الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مسئول بالآثار يؤكد أهمية استغلال مشروع قناة السويس كمعبر للثقافة والفنون

 مشروع قناة السويس
مشروع قناة السويس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور أحمد صالح مدير عام صندوق إنقاذ آثار النوبة أهمية العمل على استغلال محور قناة السويس الجديدة كمعبر للثقافة والتاريخ والفنون، كما فعل الفراعنة قديما، وألا يقتصر على كونها معبرا مائيا وتجاريا فقط، مشيرا إلى أن الثقافات والحضارات كانت تنتقل في مصر القديمة عبر الممرات المائية المختلفة.
وقال - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة - إن القناة التي حفرها الفراعنة بين البحيرات المرة وبلبيس على الفرع البيلوزي على النيل لربط البحرين الأحمر والمتوسط، هي نفس فكرة قناة السويس الجديدة، وكانت تستخدم كمعبر تجاري إلى جانب كونها معبرا للفنون والثقافة، مشيرا إلى أنه تم التعرف على الحضارات المختلفة في مصر القديمة باستخدام الممرات المائية المختلفة، ومنها القصة الشهيرة "الناجي من الغرق " حيث وصف الراواي بيئة الجزيرة، التي نجا فيها من الغرق وكانت تقع جنوب البحر الأحمر، كما نقلت الملكة حتشبسوت بيئة بلاد بونت إلى مصر، كما أقام الإسكندر الأكبر تزاوجا بين الحضارة الشرقية والغربية.
وأشار صالح إلى أهمية توثيق ما يقوم به المصريون حاليا في حفر القناة الجديدة في عمل تاريخي يسرد تاريخ قناة السويس بدءا من محاولات الملك سنوسرت الثالث في القرن التاسع عشر قبل الميلاد وحتى إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مشروع قناة السويس الجديدة في 2014، مطالبا بتحويل بانوراما قناة السويس، التي ستقيمها وزارة الآثار، إلى مشروع جدي يسجل الأحداث التاريخية ويضيف إلى الفكر الإنساني ويرفع من الدخل القومي لمصر.
وأوضح أهمية أن تتضمن البانوراما التاريخية القصة الفرعونية لتاريخ إنشاء القناة في سرد زمني مع تسليط الضوء على تاريخ مصر في ارتياد البحرين الأحمر والمتوسط، إلى جانب ربط البانوراما مع المواقع الأثرية في سيناء وشرق الدلتا في برنامج سياحي كامل يضعه خبراء الغرفة السياحية.
واقترح صالح أن يبدأ البرنامج السياحي من موقع البانوراما في القنطرة شرق وربطه بطريق حورس الحربى مرورا بالمواقع الأثرية المهمة في سيناء و المتاحف الموجودة بمدن القناة الثلاث، وهى متحف بورسعيد القومي ومتحف بورسعيد الحربي بمحافظة بورسعيد، وتل المسخوطة بابي صوير ومواقع القنطرة شرق ( تل ابوصيفي وحبوة وتل الحير ) التي تمثل مدخل طريق حورس الحربي، ومتحف الإسماعيلية ومتحف ديلسبس ومتحف الشرطة بمحافظة الإسماعيلية، والموانيء القديمة بمحافظة السويس التي أقامها الفراعنة والبطالمة مثل ميناء ارسينوي.
وأكد أن للبحرين الأحمر والمتوسط أهمية قصوى في عقيدة المصريين يجب التركيز عليهما في البانوراما التاريخية حيث يمثلان الموانع والحماية لمصر طوال تاريخها ولم ينجح أي عدو لمصر الفرعونية اختراقها من ناحية البحر، واعتبر المصريون القدامي البحر الأحمر معبرهم المائي الرئيسي، ومنذ القرن السادس والعشرين قبل الميلاد كانت أقدم الرحلات التي يقومون بها عبر البحر الأحمر إلى بلاد بونت وهي البلاد التي كانت –ربما – في شرق إفريقيا أو اليمن.
وأضاف أن هناك رحلة مهمة تم تنظيمها أيضا إلى بلاد بونت أرسلتها الملكة جتشبسوت في 1500 ق م ، وفي أواخر القرن الرابع ق م، أرسل الإسكندر الأكبر بعثات بحرية إل المحيط الهندي عبر البحر الأحمر، مشيرا إلى أنه على طول الساحل المصري للبحر الأحمر أقيمت موانئ هامة مثل ميناء القصير والذي ارتبط مع مدينة "قفط "علي النيل عبر وادي الحمامات في الصحراء الشرقية .
وتابع أن المصريين اطلقوا على البحر المتوسط اسم " واج ور " أي الأخضر العظيم، ومنذ الألفية الخامسة ق م تضع مصر نصب أعينها البحر المتوسط وقد سيطرت علي الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط ونافستها عدة دول قديمة مثل أشور ومملكة الحيثيين، وفي داخل البحر كانت كريت وقبرص تتبع سيطرة المصريين.