الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

سمير عبد الفتاح يرحل في هدوء منسجمًا مع حالته بالدنيا

سبع وريقات شخصية
سبع وريقات شخصية لعامل التحويلة المنتحر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كما لم يأخذ حقه فى الصيت خلال حياته، رحل بدون صيت مؤخرا الأديب سمير عبد الفتاح، أحد نبلاء القلم في جيل السبعينيات، بعد أن ترك لنا ست مجموعات قصصية هي: "والآن.. ألبس القناع"، "سبع وريقات شخصية لعامل التحويلة المنتحر"، "تطهر الفارس القديم"، "حارس الغيوم"، "أخبارسوسو"، "شتاء العمر"، بخلاف ستة كتب أخرى في النقد الأدبي وروايتين.
وعن سمير عبد الفتاح يقول الناقد ربيع مفتاح: "هو قاص مرحلة الانتقال الذي أجاد الفكاك من عيوب القص المعاصر بحكم سيطرة الموروث الأدبي، وكان معنيا بالقص والكتابة منذ السبعينيات، إلا أن كتابه الأول لم يصدر إلا عام 1993، ولذا فإننا بصدد قاص تمرس في حقل القصة والإبداع، كما أنه فاز بالعديد من الجوائز في مصر وخارجها".
ويرى ربيع مفتاح أن اللغة عند سمير عبد الفتاح تتميز بالتكثيف إلى الدرجة التي لا توجد فيها كلمة مجانية، ولا يوجد ترهل في البناء القصصي، سردا أو حوارا، كما أنه رسم بدقة الشخصيات في حالاتها النفسية المختلفة، والصدق الفني ليس معناه مطابقة الواقع وإنما هو خلق جديد متكامل العناصر الفنية ومن خلال خبرته بالقص استغنى عن الحدث بمفهومة التقليدي الذي ينمو حتى يصل إلى ما يسمى الحبكة أو لحظة التنوير الأخيرة.
أما الكاتب المسرحى ناصر العزبى فيقول: إن الراحل سمير عبد الفتاح أحد نبلاء القلم، وهو مبدع حقيقي ينتمي لجيل السبعينات وإن نشرت إصداراته القصصية الثلاثة في التسعينات، ومن رموز جيله أحمد زرزور، و خيري عبدالجواد، ربيع مفتاح، وسمير الفيل، وكان على تواصل دائم معهم.
ويضيف ان سمير عبد الفتاح أنه لم يأخذ حقه من الصيت حيث عانى عزوف الإعلام عن إبداعاته ونشاطاته، وربما كان رحيله في هدوء يعبر عن لسان حاله منسحبا من هذا العالم ردا على موقفه منه.
ويضيف: كانت لسمير عبد الفتاح آراؤه النقدية الصائبة فى الحياة الثقافية لذا لم يأخذ حقه، ولكن تميز خلال حياته بنشاطاته الواسعة بتواصله مع أدباء مصر بشكل عام من خلال المؤتمرات والندوات التي كان يشارك فيها وبخاصة الندوة التي تأسست في بولاق الدكرور، وورشة الزيتون الزيتون والتي لم تقتصر المناقشات فيها على أدباء العاصمة فقط.
ويؤكد العزبي أن إبداع سمير عبد الفتاح تميز بسمات كثيرة أهمها الصدق الفني حيث عبر عن نفسه وعن مجتمعه من خلال شخصياته ومعاناتها، كذلك اعتمد على لغة سرد راقية وكذا الحوار إضافة إلى التكثيف اللغوي الذي يزيد من الدلالات والإيحاءات التي تثري خيال القارئ.
ويقول الكاتب أحمد عبده: عرفت سمير عبد الفتاح عن طريق تجربته فى أدب الحرب, مع مجموعته القصصية القديمة "تطهر الفارس القديم", فهو أحد أبطال حرب أكتوبر، وظهر ذلك خلال رواياته ومجموعاته القصصية المتنوعة, وسمير عاش في صمت بعيدا عن شللية القاهرة, ولم يأخذ حقه في الجوائز, وكان يؤثر الابتعاد عن الأضواء مهتما بكتابة النقد الأدبي،
ويقول إن إبداع الراحل كحبات العقد متراصة في تناسق دقيق ونسيج محكم.
وطالب أحمد عبده النقاد بأن يقرأوا من جديد أعمال الراحل سمير عبد الفتاح، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن يكشف عن مناطق مخفية في إنتاجه الأدبي وقدراته الفنية.