الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

محمد حسنين هيكل: قلبي مع السيسي.. وكنت أتصور أنه سيعتذر عن حضور اجتماعات الأمم المتحدة.. لست متحمسًا لعقد اجتماع بين السيسى وأوباما الفاشل.. أتوقع انسحاب الوفد التركي أثناء خطاب السيسي

الكاتب الصحفي الكبير
الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تابع الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، تحليله للأوضاع السياسية محليًا وإقليميًا ودوليًا، مع الإعلامية لميس الحديدي، على قناة "سي بي سيخلال برنامج "مصر أين وإلى أينوالتي تحدث فيها عن التطورات التي تشهدها المنطقة العربية والعالم ككل.

وقال الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، إن العالم الآن أمام أوضاع مختلفة، ويمكن جدًا أن يكون هناك نظام عالمي يسقط دون أن يكون هناك أحد لديه خطة لإعادة البناء، لافتًا إلى أنه تم عقد اجتماعات قريبة مخصصة لبحث ملف الإرهاب، مثل مؤتمر حلف شمال الأطلسي وشارك فيه كل المهتمين وبينهم مصر.


وأضاف هيكل، خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي، خلال برنامج "مصر أين وإلى أين" المذاع على قناة "سي بي سي" أن ذلك المؤتمر أطلق عليه "كل المهتمين وكل الغير القادرين، خاصة أنه يترأسه الرئيس الفرنسي هولاند المتورط في أزمة ونشر أسراره من خلال صديقته السابقة.

ولفت هيكل، أن قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة، نلاحظ على هامشها أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعقد اجتماعًا مع قمة مجلس الأمن فقط، لبحث قضية الإرهاب، بينما الدول بصفة عامة تبحث نفس القضية، مشيرًا إلى أنه هذا الأمر تواجهه لأول مرة المنظمة الدولية.

وأضاف هيكل، أنه إذا نوقشت قضية الإرهاب الموجودة فقط في منطقة الشرق الأوسط، فنحن المتهم، والقاضي، والقاتل، والمقتول، ونحن حبل المشنقة، ورأس المشنوق.


وأكد هيكل أنه يعتقد أن كل هذه المؤتمرات تكاد تكون نوعًا من المحاكمة على ما يجرى في العالم العربي والشرق الأوسط، مشيرًا غلي أنه يري أن هذا الوضع غير مسبوق، ولفت هيكل إلى أنه سيستعي عند وصف المشهد الحالي بالأمم المتحدة بمقولة وزير الخارجية الأسبق، الدكتور محمود فوزى أن: "الحوادث جلل، والرجال صغار "

وأشار هيكل، إلى إنه كان يعتقد أن الرئيس السيسي سيعتذر عن حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قائلًا: أعذر السيسي وقلبي معه.. وتصورت أنه سيعتذر عن حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك."

وتابع هيكل: "أننا أمام عالم يحاكم المنطقة، فما دامت الدورة مخصصة للإرهاب، فنحن في قفص الاتهام، ومع احترامي للجميع، سيكون النجم الأعظم في الاجتماعات هو أوباما، مؤكدًا على احترامه للرئيس الأمريكي إلا أنه يعتبر مجيئه إلى الحكم، دليل أزمة في الولايات المتحدة نفسها"، مشيرًا إلى أن نوعية الزعامات الموجودة في هذه المرحلة الحاسمة، ومع في هذه المرحلة الحاسمة، والحوادث الكبيرة، تشير إلى أن "الرجال صغر".


ولفت هيكل، إلى أن نوعية الزعامات الموجودة في العالم الذين يناقشون قضايا لإرهاب بالأمم المتحدة هذه المرحلة الحاسمة، ومع هذه الحوادث الكبيرة، تشير إلى أن الرجال صغار، مشيرًا إلى اننا متهمين في كل القضايا وأننا في قفص الاتهام، مضيفًا أن هذه الزعامات هي بالفعل المسئولة عما حدث في المنطقة، فكل المصائب أو ثلاثة أرباعها، صنعها آخرين، لكن لنتذكر أنه عندما يلحق ضرر بنا، فنحن بقدر ما مسئولون، لأننا تواطأنا، ونسينا أنفسنا، ودخلنا في عالم من الأوهام منذ فترة طويلة.

