الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

مصطفي عمار يكتب: عمرو دياب عجز وألا إحنا اللي كبرنا؟!

النجم عمرو دياب
النجم عمرو دياب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من ينكر نجاح عمرو دياب إما حاقد أو مغيب، فالحقيقة عمرو هو النجم الوحيد الذى يتربع الآن علي عرش الأغنية المصرية والعربية ولن أبالغ إن قلت العالمية أيضاً لنسب مبيعات ألبوماته الضخمة ، وحجم متابعة أعماله علي اليوتيوب، فعمرو رغم كل الانتقادات التى من الممكن أن توجها له خلال مشواره، لن تستطيع أن تقف فى وجه حقيقته لنجم مستمر فى التوهج لأكثر من 30 سنة، دون أن يعرف الفشل طريقاً لمشواره ، فرغم مئات المطربين اللذين ظهروا واختفوا خلال الثلاثين عاماً الأخيرة، سيبقي هو وحده بدون منازع الأكثر وسامة وجاذبية ونجومية ونجاح واستمرار، وهو ما يفسر الصورة المنتشرة علي مواقع التواصل الاجتماعي والتى تسخر من حالة الشباب الدائم التى يظهر عليها الهضبة، فجاء جمهوره بصورتين له، الأولي مكتوب عليها عمرو دياب 2014 ، وبجوارها صورة لطفل يحمل نفس ملامحه مكتوب عليها عمرو دياب 2040، فى إشارة منهم إلي أن نجمهم يعود بالزمان للخلف وأنه خلال عشرون عاماً سيعود طفل من جديد .. هكذا يرى جمهور الهضبة نجمهم الأول .
ولكن هل يشعر أحد من جمهور عمرو دياب أن نجمهم الأول أصبح يفشل فى التعبير عنهم بأغانيه الجديدة ، ويجدون متعة أكبر فى الاستماع لأغانيه القديمة، كاتب هذه السطور من عديدين يشعرون بنفس الحالة منذ أكثر من خمس سنوات ، وبالتحديد منذ ألبوم " كمل كلامك  " الذى كان بالنسبة لنا أخر ما قدمه عمرو دياب الذى نعرفه ونشأنا علي أغانيه وانتظرناها بفارغ الصبر، فمع كل ألبوم جديد يطرحه عمرو ينتاب هذا الجيل شعور بأن عمرو الذى يعرفونه سيعود إليهم من جديد، يراهنون أنفسهم علي أنه سيعود بكلمات وألحان تعبر عنهم ، ولكنه منذ ألبوم " وماله " وهو تعود علي خذلهم وتقديم نوع موسيقي ربما يكون حديث ومتطور ولكنها لا تناسب الحالة المزاجية للجيل الذي صاحب صعود نجم عمرو ساهم بشكل كبير فى نجوميته ، أنا هنا أتحدث عن الجيل الذي تخطي حاجز الثلاثين والأربعين والخمسين، وجميعهم كانوا يشكلون قبل ثلاثون عاماً النواة التى بنيت فوقها نجومية أشهر مطرب فى مصر والوطن العربي.
كلمات ألبوم عمرو دياب الجديد لا تسمن ولا تغني من جوع ، فجميع مرادفتها سطحية لا تجبرك علي الاحتفاظ بكوبليه واحد منها ، فهل المشكلة فى عمرو أم فى الشعراء الذى يتعاون معهم ، فالجميع يعترف أنه خسر كثيراً برحيل الموهوب مجدي النجار، وبتوقفه عن التعاون مع أيمن بهجت قمر بعد خلافهما الشهير ، وأيضاً بانسحاب الراقي بهاء الدين محمد، ولكن هل هؤلاء فقط هم الموهوبون فى مجال كتابة الأغاني ، بالطيع لا ولكن عمرو فقد الحماس فى البحث عن الكلمة المختلفة التى ظلت علامة مميزة لمعظم ما قدمه خلال مشواره الفني، حتي ألحان الألبوم الأخير " تتشابه مع أغاني سبق وقدمها عمرو خلال ألبوماته السابقة ، فعلي سبيل المثال فالجملة اللحنية لأغنية " أنا مش أناني " الذى لحنها إسلام زكي هي نفس الجملة اللحنية لأغنية "قصاد عيني " للملحن عمرو مصطفي والذي غناها عمرو دياب قبل عدة سنوات ، فهل أدرك عمرو دياب هذا الأمر وهو يختار  لحن أغنيته الجديدة أم أنه فقد ذاكرته إختياريا ليسطو علي الجملة اللحنية التى قدمها عمرو مصطفي والذى أتهم وقتها بأنه مقتبسها من لحن أغنية هندى ! النماذج بأغاني الألبوم الأخير "شفت الأيام " عديدة فى إعادة تقديم جمل لحنية قديمة لأغاني قدمها عمرو دياب نفسه، وهو فى الحقيقة ما لا أستطيع تفسيره، لأنني أعلم جيداً مدى تفاني عمرو دياب فى اختيار أغانيه والساعات الطويلة التى يقضيها يومياً داخل الأستوديو للبحث عن جملة لحنية جديدة أو كلمة يصنع منها أغنية.
أعلم أن كلامي هذا لن ينقص من نجاح ألبومه شيئاً فالألبوم رغم تسريبه علي الإنترنت، متصدر مبيعات السوق بمئات الآلاف من النسخ ، ولكنني لا استطيع تجاهل السؤال الذى يريد قطاع كبير من جمهور عمرو دياب إجابته ، وأنا فى مقدمتهم ، عمرو دياب عجز ولا إحنا إلي كبرنا ؟!