الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خبراء يؤكدون دور مصر التاريخي في حماية حقوق فلسطين.. طنطاوي: "الجماعة" خططت لإفشال المبادرة المصرية.. محمود: حماس تستمد أفكارها من المتاجرة بالدين.. أبو غدير: إسرائيل تخطط لإجلاء الضفة الغربية

دور مصر التاريخي
دور مصر التاريخي في حماية حقوق فلسطين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد توقف الاحتلال الإسرائيلي عن ممارساته وجرائمه في قطاع غزة لأسابيع طويلة، سالت خلالها دماء آلاف الفلسطينيين من جرحي وقتلى وتشريد لآلاف الأسر أيضا، يتوارد تساؤل حول طبيعة الدور المصري طيلة ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المشترك منذ بداية العدوان على غزة.


كما يتوارد تساؤل آخر حول طبيعة وحقيقة التشويهات التي حاولت العديد من الجهات التي من بينها حركة حماس بإلصاقها بمصر واتهامها بالتخاذل في التعامل مع القضية الفلسطينية ابان عملية "الجرف الصامت" التي شنتها إسرائيل على غزة، بل وصل الأمر إلى اتهام مصر بالتعامل بشكل مباشر لتسهيل مهام العدوان الإسرائيلي داخل غزة، وذلك في الوقت الذي أشاد فيها المجتمع الدولي بنجاح مصر كونها لعبت دور الوسيط في المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالقاهرة في التوصل إلى هدنة وقف إطلاق نار دائم وغير المحدد بين حركة "حماس" وإسرائيل والذي تم إبرامه بفضل الوساطة المصرية ليضع نهاية لحرب على قطاع غزة استمرت 50 يومًا.


ومن جانبه قال الدكتور ياسر طنطاوي، خبير الشئون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن مصر لطالما كان لها دور على الصعيد الاقليمي وخاصة بالقضية الفلسطينية التي تدخلت مرارًا، من أجل إنهاء الصراعات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهو ما تجلى خلال عهد الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، حيث إن مصر قدمت شهداء وعملت طوال الوقت على محاولة إنهاء الصراعات وعقد اتفاقيات السلام بين إسرائيل وفلسطين والتي يشهد التاريخ عليها مثل اتفاقية اوسلو وكامب ديفيد وغيرها أيضا.

وأشار طنطاوي إلى كذب الادعاءات بأن مصر لم يكن لها دور في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، حيث إن الأزمة الأخيرة التي وقعت بين إسرائيل وفلسطين جاهدت مصر بشتي الطرق الدبلوماسية، لإجراء اتفاقية وقف إطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي لإنهاء ذلك العنف، ولكن لم يحدث ذلك بسبب وجود جماعة الإخوان الإرهابية.


وأوضح طنطاوي، أن جماعة الإخوان الإرهابية شكلت عائقا أساسيا في انعقاد تلك الاتفاقية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ذلك أن حركة حماس التي كانت تتولي مسئولية دفة الصراع مع الجانب الإسرائيلي كان من الممكن أن توقف حدة الصراع وتتجنبه من البداية وهو أمر خاطئ تماما، مشيرا إلى أن حركة حماس هي في الأساس تمثل الذراع العسكرية لجماعة الإخوان الإرهابية في مصر، والتي تتولي مسئولية شن هجمات إرهابية على مصر في الحدود.

وتابع طنطاوي أن ذلك يرتبط ارتباطا وثيق الصلة بين رفض اتفاقيات المصالحة المصرية وبين تورط العديد من الدول الخارجية في إفشال مبادرات الصلح التي قدمتها مصر وعلى رأسها دولة قطر وتركيا وأمريكا.


وأشار طنطاوي إلى أن دور تركيا أنها دائما ما كانت تتدخل في القضايا العربية ظنا واعتقادا منها انها أقدر على العودة إلى السيطرة على دول المنطقة، وإقامة الخلافة العثمانية مما يجعل لديهم ذلك الحلم الذي يحاول أردوغان والتيار الموالي له في تحقيقه بإعطاء تأييدهم لجماعة الإخوان ظنا أنهم سيعيدون ولايتهم مرة أخرى تحت شعار ظاهري بان ذلك تأييد للإسلام، متابعا أن تلك الدول عملت على تمويل حركة حماس من أجل استمرارها في تولي دفة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل أدى لوقف ومنع أي مبادرة للصلح بين الطرفين المتناحرين.


وقال منير محمود، المتخصص في الشئون الإسرائيلية، إن حركة حماس تستمد أفكارها من المتاجرة بالدين وتعمل وفق سياسة تعمل في الأساس ظاهريا على انها تقاوم المستعمر الإسرائيلي، وهي في الاصل تخدم مصالح الدول الغربية وإسرائيل ذاتها، كما أن حركة حماس إلى جانب غيرها من الحركات الجهادية الاخري تعتمد في تمويلها على التبرعات العينية التي تأخذها من الدول العربية بعد كل مذبحة تحدث في غزة من العدو الصهيوني.

وأضاف محمود أن مصر هي الدولة الوحيدة التي لم تتواني عن مساندة الدولة الفلسطينية وأقامتها على ارض فلسطين والالتزام بالمبادرة العربية، التي تنص على أن فلسطين ذات سيادة على ارضها مؤكدا أن مصر من الدول الأساسية الداعمة بشتي الطرق للعدوان الإسرائيلي.


وقال الدكتور محمد أبو غدير، رئيس قسم الإسرائيليات بجامعة الأزهر سابقًا، أن مصر حاولت التوفيق بين الطرفين منذ البداية وبشهادة الجميع، ولعل المبادرة المصرية التي اطلقت منذ البداية لوقف إطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، خير دليل على أن حركة حماس اضمرت الشر للشعب الفلسطيني ودفعت ثمن ذلك في النهاية بسقوط آلاف الجرحى والمصابين.

وأكد أبو غدير أن ما حدث يلقي بظلال خطيرة على القضية الفلسطينية وينذر بمخطط شيطاني من قبل إسرائيل التي تلقى دعما من بعض منعدمي الضمائر من الفلسطينيين وذلك للعمل على تفريغ الضفة الغربية من المواطنين وتقسمها مما يؤدي إلى نزوح جميع السكان من هناك وتترك غزة بمشاكلها محاصرة بين الفقر والجوع في الوقت الذي بدء فيه الاتحاد الأوربي والعديد من الدول الأخرى الملل من دفع تكاليف ضريبة العدوان الإسرائيلي على غزة.