السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تردد بريطاني في دخول التحالف العالمي ضد "داعش".. لندن: "لن نتورط في حرب جديدة بالعراق".. تقاعس الغرب في حل مشكلة سوريا زاد من قوة الدولة الإسلامية.. وخلفان: "أمريكا تلعب سياسة مفضوحة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن بريطانيا تبدو مترددة حول الاشتراك في التحالف الدولي لمواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، ويوجد شيء من التراجع في التعاون العسكري، فمن الملاحظ أن بريطانيا حذرت من خوض تلك المعركة حتى لا تكون النهاية مثلما حدث في حرب العراق.
فيما جدد دبلوماسي بريطاني موقف حكومة بلاده الرافض للتورط في "حرب جديدة بالعراق"، والتأكيد على أن دور التحالف دعم القوات العراقية خلال تصديها لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بداعش، حيث يشارك التحالف بحملة جوية لوقف تمدده في العراق.
من جانبه، صرح السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة، السير بيتر ويستماكوت، بأن بلاده لن ترسل بقوات برية لمقاتلة داعش، مضيفًا: "نحن بوضوح لن نتورط في حرب أخرى بالعراق.. الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قدمتا الكثير من الدماء والمال هناك."
ويتطابق تصريح ويستماكوت مع آخر أدلى به الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، دعا فيها إلى دعم الجيش العراقي للتصدي لداعش، قائلا: "لا يمكننا الانتصار في حرب برية في العراق، لقد أثبتنا ذلك، لكن يمكننا مساعدتهم على تحقيق النصر."
وشرح السفير البريطاني لدى أمريكا قائلا: "نحاول التعامل مع تهديدات داعش، وأعتقد ربما ستكون هناك قوات، لكن وجهة النظر التي نؤمن بها جميعًا هي أننا بحاجة لدعم القوات المسلحة العراقية لتحمل مسئولياتها لتأمين البلاد."
وفى سياق متصل، ذكرت صحيفة "الديلى تليجراف"، أن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني "إم آي 6" طالب الإدارتين البريطانية والأمريكية بالعمل مع إيران على إنهاء الحروب في منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة، أن السير جون سيورز مدير الـ"إم آي 6"، قال إن الفوضى في سوريا وعدم تدخل الغرب لوقف الحرب الأهلية هناك، هو ما فتح الباب، أما "داعش" الذي وصفه "بالتنظيم الإرهابي" ليصبح بهذه القوة.
وأكد سيورز ضرورة التعاون مع إيران لمعالجة الأزمات الراهنة في كل من العراق وسوريا.
وأوضحت الصحيفة، أن قيام "داعش" بشغل الفراغ الذي كان موجودًا في سوريا نتيجة الصراع المسلح أثار الشكوك في جدوى الموقف الغربي، بعدم التدخل المباشر لحسم الصراع منذ البداية.
وأكد سيورز، أن الدرس الذي اتضح بعد التدخل الغربي في أفغانستان، هو أن الإطاحة بحكومة معينة يمكن أن يتم في أشهر عدة، لكن إعادة بناء الدولة تحتاج لسنوات عدة.
وأضاف سيورز "إذا قررت ألا تقوم بإعادة البناء كما فعلنا في ليبيا وذلك بسبب ماعانيناه في العراق فان الحال سينتهي بك إلى أن تطيح بالحكومة والنظام وتترك الدولة دون أي نظام مكانه"، موضحا "أما إذا لم تتدخل على الإطلاق فسينتهي بك المطاف إلى وضح مثل ما نراه الآن في سوريا.. وهو أزمة حقيقية".
ويتزامن ذلك مع دخول فرنسا في التحالف الأمريكي لمحاربة تنظيم "داعش" وقيامها بالمشاركة في الهجمات الجوية على مواقعها، بينما بريطانيا ما زالت لم تقدم على تلك الخطوة.
فيما طالب روري ستيوارت، رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني، طالب الحكومة في لندن بعدم التسرع في هذا الصدد.
ولكن من الملاحظ أن أمريكا قررت دخول سوريا ومن هنا بدأت طبول الحرب تدق في الأراضي السورية بين واشنطن و"داعش"، حيث قال بول بريمر، المبعوث الرئاسي الشخصي إلى العراق، الذي كلفه الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش بـ«إدارة البلاد»، أن إدارة أوباما تنوي شن غارات جوية داخل سوريا، مضيفا: "كان علينا أن ندمر السلاح الجوي السوري قبل ثلاث سنوات، عندما دعت الإدارة إلى الإطاحة بالأسد.
لو فعلنا ذلك لكانت القوات المعارضة للأسد على الأرض استطاعت أن تحقق بعض النجاح، لم نفعل ذلك، فازداد الوضع سوءًا، وهذا كان متوقعًا. لهذا نحن في موقف صعب جدًا الآن أكثر مما كنا عليه قبل ثلاث سنوات.
