الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مسئول العلاقات الخارجية بجماعة الحوثي حسن الحمران: ثورتنا ثورة شعب اليمن والسيسي سيغير موازين القوى بالمنطقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- الأمريكان أداروا الدولة بحكومة الإخوان الفاسدة.. والقاعدة أداة استخباراتية تديرها واشنطن لاحتلال الشعوب ونهب ثرواتها
- الولايات المتحدة تسعى لتقسيم اليمن وإقامة قاعدة عسكرية فى الجنوب.. وليس لنا مشكلة ضد الجيش
- الإخوان تدعم القاعدة وكثير من قيادات حزب الإصلاح قتلوا في صفوف التكفيريين


أكد حسن الحمران، مسئول العلاقات الخارجية بحركة الحوثيين فى اليمن أن المنطقة العربية تشهد مؤامرة لتغييب الدور العربى الفاعل، وعلى رأسها الدور المصري الريادي، الذى أصبح مستهدفًا منذ سنوات طوال، مشيرًا إلى أن القوى العظمى تسعى إلى تقزيم الدور المصري، وعدم عوتها لريادة الأمة العربية وقيادتها، مشيرًا إلى أن أصحاب المصالح فى إذكاء الفتنة يروجون شائعات حول جماعة الحوثي في اليمن، لافتا إلى أن هناك مغالطات فى الحقائق يسعى المنتفعون لترويجها.

وقال الحمران في حواره مع موقع "البوابة نيوز": إن وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي سيغير موازين القوى فى المنطقة ويصب فى صالح مواطنى اليمن، لأن الجيش المصرى الذى حارب من أجلنا لديه عقيدة مترسخة ومتجذرة فى وجدان رجاله أن الأمن القومى المصري لا ينفصل ولا يتجزأ عن الأمن القومي العربي، مؤكدًا أن حكومة الإخوان الفاسدة هي السبب في تدهور الأوضاع في البلاد وأنها تساند تنظيم القاعدة والتكفيريين وتمدهم بالمقاتلين... فإلى نص الحوار..

* بداية.. صف لنا الأزمة الراهنة بين الجماعة والحكومة اليمنية؟

يجب التنبيه أولا على أن الثورة هي ثورة الشعب اليمنى، وليست ثورة حركة أنصار الله التى هى جزء من المكون الرئيس للشعب، وجزء من الثورة اليمنية، مع العلم بأن مطالبنا هي المطالب المشروعة للشعب اليمني والتي تلخصت فى 3 نقاط، منها إسقاط الجرعة، وإقالة حكومة الإخوان الفاسدة، وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطنى الذى ينص على مشاركة جميع طوائف الشعب اليمني فى العملية السياسية بطريقة عملية تخدم الدولة وبدون محاصصة.

* وهل هذا يستدعي إسقاط مؤسسات الدولة؟

نحن كنا متواجدين في صنعاء وفي مختلف المحافظات، ولم نرد إسقاط صنعاء أو غيرها من المناطق، وكنا أول من طالب بدولة مدنية وبناء جيش وطني يكون بعيدًا عن القوى التقليدية والقيام بهيكلة حقيقية للجيش وليس كما حدث، فنحن حركة مدنية تبحث عن دولة مدنية حديثة لا يتعرض فيها المواطن للظلم والعدوان؛ لأننا عانينا كثيرًا ولا نريد للآخرين أن يعانوا.

* وماذا عن مطالبكم بشأن المبادرة الخليجية؟
كان لدينا تحفظات على تلك المبادرة ولكننا التزمنا بها سعيًا لتحقيق الاستقرار فى اليمن حيث نصت المبادرة على رئاسة هادى منصور للدولة لمدة سنتين وفرضت حكومة الإصلاح اليمنى الذى يمثل الذراع السياسية لجماعة الاخوان التى تتعاون مع الأمريكان فى تقرير مصير اليمن، ورغم ذلك صبر الشعب حتى اللحظة، التي تفاوضنا فيها، حفاظًا على الدولة، في حين أن المبادرة الخليجية انتهت وأصبح هناك فراغ دستوري، ولا نقبل التمديد لرئيس الدولة.

