الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

100 يوم السيسي.. فارق بين رجل الدولة وخادم المرشد..الذين يعملون والذين يتآمرون

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي -المعزول مرسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
8 يونيو 2014 .. تاريخ لن ينساه المصريون أبداً لأنه موعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مسئولية الحكم في مصر بعد حسمه الانتخابات الرئاسية بنسبة تزيد على 97% من إجمالي الأصوات.. وتعكس هذه النسبة حجم الثقة والأمل التي وضعها المصريون في المشير السيسي وتجسد حجم المسئولية الجسيمة الملقاة على عاتقه والتي تنوء بحملها الجبال.
لذا أخذ السيسي على عاتقه ومنذ اللحظة الأولى لتحمله الأمانة على أن يكون عند حسن ظن شعبه الذي أولاه ثقته وحمله أمانته وهو ما دفع المصريين للمقارنة بين أول 100 يوم في حكم السيسي ومثيلتها إبان حكم الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي وسط تباين لا تخطئه العين في تقييم تلك الفترة.
وارتبطت المئة يوم الأولى في أذهان المصريين بالوعود التي أسرف فيها مرسي أثناء حملته الانتخابية حيث حدد خمسة ملفات خدمية ترتبط مباشرة بالحياة اليومية للناس ووعد بتحقيق انجازات قياسية وغير مسبوقة فيها بنهاية المئة يوم الأولى من حكمه وهي الأمن والنظافة والخبز والوقود والمرور.
وبعد انقضاء المدة، لم يطرأ تحسن يذكر في تلك المجالات الخمسة، بل حدث العكس و شهد بعضها تراجعا ملحوظا.
وفي محاولة لتبرير هذا الإخفاق، اشتغلت ماكينة الإعلام الإخوانية على استراتيجية مفادها أن هناك مؤامرة من "الدولة العميقة" لإفشال برنامج الرئيس.
وقبل توليه الرئاسة في يونيو من عام 2012، صال وجال الدكتور محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، في جولاته الانتخابية، يصيح باعلي صوته ان مصر ستشهد طفره في اول 100 يوم من حكمه، وقال "مرسي" حينذاك ان خطته تتضمن حل المشكلات في خمس محاور رئيسيه هي الامن والمرور والخبز والنظافة والوقود.
وعلي الجانب الاخر، وبعد عزل مرسي من الحكم وتوليه الرئاسة بعدها بعام، لم يعد الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي بـ100 يوم علي شاكله مرسي، الا انه اوضح ان اولي اولوياته هو حل الازمه الاقتصادية التي تعاني منها مصر، لتكن الايام الـ100 الاولي من حكمه مليئة بالقرارات الاقتصادية الجريئة التي لا يقدم عليها إلا رئيس يؤمن بالله وبوطنه وشعبه ويعلم أنها رغم قسوتها لا بديل عنها لإنقاذ البلد من الانزلاق، بينها رفع الدعم جزئيًا عن الوقود وحفر قناه السويس الجديدة.
وفي الـ100 يوم الاولي من حكم مرسي، حمل ملف الامن في خارطته 17 نقطه، لم يتحقق منها الا واحده، حسب موقع "مرسي ميتر"، الذي وثق للمائة يوم الاولي من حكم المعزول من خلال الاخبار المنشورة علي المواقع المصرية والوثائق الرسمية الصادرة عن المؤسسات الحكومية بالاضافة لمؤسسه الرئاسة.
وكان لافتا أن السيسي ـ في المقابل ـ رفض تماما فكرة تقديم وعود في المئة يوم الأولى، بل أعرب عن عدم قناعته بالفكرة أصلا وقال في أحد لقاءاته الإعلامية أثناء حملته الانتخابية مستنكرا: مشاكل متراكمة عبر عشرات السنوات في بلد كبير بحجم مصر، كيف أعد بحلها في مئة يوم؟.
ويرى المتحمسون لتجربة السيسي أنه استطاع تحقيق انجازات عديدة في وقت قياسي أبرزها إنهاء تعليق عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي و فشل المخطط الدولي لعزل القاهرة و التقارب الاستراتيجي مع روسيا، فضلا عن استعادة الأمن وهيبة الدولة إلى حد كبير ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الكبرى.
واعتبر مراقبون أن استجابة المصريين لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للاكتتاب الشعبي العام لتمويل حفر قناة السويس الجديدة على هذا النحو الاستثنائي جاءت بمثابة "التفويض الثاني" من الشعب لرئيس الجمهورية بعد أن منحه الشعب التفويض الأول لمواجهة الإرهاب عبر تظاهرات مليونية حين كان وزيرا للدفاع بعد نحو أسابيع قليلة من عزل الرئيس مرسي.
وتزامنت نهاية المئة الأولى مع وصول إجمالي حصيلة بيع الشهادات إلى 64 مليار جنيه في ثمانية أيام فقط وبالتالي إغلاق باب الاكتتاب حيث أن المستهدف لتمويل المشروع هو 60 مليار جنيه، وسط مؤشرات على أن آلية الاكتتاب الشعبي قد تكون الورقة الرابحة في يد السيسي لتمويل بقية المشروعات العملاقة في الطاقة والزراعة والنقل.