الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإخوانُ والغطاءُ الفكريُ للصَهْيُونيةِ !(1-4)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مُنذُ فجرِ الجماعةِ الإرهابيةِ وهناك خطٌ واضحٌ تستطيعُ أنْ تلحظَهُ وتتبعَهُ، إما باستقراءِ تاريخِ الجماعةِ وإما باعترافاتِ الأفرادِ المنتمين لها أنفسِهم.
ونحن إذ نتتبعُ ذلك التاريخَ المشينَ، لا يمكنُ لأعيننا أنْ تغفلَ عن ذلك الدعمِ المتواصلِ لكلِ المواقفِ والقضايا الصهيونيةِ، بل لكلِ ما هو صهيونيٍ، على مستوى العالمِ عامةً وعالمِنا العربيِ والإسلاميِ منه خاصةً منْ قِبَلِ تلك الجماعةِ الإرهابيةِ.
فكلما كانتْ الصهيونيةُ في حاجةٍ إلى تمريرِ فكرةٍ أو مشروعٍ كلما ظهرت الجماعةُ متطوعةً للبحثِ والتنقيبِ، ومنْ ثّمَّ تقديمِ المشروعِ الصهيونيِ في صورةِ "فكر إسلامي"! – وحاشا للإسلامِ العظيمِ أنْ يكونَ كذلك-، وليس أكثرَ مِن الأمثلةِ على ذلك فيما سنسردُ بعضَه ونتركُ للباحثين المتخصصين المجالَ رحبًا، وإنما نحنُ نشيرُ إلى ذلك إشارةً تفتحُ البابَ للكلامِ في المسكوتِ عنه وعلى الله قصدُ السبيلِ.
ولكن وقبلَ كلِّ شيءٍ لابُدَّ من الإشارةِ إلى أنَّ هذا الأمرَ لم يكنْ محضَ مصادفةٍ أو مواقفَ عفويةٍ وإنما كان أمرًا مقصودًا ومنهجًا متبعًا منذُ اليومِ الأولِ، أسسَ لذلك "حسن البنا" وتبعه عليه أتباعُه إلى يومِ الناسِ هذا.
يقولُ "عمرُ التلمساني" عن موقفِ "البنا" من الحلفاءِ في الحربِ العالميةِ الثانية: "لما قامتْ الحربُ العالميةُ الثانيةُ عام 1939، والإخوانُ على قوتِهم، كان من الممكنِ أن يسببوا الكثيرَ من المتاعبِ للحلفاءِ لكنَّ الإمامَ الشهيدَ "حسن البنا" أصدرَ أوامره للشُعَبِ والمناطقِ أنْ تلتزمِ الهدوءَ وأنْ تتفرغَ لنشرِ الدعوةِ، وأنْ تعطيها كلَّ اهتمامِها وجهدِها بعيدًا عنْ الاستثارةِ، حتى انتصرَ الحلفاءُ وكان موقفُ هذه المنطقةِ -التي تعجُ بالإخوانِ المسلمين في كلِّ مكانٍ- سببًا من أسبابِ انتصارِهم، ولكنهم جازوا الإمامَ الشهيدَ! جزاءَ سنمار! ألا يستحقُ موقفُ الإمامِ الشهيدِ! من تلك الأحداثِ في ذلك الحينِ، أنْ يُسجلَ في صفحاتِ الخلودِ"!! ذكريات لا مذكرات253
وبغضِ النظرِ عما في هذا الكلامِ منْ دسٍ للسُمِّ في الدَسَمِ وتزيينٍ للباطلِ ومحاولةٍ فجةٍ لغطاءِ الباطلِ بلحاءِ الحقِ، فإنَّه يثبتُ بما لا يدعُ للشكِ مجالًا أنَّ موقفَ "البنا" من الصهيونيةِ ودعمِه لها عن طريقِ دعمِه للحلفاءِ وفي مقدمتِهم بريطانيا والتي كانتْ تحتل مصرَ – وقتها-، لم يكنْ موقفًا منفردًا أو شخصيًا أو استثنائيًا له، بل كان – كما قررنا- منهجًا رسمَه هو، وسارَ عليه أبناءُ تنظيمِه إلى يومِ الناسِ هذا وسيظلون ما وُجِدَ التنظيمُ.
وسنضربُ بعضَ الأمثلةِ من خلالِ السطورِ القلائلِ القادمةِ، لنشيرَ بها بعضَ الإشارةِ فقط إلى أصلِ الداءِ الذي دأبَ التنظيمُ الإرهابيُ الخائنُ على السيرِ عليه منذُ تأسيسِه في عشرينياتِ القرنِ الماضي منْ تقديمِ غطاءٍ فكريٍ بلْ وإسلاميٍ لكلِّ مشروعٍ تريدُ الصهيونيةُ تنفيذَه في بلادِ العربِ والمسلمين، ليبدو في ظاهرِ الأمرِ أمرًا في صالحِ العربِ والمسلمين، إلا أنَّه في الأخيرِ وفي حقيقةِ الأمرِ لا يصبُّ إلا في نهرِ الصهاينةِ ومخططاتِهم، ونتركُ بعد ذلك التفصيلَ لمكانِه ولأهلِه، ونكتفي هنا بالإشارةِ التي تغني اللبيبَ، والتي تدلُّ على أنَّ وراءَ الأكمةِ ما ورائِها.
ودونكَ أخي القارئَ المكرمَ – في المقالاتِ القادمةِ إنْ شاءَ اللهُ - بعضَ الأمثلةِ على تقديمِ هذا التنظيمِ السرطانيِ كلَّ الدعمِ لمخططاتِ الصهاينةِ عبر تاريخِهم المليءِ بالخيانةِ للهِ وللدينِ وللوطنِ.
وفي الأُسْبُوعِ المقبل.. للحديثِ بقية.. إنْ شاءَ ربُّ البرية.