تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية أدركت أن مواقفها العدائية ضد مصر لم تضر بالجانب المصري بل تسببت في خسارة فادحة لإدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما على مستوي العلاقات الاستراتيجية، ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، في وقت تبدأ فيه حربها ضد تنظيم "داعش"، حيث أكد عدد من الدبلوماسيين أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، جاء بناء على طلب أمريكي ولم يكن عن رغبة مصرية.
كما أن الولايات المتحدة مدت يديها لمصر بعد أن شعرت أن الجانب المصري تخلص من تبعيتها وضغوطها المستمرة التي استمرت لعقود طويلة تحت مسمي تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر ولاسيما أن القاهرة تجاوزت أزمة تعليق واشنطن للمساعدات، من خلال الدعم الذي قدمته دول الخليج واتفاق السلاح الذي تم إبرامه مع روسيا بقيمة 3.5 مليار دولار.
وأكد مصدر دبلوماسي بوزارة الخارجية أن قمة السيسي وأوباما فرصة مهمة لدفع العلاقات الثنائية، لافتا إلى إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي باراك أوباما، غد الخميس، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة يمكن أن يعطي إشارة إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية تسير في المسار الصحيح على الرغم من توتر العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة.
وأضاف المصدر – في تصريحات خاصة لـ""البوابة نيوز" – أن هذا الاجتماع يأتي في الوقت الذي تواجه فيه واشنطن عدة تحديات سياسية في الشرق الأوسط في مقدمتها حربها ضد "داعش"، كما أن اللقاء يؤكد على المصالح الإستراتيجية التي أبقت على العلاقات المصرية الأمريكية على مدى العقود الأربعة الماضية وهي مكافحة الإرهاب والحفاظ على السلام في المنطقة والتعاون الإستراتيجي.
وتوقع المصدر أن لقاء السيسي وأوباما سيتطرق إلى عدد من الملفات من بينها تعزيز حرية التعبير في مصر إضافة إلى مناقشة الخطط المستقبلية لتكثيف الخطوات ضد الميلشيات الموجودة في ليبيا والجهود الحالية لمكافحة الإرهاب في سيناء والتأكيد على مركزية دور مصر في أي مبادرة تهدف إلى منع اشتعال الصراع في غزة مرة أخرى.
وقال إن أوباما ربما يحاول خلال لقاء السيسي طلب مساعدة مصر في التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، خاصة وان الرئيس السيسي أعرب مؤخرا عن التزامه بالدعم الكامل للتحالف الدولي.
من جانبه، أوضح السفير محمد منيسي - مساعد وزير الخارجية السابق، المشرف العام على الهيئة العامة لرعاية المصريين بالخارج – أن أهم ما يميز لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما غد الخميس على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه جاء بناء على طلب أمريكي، لافتا إلى أن الرئيس السيسي لم يطلب اللقاء كما أنه زيارته إلى نيويورك كانت إلى للمشاركة في جلسة الأمم المتحدة وليست لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، موضحا أن أمريكا تسعى لمد الجسور إلى مصر بعد تخلصها من التبعية.
وأضاف المنيسي – في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" – أن الطلب الأمريكي يمثل مؤشرا جيدا لعودة العلاقات الثنائية بين البلدين، بعد ما شابها من توترات في الآونة الأخيرة، كما أنه أحد التداعيات المهمة لظهور حركة "داعش" وما تشكله من هاجس لراسم السياسة الأمريكي، وتأكيدا لأهمية مصر وكونها الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة خطر "داعش" والحركات المتطرفة المشابهة واعترافا بأنه لا يمكن الاستغناء عن الدور المصري.
وشدد المنيسي على أن مصر بقيادة الرئيس السيسي أعطت مؤشرات بأنه لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها الضغط عليها، فالمؤشر الأول يتمثل في كسر احتكار الولايات المتحدة لتسليح الجيش المصري حيث وقعت مصر على اتفاقية سلاح مع روسيا تقدر ب 3.5 مليار دولار، كما أن مصر تحت قيادة السيسي قد أرسلت للولايات المتحدة رسالة مفادها أنه إذا كانت ترغب في علاقات جيدة مع مصر فلابد أن تقوم على قاعجة تحقق مصالح للدولتين معا.
وتوقع المنيسي أن يكون وزير الخارجية الأمريكي جون كيري – خلال زياراته الأخيرة للقاهرة - طرح ترتيب لقاء السيسي مع أوباما خلال جلسة الأمم المتحدة إلا أن القاهرة لم تبد حماسا لهذا اللقاء.
وأشار المنيسي إلى أن مصر أصبحت تجيد التعامل مع الولايات المتحدة مع السياسة الأمريكية التي لا تعرف سوي لغة القوة وأصبحت تجبرها على التعامل من منطلق الندية وعدم التبعية، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي مصاب الآن بحالة من الاحباط بعد أن خسر رهانه على الإخوان المسلمين وبالتالي فإنها يحاول إعادة حساباته.
وأشار الكاتب الصحفي عاطف الغمري - مدير مكتب الأهرام في لندن – إلى أن برنامج زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة الأمريكية لم يكن متضمنا لقاءه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، متوقعا أن يكون اللقاء كان بناء على الطلب الأمريكي نتيجة لبعض المؤشرات التي سبقت ومن بينها حالة الضغط التي يتعرض لها الرئيس الأمريكي داخل الولايات المتحدة الأمريكية من هجوم وانتقادات من جانب الكونجرس الأمريكي وكبار السياسيين والكتاب الأمريكيين الذين اعتبروا موقفه ضد مصر مضرا بالمصالح الأمريكية بالمنطقة.
وأضاف الغمري – في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" – أنه عقب ذلك مجموعة من الزيارات من مسئوليين أمريكيين من بينهم وزير الخارجية والدفاع الأمريكيين فضلا عن التصريحات بقرب عودة طائرات الأباتشي إلى مصر، وبالتالي فأن دعوة أوباما للسيسي تعبر عن حالة من الرغبة في إعادة العلاقات الطبيعية مع مصر ونتيجة للضغوط التي يواجهها أوباما من إدارته.