الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

مصري نجا من سفينة الموت في البحر المتوسط يروي مأساة الإغراق عمدا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة في جنيف، والتي كانت قد أكدت بدئها تحقيقات للوقوف على ملابسات غرق مركب يحمل مايقارب 500 من المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط من جنسيات مصرية وفلسطينية وسودانية، أعلنت أنها استمعت في جزيرة كريت إلى شاهد مصري نجا من سفينة الموت، وكان ضمن ركابها منذ انطلقت من ميناء دمياط في مصر وحتى قام المهربون بإغراقها عمدًا في عرض البحر، بعد مشادة مع الركاب الذين رفضوا إجبارهم على تغيير المركب إلى مركب أصغر وغير صالح للإبحار.
الشاهد المصري الذي نجا، قال لفريق المنظمة الدولية للهجرة، إن الركاب كانوا قد أجبروا على تغيير المركب منذ انطلاقهم من دمياط ثلاث مرات في عرض البحر، ولكن في المرة الرابعة رفضوا بسبب صغر حجم المركب ولأنه غير آمن وبما أدى إلى مشادة عنيفة مع المهربين الذين هددوا المهاجرين بإعادتهم إلى مصر.
وأضاف أنه بعد ذلك بدأ المهربون استخدام العصى والعنف ضد الركاب، مما حمل بعضهم على القفز إلى المركب الأصغر، ولكن مركب المهربين صدم عمدًا المركب الذي يوجد به العدد الأكبر والذي بدأ يغرق فورًا، وأكد الناجى المصري أن المهربين ظلوا يتابعون غرق المركب وبه المهاجرين والذين كان يوجد منهم نحو 300 راكب في المستوى السفلي من المركب، وحوصروا وغرقوا وذلك حتى يتأكدوا أن المركب قد غرق بكامل ركابه وأن المهربين كانوا يضحكون.
الناجون الذين كان بينهم الشاهد المصري منهم نساء واثنين من الفلسطينيين وسوري ومصري، أكدوا جميعًا أن المهربين كانوا من الفلسطينيين والمصريين، وقد أشار أحد الناجين الفلسطينيين إلى أن المهربين كانوا يحصلون على ألفي دولار للشخص مقابل حملهم إلى إيطاليا، وقد لفتت المنظمة الدولية ووفقًا لتلك الشهادات إلى أن المركب كان يحمل مابين 400 إلى 450 راكبًا، وذلك لا يتضمن الأطفال وقدرت المنظمة أن ما يصل إلى 100 طفل كانوا على متن المركب وفقدوا في البحر.
الشاهد المصري الناجي والذي التقاه فريق المنظمة في كريت بعد إنقاذه، ذكر أنهم ظلوا في البحر لثلاثة أيام، وإن من نجوا من الركاب ظلوا يمسكون ببعضهم البعض خوفًا من فقدان آخرين، ولكن في اليوم الثالث تغير الطقس واشتدت الرياح واجتاحت الأمواج المنطقة التي كانوا فيها، وبدأ الناس يختفون تحت الماء.
المنظمة الدولية ذكرت في تقرير لها بعد ظهر أمس في جنيف، أنه ومع تلك الحادثة المروعة الجديدة فإن الواضح هو أن عصابات التهريب الإجرامية تعمدت إغراق المهاجرين، وإن الحادث لم يكن عرضيًا وأشارت إلى أن البعض ممن تم إنقاذهم من الركاب نقلوا إلى شاطئ جزيرة كريت، حيث قامت سفينة تحمل علم المملكة المتحدة بإنقاذ خمسة بالغين وطفل آخر، كما تم إنقاذ اثنين آخرين قبالة مالطا، وقالت المنظمة إنه بحادث المركب تلك والتي كانت قد انطلقت من ميناء دمياط يوم 6 سبتمبر، فان عددًا من فقدوا ولقوا حتفهم في البحر المتوسط في رحلات الموت تلك يكون قد بلغ نحو 700 شخص في واحدة من أكثر الفترات فتكًا بالمهاجرين في السنوات الأخيرة.