الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

احذروا التعامل مع الولايات المنحطة الأمريكية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد أن قامت داعش بذبح اثنين من الأمريكيين قامت قيامة أوباما وحدث ضغط داخلي كبير ضده من أجل اتخاذ موقف ضد داعش، ونحن نضع سؤالا نريد له جوابا، ألم يكن أبو بكر البغدادي مسجونا لدى القوات الأمريكية في العراق، وتم الإفراج عنه في صفقة وتأسست داعش على يد أبو بكر، وتحت إشراف ورعاية القوات الأمريكية وإنفاق قطري ومعسكرات داخل الأراضي التركية، واستمرت داعش تقتل أهل العراق جميعا سنة وشيعة وأزدين ومسيحية وأكراد لم تفرق بين أحد، كان لها هدف محدد ومرسوم ألا وهو إشعال نار الحرب الطائفية في العراق، وتهجير المسيحيين من العراق إلى أوروبا، حيث لم نسمع جملة اعتراضية واحدة على قتل وذبح المسيحيين من منظمات المخابرات الأمريكية التي تسمى زورا وبهتانا منظمات حقوق الإنسان، بل كل ما سمعناه هو ترحيب فرنسا باستقبال المهاجرين المسيحيين العراقيين إلى فرنسا، وهذه لمن لا يعرف خطة أوروبية ألا وهي "إرسال المتشددين الإسلاميين إلى حرب في الشرق الأوسط لإهلاكهم واستبدالهم بمهاجرين مسيحيين يستطيعون أن يتعايشوا مع المجتمع الأوروبي دون صدام ثقافات.

داعش ربيبة أمريكيا نشأت وترعرعت في حضن الأمريكان وبتمويل قطري ورعاية تركية– وقد أعلنت أمريكا منذ شهرين بأنها فقدت السيطرة على داعش خاصة بعد معركة الموصل والتي انضم عدد من ضباط الجيش العراقي (البعثيين) إلى داعش بأسلحتهم نكاية في الرئيس العراقي "نور المالكي" الطائفي الذي اضطهد طائفة السنة بهدف إسقاط حكمه، وقد نجحوا في ذلك ثم حدثت كارثة الكوارث للمالكي ولأمريكا ألا وهي سقوط القاعدة العسكرية الكبرى في العراق "قاعدة سبايكر العسكرية" في أيدي قوات داعش التي استولت على 250 دبابة و600 سيارة مدرعة وعشرات الصواريخ الأسكود مدها 300 ك.م وتحمل رأس متفجرة تصل إلى طن من مادة T.N.T والأدهى من ذلك اقتاد مقاتلا داعش ثلاثة آلاف جندي عراقي من داخل القاعدة وأمام العالم كله قاموا بإعدامهم مما أدى إلى ثورة داخل العراق أدت إلى احتلال البرلمان العراقي وإسقاط المالكي وحكومته وفشل الجيش العراقي الذي دربته أمريكا، وأنفقت عليه مئات المليارات سقط أول معركة مع عصابة مسلحة خيبة أمل كبيرة للأمريكان.

دخول عدد من الضباط البعثيين إلى تنظيم داعش غير خططها وتصادمت مع المصالح الأمريكية حيث إقليم كاردستان ذو الخصوصية الغربية، ولعلني أن أقول للقارئ إن من عقائد الصهيونية العالمية لإنشاء دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات (فصل إقليم كاردستان عن دولة العراق) ولا عجب أن يعلن أوباما بأن الضربات الجوية الأمريكية ضد داعش سوف تنطلق من أربيل عاصمة إقليم كاردستان، ولا عجب أن يذهب الرئيس الفرنسي في زيارة إلى بغداد ويحمل مساعدات إلى أربيل، الشكوك تحيط بنوايا الولايات المنحطة الأمريكية بعدما فعلوه في العراق وليبيا وسوريا بدأت أمريكا تعزف السيمفونية الاستعمارية التي عزفوها في العراق وليبيا وسوريا ألا وهي تضخيم قوات داعش بعد أن كانت داعش لا يتعدى عدد أفرادها من 8 آلاف إلى عشرة آلاف، أخر تقارير المخابرات الأمريكية أن داعش عدد مقاتليها بين 20 ألفا إلى 31 ألفا، وأي باحث يعلم لغة التقارير يعلم تماماً بأن هذا التقرير كاذب "مفبرك" لآن الرقم السفلي بينه وبين الرقم العلوي ما يزيد عن 50% وهذا يدل على كذب التقرير وأنه غير واقعي.

