الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

رحيل الغول رجل الدولة الأول بالصعيد

عبد الرحيم الغول
عبد الرحيم الغول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وسط الصراع بين مرشحي قنا للوصول إلى قبة البرلمان وبدء التخطيط للحملات الانتخابية والتحالفات القبلية يتدخل القدر ليقلب موازين اللعبة رأسًا على عقب، وذلك بوفاة البرلماني السابق عبد الرحيم الغول، الذي فاضت روحه إلى بارئها صباح اليوم الاثنين فى أحد مستشفيات القاهرة إثر إصابته بمرض خبيث منذ أسابيع.

الغول وبدايته البرلمانية

بدأ عبد الرحيم الغول ابن قرية بهجورة بمركز نجع حمادي حياته البرلمانية قبيل وفاة الرئيس محمد أنور السادات بأكثر من 5 سنوات، حيث ترشح لعضوية البرلمان كنائب مستقل عن العمال سنة 1975 ليحصد أكبر عدد من أصوات الناخبين وذلك بسبب شهرته وقوته التي تمكنه من تنفيذ مطالب الناخبين فى أسرع وقت.

وعقب فوزه في أول معركة انتخابية لم يخرج الغول من البرلمان المصري كنائب عن نجع حمادي إلا عقب اندلاع ثورة 25 يناير وسقوط نظام حسني مبارك ليكون معهم خارج السباق مثل كافة أعضاء الوطني المنحل.

وهدد الغول في ذلك الوقت وتوعد برفع قضايا على الدولة ليتمكن من العودة للترشح بعد إعلان دستور الإخوان عام 2012 والذي تم بمقتضاه إقرار مادة العزل السياسي لأي برلماني سابق عن الحزب الوطني المنحل وعدم عمله بالمجال السياسي لمدة 10 أعوام، ولكن جاءت ثورة 30 يونيو لتحيي لدى الغول حلم العودة إلى كورسيه المعتاد وذلك عقب إلغاء دستور 2013 مواد العزل السياسي ليستعد عقبها لخوض انتخابات برلمان 2014، ولكن وافته المنية قبل بلوغ حلمه من جديد.

مواقف الغول السياسية:

كان عبد الرحيم الغول من أنصار نظام مبارك، حتى عرف بأنه الذراع اليمنى لجمال مبارك فى قطاع الصعيد بالكامل وذلك لدرايته بمشاكل وطبيعة القبائل التي يصعب على أي برلماني فهمها، بالإضافة إلى امتلاكه الكثير من المؤيدين وأصحاب المصالح.

وعقب ثورة يناير ساند الغول بكل نفوذه وقوته الفريق أحمد شفيق ليكون هو رئيس مصر عقب تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، وكان ممول الحملة الرسمية للفريق بقطاع الصعيد، بالاضافة إلى عقده عدة مؤتمرات للفريق بالصعيد، وهو من جهز لقاءه الشهير بقبائل قنا والذي أقنعهم فيه بضرورة مساندته فى الانتخابات،
ولكن عقب سقوط شفيق في السباق الرئاسي ووصول المعزول محمد مرسى إلى الحكم بدأ الغول فى إطلاق التصريحات النارية التي يسخر فيها من حكم مرسى وقرراته، فكان لا يترك فرصة إلا ويتهكم فيها على المعزول وأعوانه وينعتهم بالغباء السياسي، وهو ما جعله أكبر عدو لجماعة الإخوان وأنصارها فى الصعيد.

الأقباط والغول
شاعت فى الآونه الأخيرة وبالتحديد عقب حادث مذبحة نجع حمادي أقاويل عدة تزعم أن عبد الرحيم الغول هو مدبر حادث المذبحة، وذلك لتورط أحد معاونيه في العملية الإرهابية واعترافه بأن العملية مموله من قبل برلماني شهير.

وترجع هذه الشكوك إلى الخلافات الكبيرة التي تقع بين الغول وأهالى بهجورة مسقط رأسه والتي يوجد أكثر من نصف سكانها من الأقباط الكارهين للغول وسياسته العنيفة والتعنتية ضد أهالي نجع حمادي مما أدى إلى إصدارهم قرارا فيما بينهم بعدم انتخابه فى أي دورة برلمانية ما أدى إلى تصاعد الأزمة بينه وبينهم لحدوث عداء كبير بينه وبين الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي، أشهر رجال الدين المسيحي بقنا، واستمر هذا العداء بين الطرفين حتي إعلان وفاة الغول اليوم.

ومن المقرر تشييع جنازة الغول غدا بمسقط رأسه- قرية بهجورة- وسط حضور شعبي وقادة القبائل لتقديم واجب العزاء إلى أبنائه وأهالى قريته ليترك مكانه خاليا تحت قبة البرلمان ليتحارب عليه الكثيرون ليكونوا خلفا له ولأسطورته البرلمانية الشهيرة.