الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

عودة الروح لمصر.. حصاد 100 يوم في حكم السيسي

الريس عبدالفتاح السيسي
الريس عبدالفتاح السيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
100 يوم على حكم السيسي.. عنوان تكرر مئات المرات خلال الأيام الماضية على صفحات المواقع الإخبارية والجرائد المطبوعة حيث تبارت كل وسيلة إعلامية في حصر عدد القرارات المصيرية التي اتخذها الرئيس والعوائد المادية والمشروعات القومية وفي المقابل حمل معارضو الرئيس السيسي على عاتقهم تسليط الضوء على المشكلات والأزمات التي واجهها المصريون في محاولة للمقارنة بين 100 يوم السيسي ومرسي في محاولة للتقليل من إنجازات المشير السيسي.
ومع الوضع في الاعتبار وجهتي النظر إلا أن الانجاز الحقيقي الذي نسيه أو تناساه الفريقان هو الحالة التي خلقها السيسي في نفوس المصريين والتي تعتبر بمثابة عودة الروح للشعب الذي كاد أن يستسلم لليأس والإحباط وشارف على الانتحار من كثرة الهموم و"الشيلة الثقيلة" التي طالما أنهكت قواه وأنسته أن هناك أمل في الغد.
فلا تكاد تخطئ عين نجاح أبناء هذا البلد الأمين في الامتحان الصعب الذي واجهوه باتخاذ قرارات مصيرية لعل في مقدمتها رفع الدعم نسبياً عن الطاقة وتحريك أسعار فواتير الكهرباء والمياه والعديد من السلع الغذائية التي زادت معاناة محدودي ومتوسطي الدخل وفرضت عليهم مزيداً من حالة التقشف وشد الأحزمة على البطون .. إلا أن المدهش في الأمر احتمال الشعب لهذه الإجراءات ليس من منطلق الخوف أو السلبية وإنما إدراكاً منهم بأن هذه إجراءات لا بد منها.
ومن هنا ظهرت روعة إرادة المصريين الذين احتملوا هذه الصعوبات ولم يخرجوا في ثورات غضب أو يحاولوا إثارة الفوضى بعدما تأكدوا أن هناك مشروع حكم قوامه الحفاظ على مصر وعبور هذه الفترة الحرجة خصوصاً مع إصرار الرئيس على تطبيق بعض الإجراءات التي تضمن حداً مناسباً من العدالة الاجتماعية مثل تطبيق الحد الأقصى للأجور وفرض ضرائب تصاعدية على الأثرياء.
كذلك استشعر رجل الشارع إحساس الحكومة بأوضاعه من خلال تعديل نظام دعم المواد التموينية والتي أصبح بمقتضاها بإمكانه الحصول على سلع مجانية حسب احتياجاته هو وأسرته وكذلك الحال بعد تطبيق منظومة توزيع الخبز المدعم والتي لا ينكر أحد أنها تضمن وصول الدعم إلى مستحقيه.
ويعتبر المحللون أداء المشير عبدالفتاح السيسي في رئاسة الجمهورية خلال الـ 100 يوم نقلة نوعية للدولة المصرية بعد فترات من الترهل والفوضى، فرغم أن السيسي لم يعلن برنامجاً للـ100 يوم الأولى، لكنه أبهر مؤيديه فى بعض المجالات خصوصاً بعد طرح مشروعات قومية عملاقة، بداية من ملحمة قناة السويس وهى مشروع اقتصادي شعبي أمني فجّر المشاعر الوطنية لدى المصريين ووحّدهم، مروراً بمشروع العلمين على الساحل الغربي.
كما ينظر المراقبون بعين التقدير لحكمه بالشفافية والمصارحة، مثلما حدث فى أزمة الكهرباء وغيرها، كما أصدر الرئيس بجرأة قوانين مهمة، وشكّل لجنة للإصلاح التشريعي وبيت الزكاة وحساب "تحيا مصر".
ومن جانبها سلطت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية الضوء على مرور 100 يوم على تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيدة بالأداء والإصلاحات الاقتصادية للرئيس خلال هذه الفترة القصيرة.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الإصلاحات فى الاقتصاد المصرى تأتى على الرغم من الاضطرابات السياسية التى أثرت سلبا على اقتصاد البلاد منذ ثورة 25 يناير.
ومضت تقول "تم انتقاد خطط السيسى للإصلاحات الاقتصادية لكونها تتسم بالغموض، ولكنها جهوده لإنعاش الاقتصاد المصرى فاقت معظم التوقعات، وذلك وفقا لما أكدته شركة "كابيتال إيكونوميكس" للأبحاث الاقتصادية.
وقالت "كابيتال ايكونومكس" أن الإصلاحات الاقتصادية للرئيس السيسى من شأنها القضاء على بعض نقاط الضعف بالمنظومة الاقتصادية على المدى القريب .
واعتبرت أن أهم هذه الإصلاحات تتمثل فى الحد من الدعم الذى يمثل ثلث الإنفاق الحكومى، مشيدة بهذه الخطوة التى طالما تخوفت الحكومات السابقة من الإقدام عليها على الرغم من إلحاح البنك الدولى، خوفا من اندلاع اضطرابات فى البلاد.
ووفقا لتقديرات "كابيتال إيكونوميكس" فإن رفع أسعار الطاقة -بعد خفض الدعم- من شأنه تقليص عجز الموازنة بنسبة 5ر2 بالمئة من إجمالى الناتج المحلى.
وأكدت الصحيفة البريطانية فى ختام تقريرها أن سعى الحكومة المصرية لتسديد ديونها المتأخرة لشركات الطاقة الأجنبية العاملة فى مصر من شأنه استعادة ثقة هذه الشركات وتعزيز استثماراتها فى مصر، وذلك بعد أن كانت الشركات الأجنبية تتجنب الاستثمار فى مصر لأن الحكومات السابقة اعتادت فسخ عقود التصدير بعد إبرامها، إلى جانب الاضطرابات السياسية والهجمات المسلحة على خطوط الغاز التى أثرت بشكل واضح فى كميات الطاقة مع زيادة استهلاك المواطنين.