واسترسل هيكل: "لو نظرنا ماذا فعل العالم العربي بنفسه سنرى أننا خرجنا من الحرب في عام 1974، ثم دخلنا على حرب أهلية في لبنان، وفى عام 1976 دخلنا في حرب السفاري في الصومال إرضاء للولايات المتحدة، ثم حرب تدمير العراق، وحرب تحرير الكويت، وهى صحيحة، لكنها انتهت بتدمير العراق، ثم دخلنا في مغامرات، وكأننا نسينا أنفسنا.

وأشار هيكل، إلى أنه تم استدعاء الدين لمواجهة أوضاع اجتماعية كانت موجودة في مصر، لافتًا إلى أنه تم توظيف الدين في خدمة الراغبين في السيطرة على المنطقة مثل ما حدث في أفغانستان.


وتساءل هيكل مستنكرًا: لماذا دخلنا في عملية لإرهاق الاتحاد السوفيتي، والقضاء على الشيوعية، فنحن جندنا عشرات الآلاف من الشباب باسم الإسلام، ودربناهم جيدًا، للجهاد ضد الإلحاد بتمويل أمريكي"

وأضاف هيكل، قائلًا: "التمويل لم يكن أمريكي فقط فمع الأسف نفذت الولايات المتحدة كل ما تريد بتمويل عربي، فنحن قدمنا الجنود وأفسدنا شبابنا بالفتاوي الدينية لمواجهة الإلحاد".

وأكد هيكل، أنه لو تحدثنا بجدية عن جدول الأعمال الذي سيناقش في اجتماعات الأمم المتحدة، سيظهر أنه تقوده الولايات المتحدة، سواء عن قصد حقيقي، أو بالاستغلال، لافتًا إلى أنه يتضح من المؤتمرات الأولى التي مهدت للاجتماعات، أن جدول الأعمال هو الإرهاب، ومن يتولى إدارتها هو من ساهم في زرع الإرهاب، وهو من يتولى قيادة معسكر آخر، من خلال تحالف لمواجهتها، كما قاد تحالفات أخرى في السابق


وتساءل هيكل: أنا لا أعرف متى سننتبه؟، ونعرف أن مستقبلنا لا يصنع بهذا الشكل، نحن بددنا ثروات، وضيعنا الشباب، وأربكنا أفكارنا".

قال الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، إن الرئيس السيسي سيمثل مصر المستقبل ومواجهة الإرهاب، كما يمثل العالم العربي في اجتماع الأمم لمتحدة.

واستكمل حواره قائلا: "الله يكون في عون الرئيس السيسي أنا لا اعرف ماذا سيقول"، مؤكدًا أن زيارته إلى الأمم المتحدة قرار شجاع لمواجهة العالم، مشيرًا غلي تمنيه أن بريس الرئيس كم التربص به".

وعبر هيكل عن تمنيه أن يقوم الرئيس بضم العلماء العرب إلى مجلس العلماء الذي تم انشاءه منذ أيام ولا يقتصر على المصريين فقط

كما عبر هيكل، عن تمنيه بإنشاء الرئيس لمجلس فكر عربي وألا يكون مصريًا فقط، بحيث يتحرك هذ البلد ويأخذ مكانه الصحيح ويمثل ما هو أكثر من حدوده

وأضح الكاتب الصحفي أن جميع الزعماء في العالم أمثال تيتو وعبد الناصر وكاسترو تربصت بهم التظاهرات في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك، مشيرًا إلى أنه يري احتمالية انسحب بعض الوفود أثناء ألقاء الرئيس السيسي كلمته مثل تركيا، لافتًا إلى أن التظاهرات ضد الرئيس في نيويورك لن تؤثر كثيرًا، مشيرًا إلى أن ما يقلقه هو أثر هذه التظاهرات عليه وهو مازال جديد على الساحة، والحاجة الأخرى أثرها على مصر.

وأكد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، أن العالم على استعداد أن يسمع السيسي اجتماعات الأمم المتحدة وخاصة وانها مخصصة للإرهاب، مشيرًا إلى أنه يوجد نوع من التعاطف مع الواقع المصري.


