أكد مبعوث الصين الجديد الخاص بالشرق الأوسط السفير قونغ شياو شنغ، أن الموقف الصينى من مكافحة الإرهاب موقف ثابت وواضح، ويرفض الإرهاب بكافة أشكاله، مشيرا إلى أن الصين تتعاون مع كل دول منطقة الشرق الأوسط ولاسيما مصر من أجل مواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذي عقدته اليوم السفارة الصينية بالقاهرة لاستعراض نتائج الجولة التي قام بها مبعوث الصين الجديد لدى الشرق الأوسط وشملت فلسطين وإسرائيل والأردن ولبنان وختاما بمصر.
وأوضح المبعوث الصيني الجديد للشرق الأوسط أن زيارته لمصر تعتبر مهمة للغاية في إطار تبادل وجهات النظر مع المسئولين حول التطورات في المنطقة مؤكدا استمرار بلاده في بذل الجهود لدعم عملية السلام في الشرق الأوسط وإعادة إعمار قطاع غزة، مشيدا في الوقت ذاته بالجهود المصرية لإنجاح المؤتمر الدولى لإعمار غزة والذي من المقرر أن تستضيفه القاهرة في 12 أكتوبر القادم.
ولفت إلى أنه التقى في القاهرة مع مسئولي وزارة الخارجية والمعنيين وممثلين عن الجامعة العربية، وارتكز الحديث على عملية السلام والأوضاع الراهنة في المنطقة، حيث تم التأكيد له على أن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط خطيرة للغاية وأن الالتزام بعملية السلام مازال الخيار الوحيد لحل القضية الفلسطينية.
وتابع بالقول إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كشف له خلال لقائه به عن أنه سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 26 سبتمبر الجاري، حول رؤيته بالمنطقة وحول ضرورة حث المجتمع الدولي بتكثيف الاهتمام للتغلب على التحديات التي تواجه عملية السلام حاليا.
كما لفت المبعوث الصيني الجديد إلى أن الجانب الإسرائيلي أكد له استعداده لاستئناف المفاوضات مع الرئيس عباس حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه نقل ذلك للرئيس محمود عباس خلال زيارته إلى فلسطين.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، نوه المبعوث إلى أن هناك سوء فهم من المجتمع الدولى حول موقف الصين من سوريا، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية الصينية تلتزم بمبادىء وميثاق الأمم المتحدة وكذلك القواعد التي تحكم العلاقات الدولية والمبدأ الأساسى للدبلوماسية الصينية هو ضرورة احترام قيادة الدول ولايجوز التدخل فيها وأن الشعب السورى هو من يملك فقط الحق في تحديد مصيره.
واستطرد بالقول إن منطقة الشرق الأوسط لها تجارب سيئة بسبب تبنى الحلول العسكرية التي لن تحقق تسوية حقيقية مثل القضية الفلسطينية وليبيا والصومال وأفغانستان ولبنان والعراق وغيرها من الدول الأخرى.
وأضاف المبعوث الصيني أن الحكومة والشعب الصيني يتبنيان موقفا واحدا تجاه الشرق الأوسط ولا يوجد أي نوع من التباين، لافتا إلى أن الجانب الصيني يدعم دائما الشعب الفلسطينى لاستعادة حقوقه وهذا موقف ثابت ولكن باعتباره مبعوثا جديدا للشرق الأوسط هناك أفكار جديدة تتلخص في عدة نقاط وهى التأكيد على حق الشعوب في فرض الرؤى الخاصة بهم باعتبارهم أصحاب الأرض ويجب على المجتمع الدولى احترام صوت وآراء هذه الشعوب.
وتابع بالقول إنه يجب الأخذ في الاعتبار مدى تعقيد قضايا المنطقة وحجم التأثير الذي سيقع على كل دول المنطقة وكذلك ضرورة أن تشمل الجهود الدبلوماسية المفاوضات السياسية وإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية وأيضا بذل الجهود لبحث أرضية مشتركة لجميع الأطراف مثلا تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة التي لا يختلف عليها أحد.
وأضاف أن الهدف من هذه الجولة التي شملت خمس دول مختلفة (فلسطين،إسرائيل،الأردن،لبنان،مصر) هو الإصغاء إلى رؤى دول المنطقة حول الأوضاع الراهنة والهدف الثاني هو التأكيد على الاهتمام الصيني البالغ إزاء الأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط وبعث رسالة إلى دول المنطقة مفادها أن الجانب الصيني يحرص على التعاون مع دول المنطقة في الشرق الأوسط ولاسيما مصر.
ولفت المبعوث الصيني الجديد للشرق الأوسط أنه أكد بشكل خاص للقيادة المصرية على أهمية مصر في تخفيف حدة التوتر في فلسطين ومختلف قضايا المنطقة وأن السلطات الصينية تولى اهتماما بالغا للعلاقات الثنائية مع مصر وهذا تعاون لا يشمل فقط التعاون السياسي فقط بل يتسع ليشمل الجانب الاقتصادي من تعزيز حجم التجارة الاقتصادية البينية.
