في تحدٍ صارخ للقانون
وغياب دور الدولة ممثلا في وزارتي الآثار والثقافة مازال التعدى علي سبيل " أم
الأمير محمد علي الصغير" مستمرا .فالسبيل الآثرى ما زال يتعرض لسرقة بعض الأجزاء
النحاسية الخالصة من شرفاته وتهشم نوافذه الزجاجية رغم تجاوز عمره لـ 150 عاما
يقع سبيل "
أم محمد علي الصغير" فى أول شارع الجمهورية، وتحديدا خلف جامع الفتح برمسيس، ويرجع
له الفضل فى إمداد سكان المنطقة بالمياه عن طريق المواسير، ويعود الفضل لبناء السبيل
إلى السيدة " زيبا قادرين بنت عبد الله البيضا " المعروفة بوالدة محمد على
الصغير ابن محمد على باشا الكبير فى عام 1268 هــ / 1867 م
تتكون العمارة الخارجية
لهذا السبيل والكتاب الذى يعلوه من واجهتين اولهما رئيسية فى الناحية الشمالية الغربية
تطل على شارع الجمهورية بها ثلاث دخلات رأسية فى اولاها فتحة باب ذات مصراع خشبى واحد
تزينه زخارف نباتية وهندسية مذهبة يعلوه عتب مستقيم مزخرف بحنايا مقرنصة فوقها جامة
دائرية معدنية يليها بروز حجرى على هيئة نصف دائرة ؛ وعلى جانبى هذا المدخل دامتان
دائريتان من الجص المحلى بزخارف نباتية يعلوها شريط كتابى نصه :"يَا يَحْيَى خُذِ
الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً"
يلى ذلك بالطابق
الثانى شرفة خشبية بها ثلاث شبابيك معقودة بعقود نصف دائرية تعلوها ثلاث حطات من المقرنصات
وتنتهى الواجهة من أعلى بصف من الشرافات المعمولة على هيئة الورقة النباتية الخماسية
وعلى جانبى الشبابيك
لوحتان من الجص المحلى بزخارف نباتية وهندسية على يسراهما ثمانية أبيات شعرية نصها :
حليلة محى قطر مصر
محمد على حليك العصر رب المحامد
ووالدة الشهم الأمير
محمد على أثيل المجد عن خير والد
بنت لعباد الله فى
حب بعلها وواحدها أنس سبيل المقاصد
فمن مائه الصافى
كما شاء يرتوى بعافيه فى جسمه كل وارد
ويثنى بإخلاص عليها
فإنها بنت لإحياء نفس غاد وافد
وسادت على أترابها
فى زمانها بحس ثواب دائم متزايد
وفى دولة اسماعيل
نالت من الورى ثناء بتوفيق لخير المقاصد
وقد قال مجدى فى
بناها مؤخرا سبيل زيبا عذب سنى الوارد
وعلى يسراهما لوحة
تأسيسية ذات كتابات تركية من ثمانية أسطر تقول كتابتها ما معناه :
إن حور العين الجميل
بالجنة سيسقى والدة والى مصر محمد على باشا من ماء الكوثر بإذن الله
لقد نقشت والدة محمد
على إسمه فى هذه اللوحة عرفانا منها ببره وإحسانه آملة أن تنعم معه بدعوات الخير والأجر
والجزيل من الله عز وجل.