وأضاف هيكل، قائلًا: وإذا كان أقصى ما يواجه هذا الرجل هو تحدى الإرهاب، فأنا أعتقد أن هناك روحا من التعاطف معه، بشرط أن يتحرك، وليس ضمن عملنا أن نخبره ماذا يجب أن يقول أو لا يقول، لكن أعتقد أنه وجد النغمة الصحيحة، وأظنه يستطيع بشخصيته واتصالاته أن ينجح، ولنتذكر رصيده بين الناس، حيث غطى أكثر من 60 مليار جنيه في 8 أيام فقط.

وأشار هيكل، أنه ليس متحمسا لأن يلتقى السيسي مع أوباما، خاصة أنه يعتبر فاشلُا في أمريكا الآن، وعلى سبيل المثال، خطبته الأخيرة التي ألقاها، لم تكن موجهة لنا، ولا للإرهاب، وإنما موجهة إلى محاولة تحسين صورته كرجل قادر على اتخاذ القرار، موضحًا أن أوباما بعدما وصم بأنه غير قادر على اتخاذ القرارات، وأنه بلا خطة، فهو يحاول أن يدارى الأمور عن حزبه، لأن لديه مشاكل بلا حدود مع العسكريين، وقريبا ستجرى انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، ويظهر هو كرجل لا يتحرك بخطة، وليس في وضع قوى سواء أمام المؤسسة السياسية أو العسكرية".

وأكد هيكل، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتصور نفسه الخليفة العثماني الجديد، لافتًا إلى أنه راسل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يطالبه بتغيير ميثاق الامم المتحدة قائلًا أنه انتهى الوقت أن يكون هناك أعضاء دائمين، كاشفًا أن اقتراح أردوغان أن يكون مجلس الأمن ممثلًا للأديان لا للدول أعضاءه مسلمين ومسيحيين ويهود.


أجاب الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، عن سؤال حول الاتهامات التي قد يواجهها السيسي بشأن ملف حقوق الإنسان أمام الأمم المتحدة قائلًا: إن هذا الملف سيثار، وأنا سعيد جدا ببعض الإجراءات التخفيفية التي اتخذت، صحيح أن كل دول العالم لديها قانون ينظم التظاهر، يتضمن شروط أن يكون التظاهر بإذن، لكن لا يجب أن يكون الإذن مشروطا، وأن يكون هناك اكتفاء بالإخطار، وتنظيم المظاهرة إذا لم يعترض عليها أحد في مدة محددة، وأرى أن القانون الحالي في مصر به بعض التزيد".

ولفت إلى أن ما يبعث السرور هو القرارات الأخيرة بالإفراج عن محبوسين، وأتمنى ألا نأخذ من الإجراءات الأمنية إلا ما هو ضروري لحفظ الأمن.

وقال الكاتب الصحفي إن صراعات هذا الزمن اختلفت تماما عنها في الماضي، فلا يوجد صراع له بداية ونهاية، فكل أزمة في عهد العولمة مفتوحة فنحن أمام عالم متغير، ولم يعد أحد قادر على الإجابة عن سؤال متى بدأ الصراع أو متى انتهى، نظرا لكثرة العناصر المتداخلة، ولنتذكر أن هناك صراعات لم تحل، فرئيس الوزراء الإسرائيلي مثلاُ يقول "لا أريد أن تحل، أريد أن أدير الصراع ولا أحله"، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ليست موجودة تقريبا على جدول أعمال اجتماعات الأمم المتحدة.


وأكد هيكل، إنه لا يوجد عامل واحد تسبب في وجود داعش بل مجموعة من العوامل، لافتًا إلى أنه عندما نتحدث عن مخطط جديد للمنطقة، علينا أن نسأل من الذي أتى بداعش؟، مشيرًا إلى أن تركيا شاركت، والخليج شارك، والولايات المتحدة مشارك أكبر، وتركيا هي الراعي الأعظم، كما أن سوريا تركت الكثير منهم يتسربون لتضغط.