* وما موقفكم (أنصار الله) من الحرب التي شنها الجيش اليمني ضد القاعدة (التكفيريين) في محافظتي أبين وشبوة جنوب البلاد؟

نحن نؤيد ما يقوم به الجيش اليمني الأبي في محافظتي أبين وشبوة في محاربة الإرهاب، وهذا ما كنا نطالب به، ونلح عليه بضرورة أن يتولى الجيش والأمن اليمني مهمة ملاحقة التكفيريين وتسليمهم للقضاء لينالوا جزاءهم الرادع.

* تردد في بعض وسائل الإعلام أنكم تواجهون الجيش في بعض المناطق شمال البلاد، وتحديدًا في محافظة عمران فما حقيقة ما يجري هناك؟ وكيف تفسرون فتح عدة جبهات في الشمال ضدكم في التوقيت الذي يقاتل الجيش اليمني القاعدة في الجنوب؟ ومن المستفيد من ذلك؟

هذا غير صحيح، ما تردده وسائل الإعلام بأن الجيش اليمني يواجه أنصار (الحوثي)، فليس لدينا أية مشكلة مع الجيش والذي يقف إلى جانب الإخوان هو (حزب الاصلاح) وميليشياتهم التكفيرية هم مجموعة عسكرية في لواء 310 يحملون أفكارًا إقصائية، وأنانية ودموية، تلقوها على يدي عبد المجيد الزنداني وجماعته الدينية، وقائدهم العسكري علي محسن الأحمر ونحن نعتبره لواءً متمردا على الرئيس ووزير الدفاع؛ لأنه يتصرف ويعمل وفق توجيهات حزبية إخوانية فقط.
فما يحدث في عمران هو معركة بين مشروعين، مشروع قوى المستقبل التي تسعى لانتشال اليمن مما هي فيه من فساد وانهيار أمني واقتصادي من خلال بناء الدولة المدنية العادلة.. دولة المواطنة المتساوية الضامنة لحقوق وحريات كل أبنائها ويمثله أنصار الله وكل القوى الوطنية الحية، ومشروع قوى الماضي الذي يحاول جر اليمن إلى المستنقع السابق ويمثله الإخوان (حزب الاصلاح) وحلفاؤهم القبليون والعسكريون، ومما لاشك فيه أن القوى التقليدية والمتمثلة في جماعة الإخوان وحلفائها يسعون جهدهم للحيلولة دون الوصول لهذا الهدف السامي ويعتبرونه تهديداً وقضاء على ما بنوه من امتيازات خلال العقود الماضية، مثال على ذلك، فتحهم 4 جبهات حرب حشد فيها تنظيم الاخوان في اليمن (حزب الاصلاح) كل عناصرهم المتطرفة والإجرامية وكل إمكانياتهم العسكرية، خاصة في منطقة "كتاف" التي بلغ عدد المقاتلين بها أكثر من 12 ألفا من أكثر من 70 جنسية، وهناك في الدرجة الثانية جبهة "دماج" السلفية، وهي إحدى مكونات إخوان اليمن والتي بلغ عدد مقاتليها ما يقارب 10 آلاف مقاتل، منهم سبعة آلاف من جنسيات عربية وأجنبية ممن اشتركوا في حروب أفغانستان والبوسنة والشيشان والعراق والجزائر ومؤخرًا في سوريا.
ومما يجب التنبيه اليه أن من قام بعملية التفجير ضد افراد الامن المركزي (القوات الخاصة) مؤخرا هو أحد أساتذة دار الحديث في دماج، واسم منفذ العملية هيثم حميد حسن مفرح، ومن اللافت للنظر أن الزنداني عقد لابنه قبل فترة قصيرة على بنت حميد القشيبي قائد اللواء 310 المتمرد عن الشرعية، ولعل ما يحدث في عمران هو ترجمة واقعية لعلاقة المصاهرة الجديدة بين التيار الديني والعسكري داخل حلف الإخوان، ونحن بدورنا نثمن الموقف الشجاع والمسئول لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بعدم موافقته على جر الجيش إلى حرب ضد أبناء بلده، رغم الضغوط الشديدة التي يمارسها الثلاثي المقيت في اليمن العسكري المتمثل في علي محسن والقبلي ويمثله أولاد الأحمر، ومن معهم، والسياسي ويمثله تنظيم الاخوان كحزب الإصلاح أو السلفيين.

