الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

خطورة إدمان الهاتف المحمول للمراهقين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ تيسر حصولهم على هواتف ذكية واستخدامهم لها دون رقابةٍ فعليةٍ أو تقنين، بات أبناؤنا وبناتنا يشاركون في وسائل التواصل الاجتماعية بشكل يومي وعلى مدى الساعة.
وبالفعل، لقد أخذت تلك المواقع والتطبيقات حيزًا مهمًا من يوميات أبنائنا المراهقين، لاسيما "الواتس أب" و"الفايسبوك" حتى أننا بتنا نترقب اللحظة السانحة للتكلم معهم بين ردٍّ وآخر. وقد تفاقم هذا الوضع لدرجة أنهم باتوا ينامون وإلى جانبهم أجهزة المحمول.
وقد أكدت دراسة بريطانية حديثة في هذا الإطار، أن نسبة المدمنين على استخدام الهواتف الذكية قد وصلت إلى 37% لدى البالغين و60 % عند المراهقين، فما سبب ادمان المراهقين هذا ؟ وما مضاره؟
واقع بديل
إن المراهق يلجأ إلى إيجاد واقعٍ بديل عن واقعه المعيوش الذي لا يطيب له في معظم الأحيان ولا يجسد أمانيه. وكل ما يحتاجه لتغيير واقعه هو خلق حسابٍ شخصيٍّ في موقع اجتماعي، فيخلق بذلك عالمًا جديدًا خاصًا به. هذا إضافة إلى أنه يعمد من خلال ذلك إلى إعادة رسم صورته بالطريقة التي يريد، وهي تكون بطبيعة الحال مغايرة لصورته الحقيقية غير المرضية بالنسبة له. كل ذلك في سبيل أن يحوز على إعجاب الجنس الآخر.
إن الشخصية الوهمية الجديدة التي تتيح له تلك المواقع إمكانية تمثيلها، والكم الكبير من الأصدقاء الذين توفرهم له من كل أنحاء العالم، كل هذه المغريات تجعل المراهق (أو المراهقة) غير قادرٍ على الهروب من هذا العالم الإفتراضي الذي "يهتم كثيرًا بشخصه"، على حدّ قول أحدهم،"لا بل أكثر من الأشخاص المحيطين به في عالمه الواقعي."
تدني المستوى الأكاديمي ودفن المواهب:
إن استعمال الإنترنت على الهاتف المحمول يحرف انتباه المراهقين والمراهقات عن دراستهم ويبقيهم مستيقظين حتى ساعاتٍ متأخرةً من الليل، الأمر الذي يؤثر سلبًا على النتائج الدراسية ويمنعهم من ممارسة هواياتٍ مفيدة كالرياضة أو المطالعة.
إن الفشل الدراسي الذي نشهده عند المراهقين وتدنّي مستوى القراءة والكتابة عند الطلاب، بحسب ما جاء في إستطلاعٍ للرأي أجري في بريطانيا يعود سببه للإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما "الفايسبوك" ويرى 70 بالمائة من مديري المدارس أن تلك المواقع تشكّل ضررًا بالغًا على مستوى التحصيل العلمي، علمًا أن المراهقين لم يعودوا يرغبون بمطالعة الكتب.
العزلة الاجتماعية:
إن تفقد المراهق بشكلٍ مستمر لكل المستجدات في حسابه الخاص، ومشاركاته المتكررة وانتظاره للردود، كل ذلك يجعله يقضي اوقاتًا طويلة امام الكمبيوتر أو الهاتف المحمول. وقد بينت الدراسات العلمية أن ذلك من شأنه أن يشجّع المراهق على العزلة، وأن يؤثر على علاقته بأفراد اسرته، الأمر الذي يؤدي به في احوالٍ كثيرة إلى القلق والإكتئاب.
الإضرار بصحة المراهق:
أثبتت الدراسات العلمية أن دماغ المراهق المدمن على الإنترنت يظل في حالة تأهب قصوى، فيقوم عندئذٍ بإبراز هرمون يسمّى بالكورتيزول بشكلٍ مفرط، الأمر الذي يرتد سلبًا على سلامة أعصابه.
وقد كشفت دراسة طبية حديثة، أجراها باحثون أمريكيون من جامعة بوسطن، أن قلّة النوم تلعب دورًا اساسيًا في خفض معدلات النجاح المدرسيّ كما والجامعيّ.ويعتقد الباحثون في هذا الإطار، أن معدل انتشار أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة في غرف نوم الأبنا والبنات هي المسبب الأول لهذه الظاهرة. فهؤلاء يبقون في حالة استيقاظ دائمة لمتابعة كل جديد.
خطر الدخول إلى المواقع الإباحية:
من المستحيل عمليًا على الأهل مراقبة أولادهم خلال تصفحهم المواقع الإليكتونية، لاسيما أن المراهق يحمل هاتفه معه أينما ذهب، الأمر الذي يدفعه ربما لإكتشاف مواقع محرمة والاطلاع من باب الفضول على أمورٍ لا تتناسب مع عمره، ما يمكن أن يقوده إلى اضطراباتِ نفسية
خطر الاحتكاك بالغرباء: إن التواصل من قبل المراهق مع أشخاصٍ غرباء من فئات عمرية مختلفة يجعله فريسةً للاستغلال الجنسي والتحرش، والعنف عبر الإنترنت وهو ما يسمّى بال cyber bullying
مساوئ التعبير بلغة الإنترنت:
كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون أمريكيون أن قيام المراهقين بكتابة الرسائل النصية القصيرة عبر الهاتف المحمول يؤثر سلبا على قدراتهم اللغوية والنطق بشكل سليم، وأشارت الدراسة إلى أن هذه الرسائل تسبب تأخرًا في مهارات التحدث والتعلم بشكل كبير، وأوضح الباحثون أن المراهقين الذين يستخدمون الرسائل النصية في التواصل مع أقرانهم بشكل دائم يرتكبون أخطاء لغوية ونحوية كثيرة، إضافة إلى اعتمادهم على اللغة العامية والكلمات المختصرة والأرقام بدلا من الحروف خلال كتابة الرسائل النصية.
وهل لهذه المشكلة من حل؟
نشرت جريدة القبس الكويتية منذ فترة معلوماتٍ حول تطبيقات تساعد الآباء على مراقبة استعمال الأبناء للإنترنت. لكن الحل الافضل يكمن في استعمال أسلوب التحاور مع المراهق والمراهقة وتوعيته بشأن السلوكيات التي تحدث على الإنترنت، والاتفاق معه على قواعدٍ، يمكن أن تنظّم بشكل عقدٍ مكتوبٍ مثلًا. ولدى انتهاك بنود هذا العقد، يجب أن يطبّق الجزاء المترتب على هذا الانتهاك بجديةٍ وحزم.