الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المأزق الإنجليزي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عدة تسائلات سألتها لنفسى وأظن أنى لن أعثر على إجابة محددة، لماذا تخلفت إنجلترا عن المشاركة فى مقاومة داعش؟، هل لأن رئيس وزراء إنجلترا يخشى من إنتقام داعش فى إنجلترا؟، السؤال الآخر لماذا التلكؤ فى اعتبار أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية؟ بل أن التسريبات الصحفية تبين بجلاء أن هذا القرار لن يصدر، وسؤال آخر لقد هدد أحد الداعشيين الانجليز والذى تربى على الأرض الانجليزية وولد فيها أنه سيقطع رأس دافيد كاميرون.. هل لهذا الموقف تأثير على السياسة الانجليزية؟ أم أن الانجليز أصدق من ألامريكان فالذى يمول جماعة لا يعود لمحاربتها وألمأزق الأخير هل ستنفصل أسكتلندا ويجرى عليها التقسيم كما قسمت الدول العربية؟، وإذا فقدت إنجلترا أسكتلندا هل سيظل بترول بحر الشمال متاح لها؟ وأستطيع أن أتخيل دولة إنجلترا التى كانت بريطانيا العظمى التى لا تغرب الشمس عن مستعمراتها تتقزم بفعل مساندتها للإرهاب لدرجة أن الجماعات الإسلامية كانت تطلق عليها وعلى لندن "لندنستان"، لأنها أوت كل الهاربين من أحكام فى مصر والدول العربية من الجماعات الإسلامية خاصة ممارسى العنف والمحرضين عليه من أمثال الشيخ عمر عبد الرحمن وفتاويه المعروفة والمسجون بأمريكا، ولأن القانون بل والدستور الانجليزى يسمح بحرية الرأى مهما كان هذا الرأى فقد وجد الإسلاميون ضالتهم فى هذا البلد، ولم يعلنوا رأيهم فقط فى هايد بارك بل تعدوها إلى تفجيرات فى المترو وفى الأوتوبيسات واتضح أن المفجرين من أصول باكستانية تربوا فى إنجلترا، ولم يستطع المجتمع تعديل سلوكهم أو تغيير نمط تفكيرهم بأن التغيير يجب أن يأتى بالقنوات الشرعية مثل البرلمان والصحافة، وكسب الرأى العام لموقف ما
ولأن القانون تغير فى إنجلترا بعد هذه الهجمة الشرسة غير المبررة (كنت أسال نفسى دائما.. ما الهدف من تفجير أوتوبيس أو عربة مترو؟) إذ يجرى احتجاز المشبوهين والمشكوك فى أمرهم لمدة 30 يوم تقريبا حتى يتضخ إشتراكهم من عدمه، ولم تشفع الكاميرات المنصوبة فى كل زاوية فى منع الجماعات ألاسلامية من التفجير، صحيح أنها أدت إلى القبض عليهم ولكن ليس ردعهم وموقف إنجلترا من عدم إشتراكها فى محاربة داعش يفتح الباب واسعا أمام التكهنات إذ لماذا تشترك فرنسا وألمانيا مثلا ولماذا تشترك السعودية وألامارات ومصر ولا تشترك إنجلترا؟, فهذه المرة ألاولى التى لا تشترك مع أمريكا فى أى موقف، إذ أن إشتراكها فى ضرب العراق يضع عليها مسئولية للاشتراك فى مقاومة داعش لأن داهش وإن كانت ممولة من الخارج إلا أن فكرها الاساسى جاء من أن السنة إضطهدت بعد غزو الخلفاء (أمريكا وإنجلترا) للعراق وإزداد خطرها وإزداد تسليحها من دول مجهولة لدينا ومن المرجح أنها دول غربية بمخالب شرقية.
أيضا فى السياق نفسه رفضت تركيا الاشتراك كما رفضت قطر من باب "يكاد المريب أن يقول خذونى"، إلا أن مصير أمريكا وأوروبا وإنجلترا مهدد برجوع الذين يحملون جنسياتهم إلى بلادهم لممارسة الارهاب فيها, فهذه الحرب يجب أن تكون حربا على ألارهاب فى هذه المنطقة من العالم حتى لا تطال أوروبا وأمريكا، ويبدو ان ألامور ستخرج عن السيطرة لأن ضرب داعش كجماعة أسهل من الأفراد الذين سيتناثرون فى أنحاء أوروبا وأمريكا، ولن أقول إن الغرب يكيل بمكيالين فالغرب يكيل بمكيال واحد وهو المصلحة المباشرة وأظن أننى أعرف آخر كلمة سيقولها دافيد كاميرون قبل أن يسلم روحه إلى بارئها بعد أن يقطع فرد من داعش رقبته ألانجليزية الحمراء إذا واتاه الزمن أن يقول أى شيء.. "آسف أننى لم أعلن أن جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية عموما
جماعات إرهابية ولكن الوقت تأخر ونفذ سهم داعش إلى قلبى.