* تتحدث كأن هناك قوى سياسية تعمل على التغطية على القاعدة في اليمن؟ فما هدفها من ذلك؟

نعم هناك قوى سياسية نافذة تدافع وتحمي وتتستر على التكفيريين والإرهابيين، وليس التغطية فحسب؛ لأنها تعتبرهم ذراعها الباطشة بأعدائها، وتستغلهم دائمًا في تصفية منافسيها كما حدث مع الحزب الاشتراكي بعد الوحدة وبالذات في عام 1993م، وما حدث مؤخرًا من اغتيال للكفاءات العسكرية التي لا تتوافق مع توجهاتها، حيث بلغ عدد الضباط والعسكريين الذين تم تصفيتهم خلال الثلاث سنوات الماضية أكثر من 167 من أبناء القوات المسلحة والأمن، وأجزم بأن جماعة الإخوان في اليمن (حزب الاصلاح) ليست بعيدة عن هذا، وقد طلبت مجموعة الزنداني (هيئة علماء اليمن) من الرئيس هادي في عام 2012م عند لقائهم به بعد انتخابه رئيسا للجمهورية الحوار مع تنظيم القاعدة، ومقابلة عبد المجيد الريمي القيادي الإخواني الأخيرة مع صحيفة "أخبار اليوم" التابعة لعلي محسن الأحمر تثبت ذلك، حيث صرح بأن ابنه قتل في أبين مع القاعدة، وأيضًا المقابلة التي بثتها قبل أيام الفضائية اليمنية لأبي حفص الموريتاني، قيادي سابق في القاعدة دعا فيها إلى عدم شيطنة القاعدة، وموخرًا أعلن عدد من قيادات تنظيم إخوان اليمن موقفهم المعارض والرافض للحرب التي يشنها الجيش ضد التكفيريين في محافظتي أبين وشبوة جنوب البلاد، ومنهم القيادي الاخواني الدكتور عبدالوهاب الديلمي وزير العدل السابق، صاحب الفتوى الشهيرة لاستباحة الجنوب في العام 1994م، ومبخوت الشريف رئيس فرع الإخوان في محافظتي مأرب وشبوة، الذي قتل ابنه في وقت سابق مع القاعدة في أبين.

* باعتبارك مسئول العلاقات الخارجية لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن كيف تقيّمون الدور الخارجي- وتحديداً الأمريكي- فيما يحدث في اليمن؟

الدور الأمريكي دور ملموس ويمكن ملاحظته في التأثير السياسي وفي التوجه العام للحكومة اليمنية، وهو دور سلبي، كما لديها وجود عسكري في أكثر من منطقة في اليمن، وأمريكا لها أطماع واضحة وتريد السيطرة على اليمن وسواحله لما يمثله موقعها من أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة للعالم، ومحاولة البقاء فيها لكي تتحكم في خطوط الملاحة الدولية، وإمدادات النفط، ونحن ضد تدخلها في القرار السياسي والسيادي لليمن، وضد تواجدها، وضد التعاون والتعامل معها، كما نرفض رفضاً قاطعاً كل ما تقوم به الولايات المتحدة الامريكية في اليمن خاصة ضربات الطائرات بدون طيار(الدرونز) بحجة مكافحة الإرهاب والتي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء، ولدينا قناعة تامة بأن ما يسمى (القاعدة) هي أداة استخباراتية تديرها الولايات المحتدة الامريكية لاحتلال الشعوب والسيطرة على مقدراتها ونهب ثرواتها.

* ماذا تمثل مصر بالنسبة للحوثيين؟

إن عودة مصر القوية للمنطقة ضرورة ملحة وحل جذري لكل ما تعانية الأمة العربية والإسلامية من آلام وأوجاع، وحتى ما تعانيه دول المحيط والإقليم، فمصر بما تحظى به من احترام وقبول في المنطقة ولما تتمتع به من عوامل النجاح الكثيرة باستطاعتها قيادة الأمة وإدارة الدفة إلى شاطئ الأمان، ونحن في حركة أنصار الله نقدر ونعي أهمية الدور المصري، وضرورة وجوده، كما لا يخفى علينا المخاطر الكارثية المترتبة على غيابه، ونعتقد أن وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي سيغير موازين القوى فى المنطقة، ويصب فى صالح مواطني اليمن، ولعل الكثير من إخوتنا المصريين يسمعون عن أنصارالله، ولعل الكثير مما يسمعونه يصب في الاتجاه السلبي سواء من ناحية توجه الحركة أو ارتباطها أو منطلقاتها، وهنا أتمنى من أخينا الأكبر أن يسمع منا مباشرة دون واسطة.