الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أمريكا تخطط لدخول سوريا بريًا من بوابة داعش.. تدعي أنها تستهدف محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.. و"الأسد" يتهم قطر وتركيا وإسرائيل بدعم الإرهاب في المنطقة.. وشكري: لن نتدخل عسكريا في التحالف الدولي

أمريكا
أمريكا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تسعى واشنطن مجددا لتكرار سيناريو العراق، تخطط لدخول سوريا بريا بحجة مواجهة "داعش"، لكن الهدف الأساسي بحسب ساسة كبار، أن تنشر قواعدها العسكرية في سوريا مثل ما فعلت في العراق أيام الرئيس الراحل العراقي "صدام حسين".

وبالرغم من استبعاد إدارة أوباما إرسال قوات بريه للقتال ضد تنظيم "داعش" قال ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية " إنه يمكن أن يوصي بذلك إذا فشلت الإستراتيجية الحالية، مؤكدا أن المستشارين الأمريكيين يمكن أن يشاركوا في القتال في العراق ". 
و أضاف أن: "إذا فشلت الإستراتيجية الحالية ضد التنظيم الإرهابي، وأكد ديمبسي أمام لجنة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي إنه يمكن أن يقدم هذه التوصية للرئيس باراك أوباما إذا فشلت الغارات الجوية والجهود المبذولة لتجهيز وتسليح القوات العراقية ومسلحي المعارضة الأكثر اعتدالا في سوريا.
وقال إن أوباما " أبلغني بالعودة إليه بحسب كل حالة"، مضيفا أن المعارك المستقبلية في العراق قد تتطلب وجود قوات أمريكية على الأرض للمساعدة في توجيه الضربات الجوية الأمريكية ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأضاف الجنرال الأمريكي بأنه إذا تغيرت الظروف وإذا كانت هناك "عملية معقدة بشكل استثنائي" يخطط لها الجيش العراقي، فربما يصبح ضروريا "توفير النصائح القتالية عن قرب" ما يتطلب توجه المستشارين إلى الجبهة مع نظرائهم العراقيين.
وأكد ديمبسي أن أي استخدام للقوات الأمريكية في الميدان سيحدث بموافقة من أوباما. وأضاف إن أوباما سيدرس إرسال مستشارين عسكريين إلى جبهات القتال في العراق "بحسب كل حالة".
و لكن قوبل هذا القرار بكثير من الانتقاضات من نشطاء في الكونجرس بسبب تدهور اقتصاد أمريكا الذي ينتج من مشاركة في الحروب فبعد حرب العراق التي فشل الأمريكان فيها ادت إلى تواجد أزمة اقتصادية، لذلك رفع عدد من النشطاء من جماعة "بينك كود" وهي إحدى المنظمات غير الحكومية الأمريكية تدعو إلى إنهاء الحروب التي تمولها الولايات المتحدة، لافتات معارضة للحل العسكري في العراق، كما رددوا شعارات مثل "لا لمزيد من الحروب" و"مزيد من الحروب تساوي مزيدا من التطرف»، وعملوا على مقاطعة الجلسة عدة مرات، ما أدى إلى طرد عدد منهم من القاعة.

ويرى محلل سابق في المخابرات الأمريكية في صحيفة الجارديان البريطانية " أن الاشتباك المباشر مع التنظيم سيؤدي إلى نتائج عكسية، وأنه لابد من إستراتيجية بديلة أكثر تطورا، تجعله ينهزم بسلاحه. ويعتقد أنه لا يمكن إلحاق الهزيمة بتنظيم "الدولة الإسلامية" بالقنابل والرصاص، حتى ولو كان في مواجهة قوات غير غربية مدعومة بالطيران".
وتابع " بل أن التنظيم يزداد قوة كلما تعرض إلى هجمات أوربية وأمريكية، ويستثمر أخطاء الدول الغربية". 
ويوضح، أن استخدام الدول الغربية للقوة العسكرية يثير غضبا شعبيا ويدفع بالمزيد من الحانقين إلى الانضمام للتنظيم، ويؤجج نار المعارك، وهو ما وقع في العراق بين عامي 2006 و2007 عندما بلغت الحرب الأهلية ذروتها، وهو ما يتوقعه الكاتب أن يتكرر.
ويقترح، تجنب المواجهة المباشرة مثلما حدث في 2009 و2009، عندما هاجم مسلحون متطرفون العاصمة العراقية بغداد بالسيارات المفخخة والهجمات الانتحارية، في محاولة لاستفزاز الولايات المتحدة والزج بها في نزاع طائفي، ولكن القوات العراقية والأمريكية لم تتدخل، عن قصد أو عجزا منها.
حينها يقول كاتب المقال إن تنظيم "الدولة الإسلامية" وقع في شر أعماله وانقلبت عليه.
وأضاف " أنه عندما تتدخل القوات الغربية، فإن الأقلية السنية في العراق ترى هجمات "التنظيم" ردا مبررا على هجوم قوات الاحتلال، التي تنحاز إلى الحكومة التي يقودها الشيعة"..

