) مضاد للسفن، والصاروخ 3m5-klub من الغواصات لمدى 50كم.
- كما نصت وثيقة العقيدة العسكرية الروسية في اعفاء اهتمام خاص بالتطوير النوعي للقوات البرية، والتي شملت تطوير دبابة القتال العسكرية (T-90)، وعربة القتال المدرعة (BMB-4)، والصواريخ المضادة للدبابات IT-15، وجعل راجمات الصواريخ متعددة المواسير السلاح الرئيسي في المدفعية الروسية بديلا عن مدافع المواسير، الى جانب تطوير وسائل الدفاع الجوي قصيرة المدى، اللازمة للدفاع الموضعي عن التشكيلات الميدانية البرية.
كذلك اهتمت خطط التطوير بالتوسع في استخدام القوات الخاصة وتحسين قدراتها التسليحية ووسائل نقلها جواً وبحراً وبراً ليمكنها التدخل السريع في مناطق الاشتباكات المستقبلية داخل وخارج روسيا.