رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

انهيار وول ستريت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التاريخ هو ملف الأحداث التاريخية ومرآة الزمان بين الماضي والحاضر والمستقبل فمن "يرى مصيبة الآخرين تهون عليه مصيبته" لكن لا بد من الاستفادة من تجارب الآخرين لنتمكن من العبور إلى العالمية، ولن أتعرض في هذا المقال إلى الإمبراطوريات التي صنعت الحضارات منذ قرون ثم انهارت لأسباب ما ولكني سأتعرض للإمبراطورية المتواجدة بيننا الآن وتتلاعب بمصائرنا ليس من باب السيطرة والمصالح فقط ولكن بسبب ضعفنا واستهتارنا وعدم رغبتنا في القيام من غيبوبة التخلف والأنهيار الأقتصادي والأجتماعي وهي " الأمبراطوية الأمريكية "أقوى وأعظم دولة حتى الآن في العالم وبالتحديد سأتطرق لمنطقة "وول ستريت" شارع البورصة والمال أحد شوارع منهاتن السفلى بمدينة نيويورك الذي انهار منها اقتصاد أمريكا إلى حد الإفلاس عام 1924 ومنها أيضا استعادت قوتها الأقتصادية .
فمن منا يصدق ان هناك يوما ما مرعلى "أمريكا" سمي بيوم الثلاثاء الأسود في 24 اكتوبر عام 1929 "أشد وطأة مما تمر به بلادنا والمنطقة االعربية" انهارت وقتها امريكا اقتصاديا بسبب المبالغة في عرض الأسهم الذي أدى الي تهافت المستثمرين على شرائها بما فيها البنوك لمشاريع ضخمة أدى هذا الأقبال إلى ارتفاع أسعار الأسهم يوما بعد يوم حتى وصل العرض لأكثر من 30 مليون سهم ادى الي هبوط سعر السهم إلى القاع وانهيار الأسواق المالية في عام 1929 وبالتالي أدت هذه الظاهرة إلى كساد وركود وانهيار اقتصادي لا مثيل له في تاريخ أمريكا ولم تبدأ بوادر استرداد قدرتها الاقتصادية الا في عام 1954.
لكن السؤال هنا كيف تمكنت امريكا من تخطي تلك الأزمة وكيف وصلت الآن بان تكون امبراطورية عظمى خلال 25 عاما ؟.. فحتى عام 1929 وصلت نيويورك الي قمة النمو الاقتصادي الأسرع حين طورت واعتمدت على اهم وسيلتين لزيادة النمو الأقتصادي بإمداد خطوط السكك الحديدية بجميع أنحاء الولايات المتحدة الامريكية وظهور الرسائل البرقية التي كانت هي المحرك الرئيسي في تحقيق اقتصاد سريع ومبهر حتى وصلت لأعلى نقطة حسب مؤشر داو جونز الي 381 نقطة وهي نفس النقطة التي انهار منها اقتصاد امريكا عام 1929 وظلت تعاني من الفقر والبطالة وزاد اعداد المشردين والمتسولين حتى وصلت إلى أعلى نقطة مرة أخرى حسب مؤشر داو جونز 381 نقطة وهو نفس المؤشر الذي انهارت منه أمريكا بعد مرور 25 عاما.
قد يكون الوقت لتحقيق النمو الأقتصادي ليس هو المشكلة ولكن المشكلة الحقيقية هي السعي وراء منظومة النمو وتنفيذ المشاريع الأسرع نموا اقتصاديا بانشاء المزيد من خطوط السكك الحديدية للربط بين المدن المصرية وبين جيرانها من الجنوب والغرب لزيادة النمو والتعاون الأقتصادي الذي يقلل من التكاليف وزيادة الأنتاج وتحديث الأساليب الصناعية النفطية وتخفيف الأعباء الجمركية لتسهيل عمليات الأنتاج من المواد الخام المستوردة من الخارج ..فقد صدرتقرير عن "كامكو" الكويتية ان معدل النمو لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ودول مجلس التعاون سيرتفع الي 3.2% عام 2014 عما كان عليه في 2013 2.3% ويعد هذا الارتفاع لا يزال اقل من متوسط النمو البالغ 4% التي سجلتها منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا خلال العقود الأربعه الماضية .. نحن في حاجة ملحة لزيادة معدل النمو الأقتصادي مع ازياد أعداد السكان وبالتالي الإقبال على الاحتياجات الأساسية للحياة وتعتبر مصر أهم وأكبر دولة معنية في منطقة الشرق الأوسط ...أتألم كثيرا حين اقرأ التاريخ واجد امم صاعده بالأرادة والأمل بكل امكانياتها حتى وان كانت فقيره في ثرواتها النفطية كماليزيا وتركيا والصين وأتعجب لتراجعنا إلى الوراء متجاهلين الثروات التي نمتلكها سواء بشرية او ثروات طبيعية ونفطية ارى الحلم قريبا تحقيقه بكثير من الأمل والاستقرار الأمني الذي يحاول تحقيقه أبناء الوطن من الجيش والشرطة تحت إدارة طموحة، لكن ينقصها العون والإدراك بخطورة وحجم المشكلة وحاجتنا الملحة للإسراع بقطار التنمية واللحاق بما هو ممكنا، يدٌ بيد، فقد حان وقت تغيير الكثير من عادات المصريين وثقافاتهم المنهارة وتأهيل وإعداد أنفسنا لنقف في صفوف اقتصاديات الدول العظمى، وأنا على يقين أن مصر ستعبر تلك المرحلة ولكن مع الإرادة والاستفادة من تجارب الآخرين.

*********أماني ابراهيم