يصدر قريبًا عن دار رهف للنشر والتوزيع ديوان "طقوس الرواح" للشاعر عبدالجواد سعد، والذي يعبر من خلاله عن تجربته مع القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة.
ومن أجواء الديوان، قصيدة "الرحيل".
«الرَّحيل»
كانتْ تجىءُ وترتمِى فى كلِّ ليلٍ
ها هُنا تحتَ القدمْ
كانتْ تعفِّرُ وجهها فى صبْر أيامِى
وتملؤُنى حكايا،
كانت تزُفُّ لىَ الأمانىَ فى
محاراتِ الظّلامِ،
الآنَ ما عادتْ تجىءُ
ولن تَجِىْ،
جعلتْ تلملمُ شَعرَها
ما عادتِ الأحلامُ فى صَدَفِ الظَّلامِ
وبات وجهُ القادمِ المذبوحِ
يملأ صدرىَ الموتورَ آلامًا
ويخنقُنى الشَّجَى..
أوّاهُ
يا وجهَ الرَّحيلْ !!
كمْ عطرتْ خدَّ المساءِ بوردِها
خطرتْ على ركْبِ النسيمِ
تَدقُّ أبوابى فأرفضُها
تُغاوينى فأرفضُها
تُبدِّلُ ثوبَها عُريًا على
بابى فأرفضُها
تُراقِصُ قلبىَ المنقوشَ
فى صخْر الهجيرِ
أدقُّ أجراسى وأرفضُها
فترعدُ فى خواء الصَّمتِ
تسقطُ فى لظى النيرانِ
تُذبحُ بينَ آياتى
وتُذبحُ فى بشاراتى
وراحتْ.. لم تعُدْ
الآنَ مذبوحٌ أنا ..
أوَّاهُ
يا وجْهَ الرَّحيلْ !!
