الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

علبة المشروب الغازي تحتوي على 7 مكعبات سكر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحوي علبة المشروبات الغازية "الصودا"، ذات الـ 330 ميلي لتر، سبع مكعبات من السكر، في حين تخلو علبة الـ"دايت" من السكر وتستخدم المحليات الصنعية بديلًا وذلك لتجنب البدانة ومرض السكري، إلا أن دراسةً جديدة نُشرت في كبرى المجلات العلمية قد تخيب أنصار الـ"دايت" بنتائجها الصادمة.
يعتمد مبدأ المحليات الصنعية التي يعتمدها ملايين البشر بديلًا عن السكر، كالأسبارتام والسكارين والسوكرالوز، على أنها تُكسب المشروبات حلاوة شبيهة بحلاوة السكريات، إلا أنها تمر من الجهاز الهضمي دون أن يتم امتصاصها إلى الدم، ولك أن تقارن هنا بين علبة الصودا (330 ميلي لتر) التي تحوي على 140 سعرة حرارية، وبين الـ"دايت صودا" التي تحوي على 1 سعرة حرارية، رغم المذاق المشابه.
أما النتيجة الصادمة، فكانت في الدراسة التي نشرتها كبرى المجلات الطبية Nature، والتي وجدت أن المحليات الصنعية التي يهدف استخدامها إلى منع الإصابة بالسكري، يمكن بحد ذاتها أن تكون سببًا للإصابة بالسكري عند بعض الناس.
وتصنف المنظمات الصحية العالمية المحليات الصنعية على أنها آمنة، وتنصح باستخدامها خصوصًا من قبل المصابين بالسكري، وتقول منظمة الغذاء والدواء الأميركية، والتي ترخص استخدام هذه المحليّات إن "جميع المحليات الصنعية التي تم منحها الترخيص دُرست بشكل مستفيض وبدقة، وهناك درجة مقبولة من اليقين بأنها لا تسبب الضرر لمستخدميها".
التجارب على الإنسان تؤكد ضرر المحليات الصنعية
إلا أن باحثين، أجروا دراستهم على الفئران في البداية، وجدوا أن الفئران التي تغذت على المحليات الصنعية عانت من ارتفاع السكر وانخفاض نسبة "الأنسولين" في الدم، وفسروا ذلك بعد عدة تجارب بأن هذه المحليات التي لا يتم هضمها وامتصاصها، تصل حتمًا إلى البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي وتتسبب بتغيرات بها، وهو ما قد يكون سببًا -بآلية معقدة- للإصابة بالسكري.
وفي المرحلة التالية، قام الباحثون بمراجعة بيانات 381 إنسان، ووجدوا ارتباطًا إحصائيًا بين ارتفاع السكر واستخدام المحليات الصنعية، إلا أن التعامل مع هذه النتائج يجب أن يكون حذرًا بحسب النقاد، خصوصًا وأن الطريقة التي أجريت فيها هذه المراجعة لا يمكن أن تجزم أن المحليات الصنعية هي السبب وراء ذلك، ولذلك لم يكتف الباحثون بذلك وانتقلوا إلى مرحلة ثالثة.
ففي المرحلة الثالثة، أجرى الباحثون تجاربهم على 7 أشخاص، وجعلوهم خلال خمسة أيام يتناولون الحد الآمن الأعلى، بحسب التوصيات، من المحليات الصنعية، ووجدوا أن أربعة منهم عانوا فعلًا من ارتفاع السكر في الدم بعد هذه الأيام الخمسة، إضافة لتغيرات ملحوظة في تركيب البكتيريا في جهازهم الهضمي، وهو ما اعتبره الباحثون تأكيدًا شبه حاسم لفرضيتهم.
ورغم أن الدراسة تشكك بمدى أمن المحليات الصنعية، ورغم إصرار القائمين عليها على أنها تؤكد أن المحليات الصنعية قد تكون سببًا بحد ذاتها للإصابة بالسكري، إلا أن هذه النتائج لا تكفي لدق ناقوس الخطر ويحتاج الأمر إلى مزيد من البحث، كما يقول النقاد.