الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تكشف.. مخطط "صهيو- أمريكي" لتصنيف المقاومة الفلسطينية كداعش.. واستخبارات إسرائيل تؤكد وجود التنظيم في تل أبيب.. والجيش الإسرائيلي فى التحالف الدولى

البوابة نيوز تكشف..مخطط
البوابة نيوز تكشف..مخطط "صهيو- أمريكي"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

- طارق فهمى: الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان توظيف وجود داعش في التأثير على الدول السنية المعتدلة

في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة الأمريكية لتجييش الجيوش الدولية واقناع بعض الدول في الاشتراك في حملتها العسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، تشير جميع التقارير والابحاث الاستخباراتية إلى أن مهمة الإدارة الأمريكية ترتكز على مسارين متوازيين، أولهما اقناع بعض الدول المحورية بالمشاركة في حرب داعش، وثانيهما التنسيق مع الكيان الصهيوني للترويج بان حركات المقاومة الفلسطينية وحزب الله صورة مكررة من تنظيم داعش.


وقد أكدت جميع التقارير الإعلامية الإسرائيلية على أن التنسيق الأمريكي الإسرائيلي يأتي في إطار مخطط شامل لتأسيس صورة لحركة حماس وحزب الله باعتبارهما نسخة وامتدادا للتنظيمات المتطرفة مثل القاعدة وداعش، مبينة أن جولة وزير الاستخبارات الإسرائيلية يوفال ينتس في الولايات المتحدة جاءت لإدارة جلسات الحوار الإستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي لاتجاه الحكومة الإسرائيلية إلى تبني حملة في الاوساط الأمريكية لترسيخ ذلك.

وأن جميع تقارير مراكز الابحاث الإسرائيلية ربطت بالفعل بين تنظيم داعش والحركات الإسلامية الجهادية، وتحديدا حركة حماس عبر الحملة الإعلامية التي يشنها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، والتي وصف فيها الحركة وتوجهاتها السياسية والعسكرية بأنها لا تقل خطورة عن تنظيم داعش بل أكثر خطورة لأنها تملك تنظيما مسلحا ومؤسسات وتسيطر على أرض غزة.


ومن يتابع تلك التقارير سيعلم جيدا أن الحكومة الإسرائيلية تستهدف من ربط تهديدات تنظيم داعش بحركة حماس تحقيق ثلاثة أهداف، أولها تحويل الانتباه عن ممارساتها في قطاع غزة ورفض البدء في المفاوضات غير المباشرة، والتأثير على وجهات ومواقف منظمات حقوق الإنسان في الخارج، وثانيها التنصل من استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار مع الجانب الفلسطيني والتأكيد على أن حركة حماس وسائر تنظيمات المقاومة لا تريد تهدئة طويلة الأجل بل الاستعداد لمواجهة جديدة لفرض آليات جديدة للتفاوض، وأخيرا التركيز على جعل قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح، ومحاولة تجريد المقاومة الفلسطينية من سلاحها كشرط لاستئناف المفاوضات على الترتيبات الأمنية في القطاع.

المفاجأة أن نفس التقارير أكدت وجود أنصار ومؤيدين لتنظيم داعش داخل تل ابيب نفسها، فقد أعلن وزير الأمن الداخلي إسحق أهارونوفيش أن جميع المؤشرات تؤكد على وجود مؤيدين لتنظيم داعش في إسرائيل، وأن الأجهزة الأمنية تتعامل مع هذه الظاهرة بشكل حازم، خاصة بعد أن تم القبض على شبكة من عرب إسرائيل انضموا بالفعل إلى صفوف داعش وشاركوا بالقتال في العراق وسوريا، وان المرحلة المقبلة ستشهد إعلان لحالة الاستعداد القصوي لمواجهة مخاطر العائدين من سوريا والعراق.


وزارة الخارجية الإسرائيلية من جانبها أعلنت أن الحكومة الإسرائيلية تنسق رسميا مع الإدارة الأمريكية لمواجهة تهديدات داعش، وأن إسرائيل ستكون طرفا مباشرا في الائتلاف الاقليمي ضد الإرهاب في المنطقة، وأن الحكومة الإسرائيلية قدمت تصورا مكتوبا للإدارة الأمريكية بهذا الصدد، مبينة أن وزارة الدفاع وهيئة الاستخبارات أمان –والشاباك قاموا بالفعل بتقديم المعلومات الاستخباراتية المتاحة عن تنظيم داعش وعلاقاته بالتنظيمات الاخري ومناطق نفوذه وآليات التعامل معه على المديين القصير والطويل لوزارة الدفاع الأمريكية، في إطار المسعي الإسرائيلي لتصبح عمقا ومركزا لوجستيا للعمليات المركزية التي ستستهدف التنظيم في الشرق الأوسط.

وقد اتخذت إسرائيل سبعة إجراءات داخلية للتعامل مع تهديدات تنظيم داعش تمثلت في، تقديم "ليفني" وزيرة القضاء مقترحا بقانون محاكمة كل مواطن إسرائيلي يشارك في تنظيم إرهابي مسلح ذي إيديولوجية إسلامية متطرفة مثل داعش، إضافة إلى اعداد قائمة سوداء باسماء التنظيمات أو الدول أو المناطق التي يعمل فيها تنظيم داعش يشرف عليها "يعالون" وزير الأمن، والاقرار بأن عددا من التنظيمات المسلحة هي تنظيمات غير قانونية وتوقع ضررا بالأمن القومي الإسرائيلي.

