الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يوم طويل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الأحد أول أمس كان يوما طويلا مرهقا.. محزنا ومؤلما.. صحوت على أخبار انفجار بولاق أبو العلا والقتلى والجرحى من رجال الأمن.. ثم تتالت أخبار انفجارات أخرى بلا ضحايا ثم خبر صعب بانفجار طائرة حربية وموت من بها من الطيارين.. ثم خبر شخصى بموت أعز أصدقاء أولادى المهندس معتز الشربينى الذى صاحبهم وصاحبوه منذ الحضانة حتى التخرج من الجامعات والذى كنت أحبه جدا لأنه كان الوداعة والخلق تمشى على قدمين.. مات غرقا مع سبعة شباب فى مرسى مطروح.. أمضيت اليوم أحاول الشد على يد أبنائى علنا.. وسرا أحاول أن أشد من أزر نفسى وتداخل كل الشهداء فى روحي.. حتى عدت إلى البيت فى المساء فرأيت خبرا مشجعا وهو وقف حبس ماهينور المصري.. وتناسيت مصابنا الشخصى وجلست أفكر كيف حقا يمكن زرع قنبلة فى شجرة أمام مسجد السلطان أبو العلا المجاور لباب وزارة الخارجية الواقع على شارع 26 يوليو.. لو تم ذلك نهارا فأمر مستحيل ولو تم ليلا ألا توجد كاميرات فى هذا المكان الحيوى يمكن الاطلاع عليها طوال الوقت.. ثم تذكرت أن ذلك حدث من قبل عند الجامعة وعند الاتحادية.. ويصيبنى الذهول من هذا الموت المجانى لرجال الشرطة وغيرهم كل مرة.. سنعرف بعد ذلك خبرا عن القبض على الفاعل أو من يشتبه به لكن ضاعت الأنفس والأرواح.. وبينها الضابط المقدم خالد سعفان والمقدم محمد أبو سريع أحد شهود قضية الهروب من وادى النطرون الذى انتقل إلى هذا العمل فى هذا المكان منذ أسبوع واحد فمن يا ترى استطاع أن يترصده إلى هذا الحد وإذا كان الأمر كما جاء فى بعض الصحف أنه انتقل إلى هذا العمل منذ يومين فإلى هذا الحد يستطيع الإرهاب القذر متابعة أهدافه ؟ كتبت كثيرا عن ضرورة أن تكون جهود الشرطة للإرهاب وليس للمظاهرات.. ولن أعيد الكلام هنا.. سأقول حزينا قدر الله وما شاء فعل لكن تظل فى النفس آلام بسبب هذا الموت المجاني.. كما أن سقوط طائرة حربية أمر أحزننى غاية الحزن.. مهما كان الخطأ فلقد مات من بها جميعا.. العميد طيار عمرو رشوان والرائد طيار أحمد موافى والرائد طيار أحمد سعيد مشالى والرائد مهندس أحمد فتحى والمساعدين رضا زكى وعبد الحكيم الزناتي.. أنظر إلى هذه الرتب الرفيعة كيف ضاعت ؟ والذى يؤلمك أكثر أن الفلاحين فى موقع السقوط قالوا أن من بها كانوا يشيرون إليهم أن يبتعدوا حتى لا يصابوا.. تتألم وتحزن من أجلهم هؤلاء الذين استشهدوا وهم يحذرون الناس من الموت.. كان يوما صعبا وما زال وأنا أكتب هذا المقال بعد أن انتصف الليل.. حاولت أن أنشغل بالهم العام أكثر.. فرحت بالتأكيد بإيقاف حبس ماهينور المصرى التى لم تفعل شيئا هى وزملاؤها عمر حاذق ولؤى قهوجى وغيرهما غير الوقوف على الرصيف أمام محكمة الاسكندرية يوم الحكم فى قضية خالد سعيد.. أحسست بالفرح حقا لكن تظل الاسئلة إلى متى سنظل فى هذه الحالة التى لا أول لها ولا آخر من الفوضى أو على الأقل التخبط أو على الأقل اللخبطة.. شباب واطفال فى الحبس الاحتياطى المفتوح وشباب يضرب عن الطعام وضحايا من البوليس والناس للإرهاب.. ألا من طريق يخلصنا من هذا كله.. ليس أمامنا للأسف إلا طريق الديمقراطية رغم ما يقال عن أولوية الأمن ورغم أن الإرهاب يعزز هذا الكلام عن أولوية الأمن.. أكثر من عام مضى ولم تأت القوانين غير الدستورية مثل قانون التظاهر والحبس المفتوح بنتيجة إيجابية غير إشعال آلاف البيوت بالغضب والحزن على أبنائهم الذين لم يرفعوا سلاحا فى وجه أحد.. لابد من نهاية.. أن تتفرغ الداخلية للإرهاب وتخرج من عبء العمل السياسى ومتابعة المظاهرات والاضرابات وغير ذلك.. أن تتفرغ الداخلية للإرهاب والإرهاب فقط على الأقل حماية لأبنائها الذين يسقطون بالمجان ليس بسبب شعار مرفوع هنا أو هناك ولا هتاف هنا أو هناك لكن بسبب إرهاب يعرف ماذا يفعل.. يعرف أن الداخلية مهما فعلت لن تلاحق على كل شيء ومن ثم لديه الفرصة فى القتل.. خالص التعازى لأهل كل الشهداء.. شهداء يوم الأحد الدامى ولرجال الجيش الشرفاء وليعطينى الله الصبر على فقد أجمل أصحاب أولادى وأحبهم إلى قلبي.. ويعطى أهله وأبنائى أيضا القوة على الصبر.. كان يوما صعبا اختلط فيه الحزن العام بالخاص.. يوم امتلأ بالشهداء.. كيف تكون أيامنا أجمل ؟