الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خبراء ودبلوماسيون: الاتفاق اليمني مع الحوثيين جنبهم الحرب الأهلية.. الحوثيون: دخلنا صنعاء باتفاق مع الرئيس للقضاء على نفوذ الإخوان.. الأغبري: الدبلوماسية أصبحت الحل الوحيد الآن

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقف العالم العربي هذه الأيام مترقبا لما سيفضي إليه اتفاق السلم والشراكة الوطنية، في اليمن والذي وقعت عليه الأطراف اليمنية أمس الأول، وما سيئول إليه الوضع في العاصمة صنعاء بعد استحواذ أنصار الله، الذراع العسكرية لجماعة الحوثي على مناطق متفرقة من العاصمة، بما في ذلك المؤسسات الحيوية في العاصمة.

وفيما يعيش اليمن أوضاعًا عصيبة، إلا إن الاتفاق الأخير جنبها ويلات الحرب الأهلية التي حذرت منها كل الأطراف في اليمن، مؤكدة على أنها لن تترك حال اشتعالها شيئا في طريقها.

وفيما خرجت العديد من التكهنات حول كواليس الاجتماع، أكد مصدر دبلوماسي يمني على أن ما جرى من استحواذ لجماعة أنصار الله على العاصمة صنعاء، الأيام القليلة الماضية جاء باتفاق مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وذلك للقضاء على نفوذ وتحركات الإخوان في اليمن بشكل عام بعد التسلط الكبير، والانقضاض على السلطة من قبل على محسن الأحمر وجماعته.

وأكد المصدر الدبلوماسي اليمني في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن الرئيس هادي منصور اتفق مع السعودية والإمارات لجعل أنصار الله يدخلون إلى صنعاء للقضاء على نفوذ الإخوان، ووجودهم في اليمن، وذلك في إطار السعي العربي لوضع الإخوان على قائمة الإرهاب.

ولفت المصدر إلى أن رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة، هو من جماعة الإخوان، إضافة إلى أن الوزارة الأخيرة كانت تضم ٥ وزراء من الإخوان في حين كان البقية من كل الأطياف السياسية اليمنية، إذ استأثرت الإخوان بوزارات الداخلية، المالية، التخطيط، الكهرباء، التعليم.

وأشار إلى أن أنصار الله " الحوثي" قاموا بهجوم مباغت، فاجأ الإصلاح، وذلك بتنسيق مع الرئيس هادي، حيث أخذ أنصار الله مواقع الإخوان بصورة مباشرة.

أما الكاتب والمحلل السياسي اليمني "خالد السودي" فقد أكد أن الاتفاق الأخير الذي جرى توقيعه، تحت مسمى " اتفاق السلم والشراكة الوطنية" أخرج اليمن من أزمة حقيقية بعد أن كانت على مشارف حرب أهلية، وذلك بعد مفاوضات قام بها جمال بن عمر، المبعوث الأممي إلى اليمن.

وأوضح السودي، والذي كان يشغل منصب نائب السفير اليمني، والمستشار الإعلامي للسفارة اليمنية، في تصريحاته لـ "البوابة نيوز" أن هذا الاتفاق لا بد أن يؤدي لهدوء الأوضاع نتيجة أن أنصار الله، الذراع السياسية للحوثيين في اليمن حققوا مطالبهم من دخول صنعاء وذلك عبر تحجيم الدور العسكري والسياسي للإخوان.

ولفت السودي إلى أن وضع إخوان اليمن يختلف عن وضع الإخوان في الدول الأخرى خاصة أنهم ومنذ أربعينيات القرن الماضي يشاركون في الحكم في اليمن ولم يتعرضوا إلى أي اعتقالات، إضافة للقبلية، مشيرا إلى أن الوضع الآن تغير وصار إخوان اليمن حزبا بلا أنياب.

وأكد السودي على أن حزب الإصلاح، الذراع السياسية للإخوان في اليمن له عدة أذرع أخرى منها، عسكرية، وقبلية وغير ذلك، ولكن بعد دخول الحوثي فقدت قوتها تمامًا، وأصبح الحزب الآن بلا أنياب.

وعلى جانب آخر يقول بجاش الأغبري عميد أسرى جنوب اليمن أن الاتفاق الذي جرى في اليمن مؤخرًا واضح للعيان في إطار القضاء على نظام الإخوان عبر جماعة الحوثي.

وأكد الأغبري في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز" أنه وبعد وصول الحوثيين إلى مطالبهم عبر التصعيد العسكري، تأكد لهم أن حل قضيتهم لن يكون عبر الدبلوماسية، وإنما عبر كفاح مسلح سيجري العمل عبره، وفقا لقوله.

وأضاف الأغبري أن بموقف الحوثي ووقوف العالم صامتا تأكد لنا بأن العالم لا يعترف إلا بالقوة، ومن ثم سنبدأ بالجهاد المسلح، للحصول على حقنا في دولتنا، فالسلم لم يعد يجدي مع هؤلاء خاصة أننا نناضل منذ طوال ٨ سنوات لنيل حق شعبنا الجنوبي في حين أن العالم يقف ويتفرج علينا بدون أن يحرك ساكنا".

فيما يذهب الكاتب اليمني أنور حيدر إلى أن توقيع الأطراف السياسية اليمنية المختلفة على الاتفاق الذي جرى أمس أكد حسن النوايا لجماعة أنصار الله " الحوثي"، والتي لم تزج باليمن في أتون الصراعات.

وأوضح أن توقيع أنصار الله على اتفاق السلم والشراكة دليل على حكمة عبدالملك الحوثي، والذي جنب اليمن كثيرًا بالتوقيع عليه.

وأضاف:أن حكمة أنصار الله تجلت في أبهى صورها من خلال فتح أبواب السلام وعدم الزج بالبلد في أتون الصراعات وستكون هذه الحكمة بمثابة ثمرة باسقة في حياة اليمنيين الجديدة.

وقال إن اليمن بات يتمتع بتجربة الحكمة المتفردة والتي جاءت نتاج نضال ومعاناة طويلة لا يدركها أو يستوعبها إلا من خاض غمارها.