بدأت النوايا السيئة للولايات المنحطة الأمريكية بإعلان أوباما بأنه لن يرسل قوات على الأرض لمواجهة داعش، وأكد هذا الخبر عدة مرات والسبب بأنه في حالة مواجهة برية بين قوات داعش والقوات الأمريكية فسوف تلتهم داعش قوات أوباما، وسوف تقوم بعمليات إعدام مهنية لأمريكا وللقوات الأمريكية، وسوف تفعل بهم كما فعلت بقوات المالكي قاعدة "سبايكر العراقية" حيث إنه معروف بأن من أجبن الجنود في العالم بعد الجيش الإسرائيلي هو الجندي الأمريكي، فأكد أوباما للشعب الأمريكي بأنه لن يرسل جنوداً على الأرض حتى لا يتسبب في إهانة الجيش الأمريكي والهيبة الأمريكية، ونحن نحذر الدول العربية بالذات بألا تتورط في إرسال جنود مقاتلين على الأرض، وعليها أن تترك أمريكا تصرف العفريت الذي صنعته، أكاذيب أوباما لا تنتهي وهي تعبر عن النيات السيئة التحالف وهو إعلانه بأن الحرب مقدر لها ثلاثة سنوات ما هي قوة داعش حتى يعلن أوباما الحرب العالمية على داعش ولمدة ثلاث سنوات، الهدف يا سادة ليس داعش ولا يعقل أن تنظيماً بهذه الحقارة يحتاج إلى تحالف 40 دولة على رأسهم الولايات المنحطة الأمريكية وحرب سوف تستمر ثلاث سنوات – إنها خطة لاستنزاف موارد المنطقة العربية التي يتم استنزافها منذ حرب العراق وإيرانثم العراق والكويت – ثم معركة إسقاط النظام السوري، وهكذا كتب على هذه الأمة أن ستتولى الولايات المنحطة الأمريكية على موارد هذه المنطقة وخلق حروب لا طائل من ورائها لاستمرار ضمان بيع الأسلحة الأمريكية، ونهب ثروات المنطقة بانتظام، حتى يتم حرمان المنطقة من بناء تنمية حقيقية وخاصة بعد أن انطلقت مصر بقطار تنمية حقيقي وسوف يجذب إليه رءوس الأموال الخليجية الحائرة والخائفة من استمرار ضخ ودائعها في البنوك الأمريكية والأوروبية التي أصبحت غير مضمونة العواقب، فتوجه رأس المال الخليجي إلى مصر أقلق المؤسسات المالية في أمريكا وإن كان رأس المال الخليجي الذي يتم ضخه في مصر قليلاً إلا أنه قابل للزيادة بصورة مقلقة لهذه المؤسسات، كما إن "مصر القوية" هي خصم من قوة إسرائيل في المنطقة نحن من خلال هذه المقالة نرسل تحذيرا لقادة الشعوب العربية بأن أمريكا لا يرجى من ورائها أي خير فماذا حدث للعراق وللأمة العربية بعد غزو أمريكا للعراق ماذا حدث لسوريا ماذا حدث لليبيا أمريكا تستهدف من هذه الحملة التي سوف تستمر ثلاثة سنوات إسقاط النظام السوري وإحلال نظام عميل من أخمس قدمه حتى مفرق رأسه من المعارضة السورية لتحقيق أهداف إسرائيل وأمريكا في المنطقة ويستهدف كلاً من مصر التي تنهض من الدمار الذي دفنت فيه على مدار 30 سنة حكم مبارك الطائع الأمين للإملآت الأمريكية وتستهدف النظام السعودي الحر تحت قيادة الملك عبد الله بن عبد العزيز رجل القومية العربية الأول في المنطقة الآن وصاحب النظرة الثاقبة لمستقبل هذه المنطقة، أمريكا تستهدف النظام القومي الحر في دولة الإمارات حيث أبناء الشيخ زايد بن سلطان الذين يسيرون على خطى والدهم رحمه الله، أمريكا تريد استنزاف الموارد العربية لدول الخليج وتريد تدمير المنطقة عندما فشل زيل الكلب الأمريكي (قطر وتركيا) فشلا في تنفيذ عقد الوكالة الأمريكية قامت أمريكا بالتدخل بنفسها لتحقيق هذا المخطط فهل ينتبه القادة العرب لما انتبهت له الشعوب العربية بأن الولايات المنحطة الأمريكية ليس لها نيات حسنة في الحرب ضد داعش، ولها أهدافها الخبيثة الخفية من وراء هذه الحرب – نحن يا سادة لدينا المقدرة للقضاء على داعش وعشر أمثالها بدون الولايات المنحطة الأمريكية .

ماذا فعلت أمريكا والأمم المتحدة بل وجامعة الدول العربية التي أصبحت وبالاً على الأمة العربية وأصبح المواطن العربي فاقد الثقة في هذه الجامعة بعد أن بررت تدمير العراق وتدمير ليبيا وتدمير سوريا وكأنها صدى صوت للسياسات الأمريكية والصهيونية في المنطقة، ماذا فعلوا في حرب الـ 51 يوما ضد الشعل العربي في قطاع غزة حيث قتل قرابة الثلاثة آلاف من المدنيين نصفهم نساء وأطفال وثم تدمير 20 آلف بيتاُ كاملاً و 40 آلف تدميراً جزئيا وقد سمعت من السيد الرئيس أبو مازن أن ما حدث في غزة في حرب الـ 51 يوما يوازي مئات المرات إذا تم قياسه بما حدث قبل ذلك.

هكذا نرسل التحذير ونسأل الله أن يوفق قادة الشعوب العربية لما فيه مصلحة أمتهم وشعوبهم وليس مصلحة أمريكا وحلفائها. آمين.