و من الناحية الأخرى، نشرت داعش فيديو تستعرض فيه قواتها واسلحتها لمواجهة أمريكا في حال دخولها العراق بريا، توعد تنظيم "داعش" بقتل الجنود الأمريكان سواء داخل العراق أو خارجها. 
و من جانبه اختفى تنظيم الدولة الإسلامية عن الأنظار في معقله السوري منذ أجاز الرئيس باراك أوباما توجيه ضربات جوية أميركية له في سوريا.. فلم يعد يظهر في الشوارع واعاد نشر أسلحته ومقاتليه وحد من ظهوره الإعلامي.
بينما تسعى واشنطن لتجميع تحالف من أجل قتال الدولة الإسلامية تحاول الجماعة الجهادية على ما يبدو أن تحيط استراتيجيتها بأكبر قدر ممكن من الغموض.
ومن ناحية أخرى، اتهمت دمشق كل من قطر وتركيا والأردن بالضلوع في تمويل ما وصفها بـ"التنظيمات الإرهابية" في بلاده والتنسيق مع جماعة "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة من أجل خطف جنود القوات الدولية في الجولان من أجل دفع تلك القوات لإخلاء المنطقة تمهيدا لإقامة "منطقة عازلة" مع إسرائيل.

الاتهامات السورية جاءت على لسان مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الذي وجه اتهامات لأجهزة الاستخبارات في الدول الأربع، معتبرا أن إسرائيل "هي المستفيد الأول من إخلاء منطقة الجولان المحتل من قوات حفظ السلام كي تغيب عنها الرقابة الدولية."
وذكر في كلمة له بالأمم المتحدة، أن دمشق قدمت "رقم الضابط القطري الذي كان ينسق لخطف الجنود الفيجيين العاملين في قوة حفظ السلام" متهما الأمانة العامة للمنظمة الدولية بأنها "لم تحرك ساكنًا حيال هذا الأمر." وأضاف: "حذرنا سابقًا من أن نوايا إسرائيل وقطر وتركيا كانت تهدف تحديدًا إلى تشجيع التنظيمات الإرهابية المسلحة على الدخول إلى منطقة فصل القوات من أجل خلق منطقة عازلة مشابهة لتلك التي أنشأتها إسرائيل مع عملائها في جنوب لبنان."
وتابع قائلا: "هذا الأمر كان ماثلًا في ذهننا منذ سنتين حيث أرسلنا عشرات الرسائل إلى الأمين العام وأعضاء مجلس الأمن" قبل أن يهاجم المنظمة الدولية مباشرة بالقول: "هذه المنظمة - كما يبدو قد نخرها الفساد المالي الخليجي السعودي والقطري إلى درجة أن قطر تترأس ما يسمى بمحفل تحالف الحضارات وتركيا تستلم مركز منسق الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بينما تمول السعودية مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بـ100 مليون دولار."

و في سياق متصل، أشار وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى أن بلاده قد لا تقدم مساعدة عسكرية للولايات المتحدة في معركتها ضد تنظيم "داعش"، قائلا إن الجيش يركز على الجبهة الداخلية.
وشدد الوزير المصري على أن "مهمة الجيش المصري هي حماية الشعب المصري والحدود المصرية ".
وقال شكري إن "الجيش المصري يوجه طاقاته لمقاومة الإرهاب في داخل مصر سواء في سيناء أو في مناطق أخرى، يحاول أن ينفذ إليها الإرهاب، إضافة إلى المخاطر الناجمة عن عدم الاستقرار في ليبيا والحدود المشتركة الطويلة."
وقال مسئولون أمنيون مصريون إن تنظيم "الدولة الإسلامية" فتح اتصالات مع جماعة أنصار بيت المقدس أخطر الجماعات المسلحة في مصر.