وأضاف هيكل، أنه ببساطة، ما خلق داعش أن الحروب باتت مواجهات على جبهات واسعة، لا يتحكم فيها أحد، وكل أحد يدير جزءا، إضافة إلى استعجال وصول الثورة إلى ليبيا، مثلا تم استغلال ضربات الناتو، لكنها لم تفلح، فتم استدعاء القبلية، فدخلت باسم الدين، وفى سوريا عندما قاوم النظام، تم استدعاء الطائفية من جانب القوى التي هاجمتها، مؤكدًا أن أردوغان، لا يريد الدخول في الوضع السوري؟ أو المشاركة في تحالف ضد داعش لأن ما تفعله داعش يناسبه".

وأضح هيكل، إن تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما أن الحرب ضد داعش قد تستنر ثلاث سنوات، في حين أن قوة التنظيم تتراوح 20 و30 ألف مقاتل يدل هذا كله على أمور غريبة.


وأشار هيكل، خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي، خلال برنامج "مصر أين وإلى أين" المذاع على قناة "سي بي سي" أن شركات السلاح تنتعش الآن استعدادا لهذه الحرب، والشركات التي تقدم المرتزقة تتحدث عن عقود كبيرة بالملايين.

وعبر الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، عن خوفه أن يطلب أوباما من العرب في السنوات الثلاثة المقبلة، سداد فواتير كثير من المغامرات غير المحسوبة، ما يؤدى إلى استنزاف الثروات، وفساد غير مسبوق، لافتًا إلى أنه يمتلك بيانات بشان تحقيق أمريكي حول ما تم إنفاقه خلال حرب "الجهاد ضد الإلحاد"، ومن كان موجودا وقتها، ويعمل منسقا لها هو شخص يدعى شارلي نيلسون، وهو عضو في الكونجرس، تولى التنسيق مع السي أي إيه، والمخابرات البريطانية والفرنسية، وشركات السلاح التي دخلت في العملية.

وأضاف أن هذا تحقيق يكشف عن الفساد في حرب أفغانستان الأولى، التي تكدست فيها ثروات كثيرة جدا، منها ثروات في مصر، والتحقيق في هذه القضية كان في 4200 صفحة، خص شخصية مصرية واحدة فقط منها نحو 150 صفحة، وهى تتحدث عن الرجل الذي كان موجودا في موقع مسئولية، وحقق ثروة بلغت 100 مليون دولار، ليس من صفقات السلاح وحدها، فمصر وردت أغذية ومنسوجات ومتطوعين إلى أفغانستان، وباعت لها 6 آلاف بغل، لأنها الأفضل في صعود الجبال، ما استفادت منه تلك الشخصية التي كانت في موقع مسئولية، يؤثر على صنع القرار، فأخذت عمولات.


ولفت هيكل، إلى إنه يوجد تقارير تتحدث في "سي إن إن" عن محاولة لاستدراج الولايات المتحدة، التهويل بشأن داعش، لكن الأمر استدراجا لنا وليس الولايات المتحدة.

وأضاف هيكل: "أننا نرى مصر مترددة في المشاركة في الحرب ضد الإرهاب، والكيفية التي يمكن أن تدخل بها، فالموقف الرسمي المعلن الذي قال إن الحرب على الإرهاب لا تتجزأ، يعنى أنها لم تأخذ موقفا بعد، مشيرًا إلى أن التحالف الموجه ضد الإرهاب حاليا لا يوجد أحد فيه لديه استراتيجية، فهو تحالف ضرورات ورغبات وطلبات لأطراف كثيرة مختلفة، لكن جميع هذه الأطراف تعلم أن هناك تغييرات كبيرة ستحدث في المنطقة والعالم، وتريد أن تكون موجودة ومشاركة".

أكد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، أن داعش تحيا بتشجيع من تركيا التي لا تريد أن تتدخل، وقطر أيضا موجودة، وهى تشارك في التمويل.

وتابع قائلًا: أتمني أن يبلور السيسي خطوطا، ونحن مقبلون على معركة دون بداية أو نهاية، دون معرفة حدودها، لكن أنا أتصور أن دولة مثل مصر ممكن أن تفتح مكتب اتصال لتتابع ما يحدث، حتى لا نفاجأ بشيء.