لافتًا إلى قلقه من الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، والحل ولا أقول إنه سيكون سهلا، يكون بإعادة بناء الوحدات النظامية في الجيش العراقي، معربا عن عدم ارتياحه من أن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقى وحكومته بدأوا يتحدثون عن إنشاء الحرس الوطني. هذا يكون مقبولا إذا كان وسيلة لضم عشائر سنّية خصوصا من الأنبار وصلاح الدين ونينوى في القتال ضد «داعش»، لكن في النهاية، وهذه فكرة طرحتها عندما كنت في العراق، فإن الحكومة يجب أن تحتكر استخدام القوة الشرعية. يجب ألا تكون هناك ميليشيات وأشخاص لا يخضعون للحكومة، بل للرئيس أو لرئيس الوزراء. كاشفًا أنه وقت غزو القوات الأمريكية إلى العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، لم يكن هناك من جيش عراقى، قائلا: كان الأفراد كلهم ذهبوا إلى بيوتهم حتى قبل وصولي إلى العراق، الجنرال جون أبو زيد أبلغ الرئيس جورج دبليو بوش في بداية أبريل 2003، بأنه لا وجود لأي وحدة عراقية واقفة للدفاع عن أي مكان في البلاد.
السؤال الذي واجهناه حتى قبل دخولي الحكومة هو: هل نبني الجيش العراقي أو نستدعي الجيش العراقي؟ فكرة استدعاء الجيش العراقي لم أرفضها وحدي بل أيضًا الرئيس بوش، لأن الأكراد كانوا سيعلنون استقلالهم. قال لي قادتهم «لا تنس أن جيش صدام شن ولعقود عمليات إبادة ضد الشعب الكردي وإحداها بالكيماوي 1982 (حلبجة)». أيضا، القادة الشيعة الذين كنت أتكلم معهم، قالوا لي «إذا استدعيت جيش صدام ستكون مؤسسة صدامية من دون صدام»، وكان قرار الحكومة الأمريكي الذي أوصيت به ودعمته ووافق عليه الرئيس أن نبني جيشًا جديدًا، وكان القرار الصائب، هذا الجيش الجديد هزم «القاعدة»، لكنه احتاج لوقت أطول مما كنا نأمل.
ومن هنا اعترفت الإدارة الأمريكية بدور إيران في مواجهة "داعش" بعد أن أيقنت أن إيران هي الدولة القادرة على تحدى خطر "داعش" ويجب تعاون الشيعي السني كي تحارب هذا التنظيم، كما أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن هناك دورا لإيران في الجهود الدولية ضد تنظيم "داعش " الذي يسيطر على مناطق عدة في العراق وسوريا.
كما شدد كيري في كلمة ألقاها أثناء جلسة لمجلس الأمن على أن التحالف ضد التنظيم المتشدد ليس عسكريًا في طبيعته، وأنه يتضمن عدة محاور بحيث يمكن لإيران أن تكون ضمنه.
وقال كيري إن هذه المحاور تهدف إلى "تفكيك شبكة كاملة، والى تدمير وفضح جماعة مسلحة تقدم نفسها على انها حركة دينية. هناك دور في هذا التحالف لكل دولة في العالم تقريبا بما في ذلك إيران." ومن الواضح وجود تعاون سري بين واشنطن وطهران وهناك فقط التقاء مصالح لإلحاق الهزيمة بـداعش.
و من ناحية أخرى، هاجم الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي السابق، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمحاولته إنكار أن القاعدة قد توسعت وأمريكا فشلت في القضاء عليها، مطالبًا بضرورة القبض على أبو بكر البغدادي أمير التنظيم، والتحقيق معه من قبل محققين عرب.
وقال خلفان، إن "كيري بدل ما يعترف ويقول إن القاعدة توسعت وأن أمريكا لم تقض عليها. يحاول يكذب ويصور داعش غول جديد.ﻻ يا عزيزي كيري هؤﻻء جماعتكم في أفغانستان".
وتابع: "حتى اختصار دولة العراق والشام في داعش واضح إنها طريقة غربية في اختصار الكلمات.. يعني المسمى حتى غربي.. التكوين والمسمى والمقاتلين لغاياتهم".
كما وجه خلفان رسالة إلى كيرى قائلا: "السيد كيري مخابراتك ما تقول لك أين يقبع البغدادي!!".
واستطرد قائلا: "يا سيدي كيري القبض على كم واحد من الدواعش سيعترفون بالزرايب التي فيها البقية من النعاج..!!". واستكمل حديثه بقول: "يا سيدي كيري كل يوم وطلعت في اجتماع تهول لداعش.. طيب اعترف قول القاعدة التي فلشت أمريكا في مواجهة إرهابها، وقال: "يجب القبض على البغدادي حيا.. يحقق معه من قبل محققين عرب... سترون النتائج".
وتابع: "لتعترف اوﻻ أمريكا بان داعش هي القاعدة...ومن ثم تقر بأنها لم تقض عليها وانها ورطة..عندها نقول اﻻعتراف بالفشل يقود إلى النجاح".
واختتم خلفان حديثه قائلا: "مع الأسف الشديد أن أمريكا فقدت المصداقية والشفافية والحكمة..وتلعب سياسة مكشوفة..ومفضوحة".