على الجانب الآخر سعت إسرائيل خلال الفترة الماضية لبدء استئناف الاتصالات السياسية والأمنية مع السلطة الفلسطينية لخلق محور قوي مع الدول العربية المعتدلة، وبحيث يكون الإرهاب هو العدو المشترك سواء من تنظيم داعش أو غيره من تنظيمات الإرهابية الأخري، إضافة إلى اتخاذ خطوات إجرائية واحترازية في الجولان من أجل درء مخاطر احتمال شن الحركات الجهادية هجمات من الهضبة حيث باتت إسرائيل تواجه تنظيمات مسلحة من كل الاتجاهات الإستراتيجية، لذلك تخشي إسرائيل من تحول هضبة الجولان لبؤرة للحركات الجهادية السلفية تزيد من فرص عدم الاستقرار في المنطقة المتاخمة للحدود.


الأكثر من ذلك أن التقارير الأمنية الإسرائيلية اظهرت مدي تخوف إسرائيل من التعامل مع تنظيم داعش بخيار القوة في هذا التوقيت، لأن ذلك سيؤثر على مصلحة وأمن إسرائيل، والتي تحلم بإطالة أمد المواجهة الداخلية في سوريا والعمل على تأجيل حسمها، على أمل إضعاف كل الاطراف التي تمثل تهديدا على أمنها، خاصة وأن حسم المواجهة مع تنظيم داعش سيكون في مصلحة النظام السوري، كما أنه سيمثل تحديا أمنيا وسياسيا لإسرائيل ويعني في محصلته النهائية تعزيزا للمحور الإيراني في المنطقة، وبالتالي إبداء بعض المرونة في محادثات جينيف والبرنامج النووي واشتراط إيران رفع العقوبات الاقتصادية.

لكن ماذا عن التقييم الأمني الإسرائيلي وموقفه من "داعش" وتهديداته بالمنطقة؟ من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية تسعي لاستغلال وتوظيف وجود تنظيم داعش للتعامل مع بعض الدول، ومنها الولايات المتحدة والدول الأوروبية والدول السنية المعتدلة، وذلك من خلال إنشاء وتعزيز علاقات عمل وثيقة وتنسيق بين الأجهزة الأمنية في المنطقة، فإسرائيل تتخوف بالفعل من تداعيات الانشغال الدولي بتنظيم داعش وتهديداته في الشرق الأوسط عن البرنامج النووي الإيراني الذي يعد من وجهة نظرها الخطر الإستراتيجي الحقيقي على أمن إسرائيل.

واظهرت التقارير الأمنية مدي الاصرار الإسرائيلي على ربط العلاقة بين تهديدات داعش في المنطقة وحركة حماس، وأن هذا الأمر يتم توظيفه لحسابات متعلقة باستئناف مساعي التسوية الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة والتي سيتحدد مصيرها خلال الايام المقبلة، وهذا يؤكد مدي ادراكها بأن تهديد داعش على إسرائيل كتنظيم جهاد عالمي لا يختلف جوهريا عن تهديد تنظيم القاعدة الذي تتعايش إسرائيل معه منذ سنوات طويلة ولم يتغير نمط علاقاتها معه.


والأكثر من ذلك أن المخاوف الإسرائيلية شملت احتمالية امتداد تهديدات داعش إلى الضفة الغربية مما يمثل ضغطا سياسيا وإستراتيجيا جديدا على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، لذلك ستسعي حركة حماس لنفي أية صلة لها وبين تنظيم داعش حتى من الناحية الفكرية برغم وجود عديد من الجماعات والتنظيمات الإسلامية في القطاع، غير أنها لا تحمل الفكر التكفيري الذي يتبناه تنظيم داعش باعتبار حركة حماس تتبني الفكر الإسلامي الوسطي.

الدكتور طارق فهمى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز الشرق الأوسط أكد على أن جميع الدلائل تشير إلى أنه من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية تسعي لاستغلال وتوظيف وجود تنظيم داعش للتعامل مع بعض الدول، وعلي الاخص الولايات المتحدة والدول الأوروبية والدول السنية المعتدلة، من خلال إنشاء وتعزيز علاقات عمل وثيقة وتنسيق بين الأجهزة الأمنية في المنطقة، مبينا أن إسرائيل تتخوف من تداعيات الانشغال الدولي بتنظيم داعش وتهديداته في الشرق الأوسط عن البرنامج النووي الإيراني الذي تعده الخطر الإستراتيجي الحقيقي على أمن إسرائيل.

وأوضح فهمي أن هناك إصرارا اسرائيليا على ربط العلاقة بين تهديدات داعش في المنطقة وحركة حماس، لافتًا أن هذا الأمر يتم توظيفه لحسابات تتعلق باستئناف مساعي التسوية الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة والتي سيتقرر مصيرها خلال الايام المقبلة، مشيرا إلى أن إسرائيل تدرك أن تهديد داعش ليس بالخطورة التي تهدد وجودها، مؤكدا في الوقت نفسه أن إيران ستكون الرابح الأكبر من تقدم تنظيم داعش لأنه سيكون بإمكانها مطالبة الإدارة الأمريكية بدفع ثمن مقابل الخدمات التي تقدمها هي أو الجماعات الشيعية العاملة في العراق.