وقال هيكل، إن الرئيس الأمريكي أوباما يرغب في الدخول المعركة ضد داعش لكنه غير قادر على ذلك، لأن أمريكا تورطت في حروب كثيرة جدا، ودخلت في أزمة، ومجيئه من خارج السياق كان لحل أزمتها، مضيفًا أن أوباما يعلم أنه ليس قادرا على الحل، لأنه قدم وعد ألا تكون له قوات في الخارج، لأن أمريكا ملت من فكرة الحرب.

ولفت هيكل، إلى أن الولايات المتحدة سئمت الحروب، سواء في أفغانستان أو العراق أو كوريا أو فيتنام، وجاءت بأوباما على أساس عدم الدخول في حروب

واضح هيكل، أنه لا يعرف حدود مشاركة مصر في التحالف ضد داعش ولا أريد أن تتورط فيما لا تراه، فلابد أن تقترب من الصورة في حدود ما تستطيع أن تراه وتلمسه، وهذا ليس ممكنا، مضيفًا أن مواجهة مصر مع الإرهاب هب جزء مما تستطيع أن تكون موجودة فيه، لأنه جزء من حدوها، لكن لابد أن تكون موجودة ضمن صنع مستقبل المنطقة، ومن غير المقبول أن يكون الوضع غير ذلك، فالأمن القومي المصري به ثلاثة عناصر تعتبر الأهم ضمن عناصر أخرى، الأول أن صميم أمن مصر أنها بلد لا يستطيع أن يعيش على موارده في الداخل، ولابد أن يكون شريكا في اقتصاد المنطقة، وعليه لابد من وضع صيغة معينة، أما شعار «مصر أولا ومصر أخيرا»، فمعناه أن تجوع.

وأكد هيكل، أن مصر لا تستطيع أن تدافع عن نفسها داخل حدودها فإذا نظرنا إلى الخريطة، فإن حدودها موجودة على خط من رفح إلى العقبة، ولا توجد معالم طبيعية تعتبر خطا دفاعيا، مشددًا إن خط الدفاع المصري إذا كسره أحد، وصل بسهولة إلى قناة السويس، مؤكدًا أن من يقول إن الأمن المصري داخل حدودها عليه أن يفكر، فهذا كلام غير معقول، ولم يكن صحيحا، والدليل ما يحدث في ليبيا والسودان.


واشاد هيكل، بمحادثات الرئيس السيسي، مع رئيس وزراء إثيوبيا، مؤكدً أنها أوقفت بشكل كبير الاندفاع إلى طريق مسدود في مسألة سد النهضة، على الأقل فتحت بابا للتفاوض، مشيرًا إلى أنه ليس بوسعنا القيام بعمل عسكري، فإذا كان الأمن والغذاء خارج الحدود، يكون على مصر الوصول إلى ما وراء الحدود، من خلال قوة التأثير الأدبي والمعنوي، ونحن هنا نتحدث عن القوة الناعمة.

ولفت الكاتب الصحفي، إلى أنه يعتقد أن اللقاء التركي القطري كان يخص ماذا يمكن أن فعله مع قادة الإخوان، مشيرًا إلى أن خروج الإخوان من قطر كان بضغط أمريكي وخليجي، مضيفًا أنه يعتقد أن تركيا ستأخذ بعضهم، لافتًا إلى أنه يتمني أن يعيدوا النظر.

وأكد هيكل، إنه في منطقتنا هناك ثلاث دول ليست عربية، إسرائيل لا نريد معها تنسيقا، لكن هناك دولتان لابد أن تكون لنا علاقة معهما تركيا وإيران، على رغم وجود أردوغان، ورغم التحفظات على الثورة الإسلامية في إيران إلا أنهما حاضرتان في المنطقة بقوة.

وأضاف أن وتركيا أكبر كثير جدا من أردوغان، وعلى وجه اليقين، تستفيد إسرائيل مما يحدث حولها، فكل ما حولها يتساقط، وهى موجودة، قوية، محتفظة بحرية العمل، وقد تمادت في غزة إلى أكثر مما تسمح به الظروف، وذلك لأن كل ما حولها ساكن.